مظاهرات فرنسا: “في الضواحي يشعر كثيرون أن شعار حرية، مساواة، إخاء لا ينطبق عليهم” – الغارديان
من بين القضايا الرئيسية التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة الأحد استمرار أحداث العنف والشغب في فرنسا إثر مقتل صبي من أصل جزائري على يد الشرطة، ومزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تمويل جماعة فاغنر للمرتزقة.
نبدأ من صحيفة الغارديان وتحليل لأندرو هاسي بعنوان “في ضواحي باريس يشعر كثيرون أن شعار حرية، مساواة، إخاء لا ينطبق عليهم”.
ويقول الكاتب إنه في حوالي الثالثة صباحا من يوم الجمعة أيقظه ما بدا وكأنه إطلاق نار، ومن النوافذ الخلفية لشقته في جنوب باريس، كان بإمكانه رؤية الكر والفر بين المحتجين والشرطة
ويضيف أنه أمضى المساء في متابعة التغطية الإخبارية لأعمال الشغب العنيفة التي اندلعت بشكل عفوي في جميع أنحاء فرنسا. ويقول إنه رأى مشاهد مألوفة لسيارات ومبان مشتعلة وشرطة مدججة بالسلاح، وهي صور اعتاد عليها أي شخص عاش خلال السنوات القليلة الماضية من الاحتجاج الغاضب في فرنسا.
ويقول الكاتب إن أشد ما أثار قلقه بشأن هذه الاحتجاجات وأعمال الشغب هو الحجم الهائل، حيث لم يقتصر العنف على ضواحي المدن الكبرى فحسب، بل كان في كل مكان، بما في ذلك البلدات الأنيقة.
ويضيف أنه عد منتصف الليل زادت الأمور سوءا، وفي اليوم التالي تجول في الحي الذي يسكن فيه، فوجد سيارات محترقة ودراجات نارية مهشمة ومتاجر مقتحمة ومحطمة.
ويقول الكاتب إنه تحدث إلى ضابطي شرطة كانا ضمن فريق يقوم بدوريات في المنطقة على دراجات، وسألهما عن الحادث الذي أثار أعمال الشغب، وهو إطلاق ضابط شرطة النار نحو نائل مرزوق البالغ من العمر 17 عاما في نقطة مرور في ضاحية نانتير بباريس يوم الثلاثاء الماضي.
وقال أحد الضابطين “عليك أن تفهم متى تذهب إلى بعض هذه الضواحي. عليك أن تكون منتبها باستمرار، وأن تكون مستعدا للهجوم في أي وقت. إنها تبدو وكأنها منطقة حرب “.
ويضيف أنه ليس بعيدا عن المكان الذي تحدث فيه مع ضابطي الشرطة، تحدث إلى بشير مقراني، الذي يعيش في شقة في أحد الأبراج الرمادية الفقيرة المطلة على حديقة صغيرة.
وقال بشير “إنها حرب. إنها حرب علينا، نحن الناس الذين يعيشون في أماكن مثل هذه. عمري الآن 40 عاما، حاصل على الماجستير ورب أسرة، لكن طوال حياتي تعرضت للتمييز والإذلال، دائما من قبل الشرطة. لا يستطيع الناس تحمل المزيد “.
ويقول الكاتب إنه وسط كل هذه الفوضى، كان من الملاحظ أن مثيري الشغب لم يهاجموا مراكز الشرطة فحسب، بل هاجموا مباني البلديات ومكاتب الضرائب والمدارس، وأي مؤسسة عامة تابعة للجمهورية الفرنسية.
ويرى الكاتب أن الغضب يتركز على كل ما تمثله الجمهورية الفرنسية، وشعارها الديمقراطي “الحرية والمساواة والإخاء”. ويقول إن السبب في ذلك هو أن جزءا كبيرا من السكان المهمشين في الضواحي يشعرون أن هذا الشعار وهذا النموذج للدولة الديمقراطية لا ينطبق عليهم، ويخذلهم.
ويرى الكاتب أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواجه تحديات قاسية في الأيام المقبلة، وستكون الأولوية لاستعادة النظام بأقل عدد من الضحايا.
ويختتم الكاتب قائلا إن هذا هو الوقت المناسب للحكومة الفرنسية لبدء التفكير حول ما إذا كانت الجمهورية الفرنسية بصورتها الحالية لا تزال تفي برسالتها في القرن الحادي والعشرين.
ونبقى مع الغارديان وتقرير لإيما غراهام هاريسون بعنوان “زعم بوتين أن روسيا تمول مجموعة فاغنر قد يسهل محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب”.
وتقول الكاتبة إنه ربما تكون جهود فلاديمير بوتين لإنهاء الانقلاب الذي قامت به مجموعة فاغنر للمرتزقة قد سهل مقاضاته ومقاضاة الدولة الروسية على جرائم الحرب التي ارتكبها المقاتلون المرتزقة، حسبما يرى خبراء في القانون الدولي.
وتقول الكاتبة إنه بعد التمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين، زعيم فاغنر، قال بوتين إن المرتزقة حصلوا على “تمويل كامل” من قبل السلطات الروسية. وأضاف أنه في العام المالي المنتهي في مايو/أيار 2023 وحده ، تلقوا أكثر من 86 مليار روبل من ميزانية الدولة، أو أكثر من مليار دولار.
وتقول الكاتبة إنه على مدى سنوات، نأى بوتين بنفسه عن فاغنر، التي تأسست في عام 2014 ، خاصة مع تزايد الاتهامات الموجهة لها بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك في تحقيق الأمم المتحدة في وجودهم في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وتضيف أنه خلال القتال في سوريا مع القوات الأمريكية في عام 2018، نفت موسكو أي سيطرة على قوات فاغنر ، وقال متحدث باسم الكرملين في نفس العام إنه لا توجد شركات عسكرية خاصة في روسيا.
وتقول الكاتبة إن السلطات الأوكرانية وجماعات حقوق الإنسان ركزتا على السعي لتحقيق العدالة فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبتها القوات الروسية هناك.
وتقول: “إن باحثو جرائم الحرب انتشروا في جميع أنحاء البلاد، وجمعوا الأدلة لاستخدامها في المحكمة. فهذه جريمة حرب بحد ذاتها”.
وتقول الكاتبة إن فظائع فاغنر، في أوكرانيا وأماكن أخرى، من المحتمل أن يكون من الصعب إلصاقها بالدولة الروسية .