روسيا وأوكرانيا: الرئيس الكوري الجنوبي في زيارة غير معلنة لأوكرانيا
وصل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة مفاجئة غير معلَنة هي الأولى من نوعها، التقى فيها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقبل لقاء زيلينسكي، زار يون موقع مذبحة بوتشا، إلى الشمال من العاصمة كييف، كما زار الرئيس الكوري الجنوبي مدينة إربين التي شهدت هجمات صاروخية مكثفة على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين.
وقبل أوكرانيا، زار الرئيس الكوري الجنوبي كلا من بولندا وليتوانيا حيث حضر قمة حلف شمال الأطلسي الناتو، والتي عبّر فيها يون عن تضامن بلاده مع أوكرانيا، متحدثا عن طرق لدعمها في التصدّي للغزو الروسي.
وتمتلك كوريا الجنوبية واحدة من أضخم ترسانات الأسلحة في العالم، فضلا عن تفوّقها في صناعة الأسلحة الدفاعية؛ حيث تعد تاسع أكبر مصدّر للسلاح في العالم.
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في العام الماضي أنها سجلت رقماً قياسيا على صعيد صادرات البلاد من الأسلحة بقيمة 17 مليار دولار.
لكن سياسة الحكومة في كوريا الجنوبية تحظر تزويد دول تخوض حروبا بأسلحة فتاكة.
وتناشد أوكرانيا وحلفاؤها كوريا الجنوبية استثناء أوكرانيا من هذه السياسة. وقال سفير أوكرانيا في كوريا الجنوبية إن الأخيرة قد “تفعل الكثير في سبيل تقريب انتصارنا”.
وتزوّد كوريا الجنوبية أوكرانيا بمساعدات إنسانية ومالية. وفي يونيو/حزيران، نقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مصادر حكومية القول إن كوريا الجنوبية ستقدم 130 مليون دولار إضافية دعما لأوكرانيا خلال العام الجاري. وسبق لسول أن قدّمت مساعدات إنسانية لكييف بقيمة 200 مليون دولار.
وتقاوم سول ضغوطا متجددة، من الولايات المتحدة ومن حلفاء أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، لتزويد كييف بالعتاد العسكري.
وسبق وناشد زيلينسكي كوريا الجنوبية لكي تزوّد بلاده بالسلاح. وكان زيلينسكي قد وجّه نداء للصحافة الكورية قال فيه: “أرجو أن تتذكروا أنه قبل 70 عاما، كانت كوريا في حاجة ماسة للمساعدة. وقد هبّ العالم بأسره لنجدة كوريا دفاعا عن العدالة والحرية. وأوكرانيا اليوم مثل كوريا قبل 70 عاما”.
وتنتج كوريا الجنوبية كميات ضخمة من الأسلحة، التي تشمل دبابات ومدافع هاوتزر وذخائر مطلوبة بشدة.
موقف صعب
وألمحت سول إلى أنها قد تنظر في سياستها الخاصة بعدم تزويد دول في حالة حرب بأسلحة فتاكة؛ وقال الرئيس الكوري الشمالي في وقت سابق من العام الجاري إن هجوما روسيا واسع النطاق على مدنيين كفيل بأن يبعث على إعادة النظر في هذه السياسة.
لكن في مايو/أيار الماضي، نفت سول ما أفادت به تقارير إعلامية أمريكية من أن قذائف مدفعية كورية جنوبية كانت في طريقها إلى أوكرانيا. وأكدت سول أن موقفها من تزويد كييف بأسلحة فتاكة لم يتغير.
وفي مايو/أيار الماضي أيضا، التقى زيلينسكي نظيره الكوري الجنوبي على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان قبل أن يتحدث الرئيس الأوكراني عن “إمكانية إقامة علاقات قوية”.
ويقول مراقبون إن كوريا الجنوبية في موقف صعب؛ في ظل علاقاتها الاقتصادية مع روسيا، فضلا عما تحظى به الأخيرة من نفوذ في كوريا الشمالية والتي تناصب بدورها جارتها الجنوبية العداء.
وتتضح صعوبة موقف كوريا الجنوبية أكثر بالنظر إلى موقعها الجيوسياسي المعقد؛ حيث يتعين على سول تحقيق توازن دقيق مع جارتيها القويتين الصين وروسيا.