شخصيات إفريقية توصي من الرباط بشراكة مربحة “جنوب جنوب” للإشعاع الكروي
“المغرب داخل قارته: شراكة جنوب–جنوب، فاعلة ومتضامنة مبنية على مبدأ رابح–رابح.. كرة القدم عامل للتكامل وإشعاع عالمي للقارة”، تحت هذا العنوان نُظّمت ندوة رفيعة المستوى التأم خلال أشغالها مسؤولون رياضيون ولاعبون سابقون من مختلف دول إفريقيا، واحتضنتها الرباط مساء الخميس 06 يوليوز 2023.
وخلص النقاش، في مجمله، إلى توصية شددت على ضرورة “تجسيد” فكرة مفادها إنشاء مركز تفكير وأبحاث حول كرة القدم الإفريقية وتاريخها وتطورها، يمكن للمغرب أن يحتضن مقرّه وأشغال أنشطته؛ لاسيما أن الندوة استبقت بيوم واحد فقط اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في الرباط.
تنظيم هذا الحدث من قِبل معهد “أماديوس” يأتي دعماً لدينامية كروية تشهدها القارة الإفريقية باحتضان ملاعب المغرب فعاليات كأس أمم إفريقيا لمنتخبات أقل من 23 سنة (CAN U23)، كما يشكل إسهاماً منه في ضمان “إشعاع أقوى لقارة إفريقيا التي يجب أن تثق فيها وفي ومواهبها ومؤهلاتها”، على حد قول رئيسه إبراهيم الفاسي الفهري.
وأمام لفيف من شخصيات متنوعة من عالمَيْ كرة القدم والسياسة؛ من بينهم رؤساء اتحادات وفدراليات دول إفريقية لكرة القدم، ووزراء خارجية أفارقة، فضلا عن خبراء رياضيين، ذكّر الفاسي الفهري بـ”الجولات الملكية التي جابت معظم الدول الإفريقية، مُسفرة عن توقيع 5 آلاف اتفاقية وشراكة تعاون مع بلدان شقيقة”، لافتا إلى أن “المغرب أضحى بعد سنوات منها ثاني مستثمر في القارة الإفريقية وأول مستثمر في غربها”.
واعتبر الفاسي الفهري، في مداخلته، أن “هذا المؤتمر فرصة مثالية لدراسة الآفاق التي يُتيحها هذا النموذج من التعاون جنوب–جنوب، وكذا الفرص التي يسمح بتطويرها من أجل ضمان إشعاع متكامل للقارة على صعيد العالم”.
“لطالما عانت إفريقيا من نظرة التهميش في مجال كرة القدم، قبل أن تفرض ذاتها وقدراتها بلاعبيها الموهوبين، ومنتخبات متألقة ناجحة قارياً وعالمياً”، يورد رئيس معهد “أماديوس”، لافتاً إلى أن “المغرب أضحى قِبلة أكثر من 46 رئيساً للاتحادات الإفريقية والضيوف البارزين المرتقب حضورهم يوم السبت لنهائي ‘الكان’ لأقل من 23 عاما”.
مداخلات الشخصيات المشاركة في هذا الموعد رفيع المستوى أجمعت على أن “المملكة المغربية أصبحت بالفعل بؤرة مركزية لكرة القدم القارية”، مشددة على “الجمع بين الثقة في المواهب الكروية الإفريقية وضرورة تأطيرها وتكوينها لضمان الخلَف”.
كرة القدم أداة للتعاون جنوب-جنوب
أكد المتدخلون على “دور كرة القدم المحوري كأداة للتعاون جنوب–جنوب لتعزيز التكامل الإفريقي، في ضوء 46 شراكة أقامتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مجال نقل المهارات والخبرات والبنى التحتية وتعزيز كرة القدم النسوية”.
تبعا لذلك، تم التأكيد على “الفرص التنموية التي توفرها كرة القدم، وفوائد تعزيز التعاون القاري في المجال الرياضي”، مع اعتبار أن كرة القدم “لغة عالمية تتجاوز الحدود والاختلافات الثقافية، وتخلق روابط قوية بين الدول وتعزز التفاهم المتبادل”.
مركز بحث إفريقي
عبر مداخلات متعاقبة، أوصى المشاركون بأهمية إنشاء “مؤسسة/مركز بحث فكري إفريقي مختص في مجال التنمية من خلال كرة القدم”، يراد منه أن يشكل “منصة تعاون” تجمع بين الخبراء وصناع القرار وممثلي الميدان الكروي لصياغة سياسات ومبادرات تهدف إلى تعزيز الدور الأساسي لكرة القدم بكافة أشكالها في التنمية والتأثير في إفريقيا.
ولم يفت المشاركين التعبير عن مساندتهم الدائمة لجهود المملكة في التأسيس لنموذج تعاون إفريقي مستدام، يرمي إلى صقل المواهب التي تزخر بها القارة، فضلاً عن تعزيز قدراتها، مستحضرين سياق ملف الترشيح الذي تقدم به المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم “مونديال 2030”.
يشار إلى أن الشخصيات التي اعتلت منصة النقاش توزعت بين مغربية وأخرى من دول إفريقية؛ وهي كل من لامين كابا باجو، رئيس اتحاد غامبيا لكرة القدم، وزير الخارجية الغامبي السابق، ورافائيل توجو، وزير خارجية كينيا السابق، ومامادي توري، وزير خارجية غينيا الأسبق؛ فضلا عن مبارك لو، خبير اقتصادي من السنغال، وكذا أنطوني بافو، نائب رئيس سابق لـCAF ولاعب دولي سابق من غانا. كما شارك في فعاليات النقاش التهامي الغرفي، عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب.
ومن بين الحاضرين أيضا والمشاركين في فعاليات النقاش خطَف الأنظار العديد من الشخصيات واللاعبين المخضرَمين الذين بصموا بإنجازاتهم تاريخ كرة القدم الإفريقية خلال العقود والسنوات الماضية، أبرزهم الكاميروني ألكسندر سونغ، والغاني أسامواه جيان، والسنغالي الحاج ضيوف؛ فضلا عن المصري وائل جمعة.