قلة مرائب السيارات تشجع “الكارديانات”
تتجدد، سنويا خلال موسم الصيف، مشاكل قلة مواقف السيارات بالمدن المغربية السياحية، التي تستقطب على مدى ثلاثة أشهر ملايين الزوار من داخل المغرب وخارجه؛ الأمر الذي يعيد الدعوات إلى بحث حلول تُساهم في تشجيع السياحة بهذه المدن وتحد من النفور منها.
ويُعاين الزائر لأغلب المدن السياحية، لاسيما الشاطئية منها، وقوف عشرات السيارات في طوابير أمام مواقف السيارات والمرائب المُسيرة من لدن شركات خاصة متعاقدة مع مجالس المدن في إطار عقود للتدبير المُفوض؛ فيما يحاول سائقو سيارات أخرى البحث عن مكان شاغر في الشوارع المسموح بالركن فيها، وإن بصعوبة.
وتزداد أزمة ركن السيارات في هذه المدن شدة خلال أيام السبت والأحد، إذ تستقطب أعدادا أكبر من الزوار مقارنة بباقي أيام الأسبوع؛ الأمر الذي يخلق، وفق ما عاينته هسبريس، الفوضى في محيط الشواطئ، لتشجيع البحث المُلح عن أماكن شاغرة لركن السيارات لمن يُطلق عليهم في وسائل التواصل الاجتماعي “مول الجيلي” أو حراس السيارات غير المعتمدين لدى مجالس المدن أو الشركات الخاصة على توسيع أنشطتهم لتشمل أماكن غير مخصصة للركن بموجب قانون السير والجولان، بمقابل مبالغ فيه يصل إلى 10 دراهم مع دفعه مُسبقا.
التصريحات، التي استقتها هسبريس من زوار مدينتي السعيدية والناظور وشواطئهما باعتبارهما الأكثر جذبا للسياح في المنطقة الشرقية، تؤكد أن قلة مواقف السيارات تكرس خرق القانون وتضر بالسياحة في هاتين المدينتين.
وأفاد أحد السائقين بأن سيارته تعرضت للقطر لتوقفه في مكان غير قانوني، بعد أن أقنعه حارس سيارات بأنه يحوز ترخيصا لممارسة نشاطه بشكل مؤقت خلال الفترة الصيفية بذلك المكان.
في هذا السياق، قال شكيب سبايبي، المدير التنفيذي لجمعية رواد التغيير للتنمية والثقافة، عضو المجلس الجماعي لوجدة، إن جاذبية المدن السياحية خلال الفترة الصيفية، لاسيما خلال شهري يوليوز وغشت، مبرر ويحتاج من المسؤولين على تدبير شؤونها حسن استغلال هذه الجاذبية لتشجيع التوافد عليها عبر توفير وسائل الراحة التي من أهمها أماكن لركن سياراتهم.
وأضاف سبايبي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “أول سؤال يطرحه –سنويا- الراغب في التنقل إلى مدينة سياحية بغرض قضاء يوم أو أكثر خلال العطلة الصيفية هو إمكانية عثوره على مواقف للسيارات نظامية وسهلة الولوج وتوفر قدرا من الحماية المطلوبة للسيارات”.
وأرجع الفاعل الجمعوي والسياسي استمرار هذا الإشكال إلى عدم تفعيل العديد من مجالس المدن المعنية به للمخطط المديري للتنقلات الحضرية بالرغم من المُصادقة عليه في إحدى دوراته، والذي يعطي إجابات عملية واضحة للحد من هذا الإشكال.
وفي هذا الصدد، استحضر المتحدث ذاته تجارب إيجابية، وتتعلق بمدينتي الرباط وطنجة اللتين تتوفران على مرائب تحت أرضية ساهمت في خلق آلاف الأماكن للركن.