آخر خبر

«وثائق الحمام» تحرج ترمب | صحيفة مكة


بات طريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب نحو البيت الأبيض مليئا بالأشواك والألغام، بعدما ظهرت لائحة اتهام تاريخية جديدة تحمل 37 اتهاما سببت له الكثير من الإحراج والأزمات، فيما عرفت بقضية «وثائق الحمام»، نظرا لإخفائها في أماكن غريبة.

وفيما شدد ترمب على أنه بريء، وضحية مؤامرة دبرها خصومه الديمقراطيون لعرقلة وصوله إلى البيت الأبيض الذي يأمل بالعودة إليه عام 2024، قال المدعي الخاص جاك سميث خلال كشفه عن لائحة الاتهامات في خطاب تليفزيوني، «القوانين التي «تحمي المعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني ضرورية، وانتهاكها يعرض بلادنا للخطر»، مطالبا بمحاكمة سريعة للملياردير الجمهوري، وأشار إلى احتفاظ ترمب بعد مغادرته البيت الأبيض بوثائق سرية بما فيها أسرار عسكرية ونووية.

وأعلن ترمب أن القضاء الفدرالي وجه إليه لائحة اتهام على خلفية تعامله مع وثائق من أرشيف البيت الأبيض، في سابقة جديدة تضاف إلى مسيرة مليئة بالمتاعب واجهها الرئيس السابق منذ تركه للبيت الأبيض.

37 اتهاما

تتضمن لائحة الاتهام 37 تهمة بينها «الاحتفاظ غير القانوني بمعلومات تتعلق بالأمن القومي» وعرقلة العدالة وتقديم شهادة زور، فعندما غادر البيت الأبيض في يناير2021 للاستقرار في مقر إقامته الفخم في مارالاجو، أخذ ترمب معه صناديق كاملة من الملفات السرية.

ووفقا للائحة الاتهام، ظلت تلك الصناديق مكدسة في إحدى القاعات قبل أن تنقل إلى «غرفة تخزين» يمكن الوصول إليها من حوض السباحة، وهناك شوهدت وثائق تحمل عبارة «سري جدا» على الأرض، وتضم لائحة الاتهام صورة تظهر أكواما من الصناديق داخل حمام كبير.

وفي يناير 2022 وبعد طلبات متكررة، وافق ترمب على إعادة 15 صندوقا تحوي أكثر من مئتي مستند سري، فيما أكد محاموه في رسالة بعد ذلك عدم وجود أي وثيقة أخرى.

لائحة اتهام

وبعد فحص الوثائق، رأت الشرطة الفدرالية أنه لم يعد كل شيء وأنه ما زال يحتفظ بعدد كبير من الأوراق في ناديه في بالم بيتش، ودهم عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي في الثاني من أغسطس الماضي، المنزل وصادروا حوالى ثلاثين صندوقا آخر تحوي 11 ألف وثيقة، بعضها حساس جدا بشأن إيران أو الصين.

وبحسب لائحة الاتهام، فإن الوثائق التي أخذها ترمب تتضمن «معلومات تتعلق بالقدرات الدفاعية لكل من الولايات المتحدة ودول أجنبية، وبالبرامج النووية الأمريكية». كما تتعلق بـ»نقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حال تعرضها لهجوم عسكري، وخطط الرد المحتمل على هجوم أجنبي».

ووجهت ست اتهامات إلى مساعد لترمب هو والت ناوتا لمساعدته في إخفاء الوثائق، وذكرت لائحة الاتهام أن ترمب ناقش مع محاميه إمكانية الكذب على المسؤولين الحكوميين الذين يسعون لاستعادة الوثائق وحفظ بعضها في صناديق بالقرب من مرحاض ووزع صناديق تحتوي على بعض من هذه الوثائق في أنحاء منزله بمنتجع مارالاجو بولاية فلوريدا حتى لا تعثر عليها السلطات.

ليست أمريكا

وعلق ترمب على الاتهامات الجديدة عبر شبكته «تروث سوشال»، بقوله «هذه لم تعد أمريكا» مؤكدا أنه «لم يكن لديه يوما أي شيء يخفيه»، ونقلت لائحة الاتهام عن الرئيس السابق قوله لأحد محاميه «ألن يكون من الأفضل لو قلنا لهم إنه ليس لدينا أي شيء هنا؟».

وفي الولايات المتحدة، ثمة قانون يلزم الرؤساء بإرسال جميع رسائل البريد الالكتروني والرسائل ووثائق العمل الأخرى إلى الأرشيف الوطني، فيما يحظر قانون آخر يتعلق بالتجسس، الاحتفاظ بأسرار الدولة في أماكن غير مصرح بها وغير آمنة.

ومن المقرر أن يمثل ترمب أمام المحكمة لأول مرة فيما يخص هذه القضية في ميامي بعد غد الثلاثاء قبل أن يتم 77 عاما بيوم واحد فقط، ونظرا لأن الرئيس السابق سيقضي أي عقوبات فورا حالة إدانته، فإن الحد الأقصى للسجن الذي يواجهه هو 20 عاما لعرقلة العدالة.

خفاء الوثائق

وتتناول إحدى الوثائق دعم إحدى الدول الأجنبية للإرهاب بما يتعارض مع المصالح الأمريكية، حيث نصت لائحة الاتهام على أن هذه المواد الحكومية صادرة عن البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي ووكالات أخرى تابعة للمخابرات.

وقال ممثلو الادعاء «إن ترمب أطلع شخصا آخر على وثيقة لوزارة الدفاع وصفت بأنها خطة هجوم على دولة أخرى»، مضيفين أنه تآمر مع ناوتا للاحتفاظ بوثائق سرية أخذها من البيت الأبيض وأخفاها في الحمام وأماكن غريبة عن هيئة محلفين اتحادية كبرى.

وكذب ناوتا على مكتب التحقيقات الاتحادي عندما أخبرهم أنه لا يعرف كيف انتقلت بعض الوثائق إلى جناح ترمب في منتجع مار إيه لاجو بينما كان في الواقع متورطا في نقلها هناك من غرفة تخزين، حسبما ذكرت لائحة الاتهام.

150 حدثا

واحتفظ ترمب بالوثائق في منتجع مارالاجو الذي يمتلكه في فلوريدا، وفي نادي الجولف الخاص به في نيوجيرزي. وجاء في لائحة الاتهام أن المنتجع استضاف عشرات الآلاف من الضيوف في أكثر من 150 حدثا خلال الوقت الذي كانت فيه الوثائق هناك.

وقال ممثلو الادعاء «إن الكشف دون وجه حق عن الوثائق السرية قد يهدد الأمن القومي الأمريكي والعلاقات الخارجية وجمع معلومات المخابرات».

ولم يسبق في التاريخ الأمريكي أن وجهت محكمة اتهامات اتحادية لرئيس أمريكي سابق، وتأتي لائحة الاتهام في وقت تتزايد فيه حظوظ ترمب بنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة العام المقبل.

رفع السرية

وكان ترمب قد قال «إنه رفع السرية عن هذه الوثائق عندما كان رئيسا»، ورفض محاموه تقديم هذه الحجة في وثائق المحكمة.

وقال مصدر مطلع أمس الأول «إن القاضية إيلين كانون كلفت في البداية بالنظر في القضية، وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته أن كانون يمكن أن ترأس المحاكمة أيضا.

وتصدرت كانون التي عينها ترمب في عام 2019 عناوين الصحف العام الماضي عندما حكمت لصالح الرئيس الأمريكي السابق في مرحلة محورية من القضية قبل إلغاء الحكم في الاستئناف، وستحدد كانون عدة أمور من بينها موعد إجراء المحاكمة والحكم على ترمب في حالة إدانته.

أبرز الاتهامات التي يواجهها ترمب

  • التجسس بما يعرض سمعة البلاد للخطر.
  • الاحتفاظ عمدا بمعلومات تتعلق بالدفاع الوطني.
  • عرقلة سير العدالة.
  • الإدلاء بتصاريح كاذبة.
  • تقديم شهادة زور.
  • المراوغة والخداع.
  • عدم التعاون مع أمر استدعاء فيدرالي.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى