إيطاليا تعمق عزلة نظام الجزائر وتنضم إلى المد الأوروبي الداعم للمغرب

يبدو أن روما عازمة على “ربح” جميع الأوراق في منطقة شمال إفريقيا، عبر إعلان شراكة استراتيجية مع كل من الرباط والجزائر، في وقت كانت فيه الأخيرة تعتقد أنها “الشريك الوحيد لقصر كيجي”.
اتخذت الجزائر، منذ وقت قريب، ورقة الغاز لكسب حليف إيطالي يعوضها خسارة نظيره الإسباني وتذبذب العلاقات مع فرنسا، مع استحضار العقيدة الدبلوماسية لقصر المرادية التي تضع العداء للجار المغربي من أبجدياتها؛ وهو ما ظهر من خلال محاولة توريط روما في قنصلية تندوف التي اتضح أنها “مجرد شركة خاصة في مجال التأشيرات موجهة بالأساس إلى الجزائريين”.
في المقابل، خرجت روما بموقف قد يصدم صناع القرار في الجزائر، تشيد من خلاله بجهود المملكة المغربية في قضية الصحراء المغربية؛ وهو الذي يناقض تماما ما يدعيه أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري، حول وجود “توافق في الرؤى في القضايا الإقليمية بين بلاده وروما”.
فشل الخطة
هذا الأمر تكرر أيضا مع السيناريو الصربي، الذي سارعت عبره السلطات الرسمية لتجاوز “مغالطات عطاف” حول موقف بلغراد الواضح من “قضايا الانفصال”، لتظهر بشكل ناصع نسب الهشاشة الكبيرة في أوراق دبلوماسية قصر المرادية.
وفي هذا الإطار، قال سعيد خمري، رئيس المركز الديمقراطي المغربي للدراسات والأبحاث، إن “الجزائر تحاول دائما، خلال اللقاءات الرسمية مع الدول، أن تؤثر على مواقفها من قضية الصحراء المغربية؛ لكنها تفشل بشكل مستمر”.
وأضاف خمري، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الدبلوماسية المغربية تسير بخطى ثابتة، رغم مواجهتها لتحديات عديدة على جبهات عديدة”، مؤكدا أن “السياسية الخارجية المغربية تكسب العديد من النقاط بفضل تصور العاهل المغربي محمد السادس”.
حسب رئيس المركز الديمقراطي المغربي للدراسات والأبحاث، فإن “موقف المملكة من قضية الصحراء له وزن كبير على المستوى العالمي، ومنذ تقديم العاهل المغربي محمد السادس لمخطط الحكم الذاتي سنة 2007 قد أحدث ذلك تغيرا واضحا في مواقف المنتظم العالمي من النزاع المفتعل”.
وخلص المتحدث عينه إلى أن “خطى الدبلوماسية الجزائرية تسير وسط حالة من عدم الثبات وفوضى المواقف الانفعالية”، مبرزا بذلك أن “المغرب سيواصل نهجه الدبلوماسي الناجح مع جميع الدول الذي يتبنى أسس الحوار، والتعاون”.
دبلوماسية رزينة
من جانبه، سجل محمد الغواطي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا، أن “الموقف الإيطالي بيّن بالملموس أن ما روجت له الجزائر من وجود تغير في موقف روما من قضية الصحراء مجرد افتراء”.
وأضاف الغواطي، في حديث لهسبريس، أن “روما أوضحت بشكل كبير مدى تأييدها للجهود المغربية في قضية الصحراء؛ وهو الأمر الذي يسير في نهج أوروبا من النزاع المفتعل”.
تابع المتحدث عينه: “الدبلوماسية المغربية تسير بشكل رزين وثبات كبيرين”، مبينا أن “انشغال نظيرتها الجزائرية في مهاجمة كل ما هو مغربي يضيع على الجارة الشرقية فرصا عظيمة”.
وخلص أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا إلى أن “العلاقات الإيطالية المغربية تسير في النهج الصحيح، وسط تبادل واسع للاحترام والتقدير، مع إبداء موقف واضح لروما من قضية الصحراء المغربية”.