الرباط تقيم احتفالية بموروث “الملحون”
مبادرة فنية جديدة تروم صيانة إرثي “الملحون” و”الشكوري” المغربيين، بإعلان أولى دورات مهرجان يقصد التعريف بالفنّين، وحفظهما والتعريف بمكنوناتهما الثقافية والإبداعية.
بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، نظمت ندوة صحافية لـ”جمعية الأهلى للإنشاد وإحياء التراث”، الثلاثاء، ضربت موعدا في الرباط وسلا وتمارة من 20 إلى 23 يوليوز الجاري لتنظيم عروض لفنّي الملحون والشكوري، ومسابقة خاصة بهما، مع لقاءات فكرية تناقش مكنوناتهما.
الموعد الذي سيكرم وجوها للإبداع في المجال الفني مثل أحمد بيرو، من المرتقب أن يحط الرحال بفضاءات خاصة وعمومية من قبيل قاعة باحنيني ومكتبة الألفية الثالثة ومنتزه الحسن الثاني بالرباط، والمركز الثقافي-تامسنا بتمارة، ومركز التنشيط الفني والثقافي تابريكت بسلا.
محمد همراس، مدير “المهرجان الوطني لفنَّي الملحون والشكوري”، قال في الندوة الصحافية إن هذه الدورة الأولى “حدث ثقافي هام يعكس التراث المغربي الغني بتنوعه”، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، و”مناسبة فريدة للتعريف بالتراث الثقافي المغربي العريق لنوعين فنّيّين ينقلان المعيش اليومي للمواطن المغربي منذ زمن”.
وتابع: “هذه فرصة لعرض شيوخ هذه الفنون من مختلف ربوع المغرب، تعريفا وإبرازا للتنوع الثقافي لبلادنا”، موجها دعوة إلى “الولوعين والولوعات” لمتابعة المواعيد الفنية ونقاشات “تفرد الملحون وتجدده” وسؤال “الابتكار والتتميم”.
وإضافة إلى تقديم ديوان زجلي جديد، وتكريم عدد من فناني الملحون والشكوري، تحدث همراس عن المسابقة التي برمجها الموعد بين مؤدّي هذين اللونين الفنيين.
ومن بين المفاهيم التي هيمنت على الندوة، “إحياء هذا الفن”، وخلق موعد رباطي ملحونيّ وشكوريّ، لغيابه رغم ما عرفت به المدينة في هذا الميدان وإبداعه وتدوينه، وأعلامها من قبيل الشيخين أحمد العوفير وأحمد الكندوز، والخدمة التي قدمتها الإذاعة الوطنية بالعاصمة في التعريف بالملحون.
وفي سياق الحديث عن دعم وزارة الثقافة، قال المتدخل إن هذا المهرجان يستند إلى التطوع أيضا، بإرادة جميع المنخرطين والمشاركين، وجل الفنانين “يدعمونه دون تفكير فيما هو مادي”، في سبيل اشتداد سوقه في دورته الأولى.
وجوابا على سؤال لهسبريس حول الجمع النادر في مهرجان حصرا بين “الملحون” و”الشكوري”، قال همراس: “الشكوري إنتاج يهودي مغربي، انطلق من فاس”، وفضلا عن رسالة “التعايش” التي يحملها هذا الاهتمام، لأن أغلب مؤديه اليوم بالمغرب مسلمون، فإنه يحمل أيضا هدف تجديد ترويجه في الساحة الوطنية، و”إعادته إلى الوجود” بمد اليد للمغاربة اليهود من مؤديه داخل المغرب وخارجه.
مليكة بنضهر، المديرة الفنية للمهرجان، أجابت بدورها بالقول إن هذين الاختيارين “استراتيجيان”؛ فالملحون “ديوان المغاربة تعرض لانتكاسات وتركيز على الفن الأندلسي”، والشكوري تعرض “لما هو أكثر؛ فهو في طي الاندثار، رغم أنه تراث أصيل في أي مدينة مغربية بها ملاح”.
وواصلت المتدخلة بأن الهدف الأساسي لـ”المهرجان الوطني للملحون والشكوري” هو “إزالة الغبار عن فنين لم يأخذا حقهما في مجال الاحتفاء بمكنونات التراث المغربي”.