مهسا أميني: إيران تحاكم صحفيتين شاركتا في تغطية وفاتها أثناء اعتقالها
- ديفيد غريتن
- بي بي سي
قُدمت صحفيتان إيرانيتان شاركتا في تغطية قصة وفاة الشابة الإيرانية الكردية، مهسا أميني، خلال اعتقالها في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى المحاكمة أمام محكمة ثورية في طهران.
ووجهت إلى نيلوفر حميدي وإلهه محمدي تهم “التعاون مع الحكومة الأمريكية المعادية” و”الدعاية ضد النظام”.
وقال زوج نيلوفر إن محاكمتها بدأت في طهران يوم الثلاثاء، بعد يوم من بدء محاكمة إلهه محمدي.
وتنكر المرأتان الاتهامات وتصران على أنهما قامتا بعملهن فقط.
واعتقلت السلطات الإيرانية ما لا يقل عن 75 صحفيا، منذ أن اجتاحت الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة جميع أنحاء البلاد، في أعقاب وفاة مهسا أميني، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود. ولا يزال 17 من هؤلاء، بمن فيهم الصحفيتان حميدي ومحمدي، في السجن.
وتوفيت أميني في مستشفى بطهران في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد ثلاثة أيام من احتجازها لدى شرطة الإرشاد بزعم ارتدائها الحجاب “بشكل غير لائق”.
وقال شهود عيان إن الشابة الكردية البالغة من العمر 22 عاما تعرضت للضرب أثناء احتجازها، لكن السلطات ألقت باللوم في وفاتها على “أزمة قلبية مفاجئة”.
و تعمل حميدي البالغة من العمر 30 عاما في صحيفة الشرق الإصلاحية.
وصورت حميدي والد أميني وجدتها يتعانقان عقب تلقيهما نبأ وفاتها، ونشرت الصورة على موقع تويتر مع التعليق: “أصبح ثوب الحداد الأسود علمنا الوطني”.
ونشرت محمدي، وهي مراسلة بصحيفة “هم ميهن” المؤيدة للإصلاحيين وتبلغ من العمر 35 عاما، قصة عن جنازة السيدة أميني في مسقط رأسها بلدة “سقز” الكردية. ووصفت كيف هتف المئات من المعزين “المرأة، الحياة، الحرية”، وهي العبارة التي أصبحت أحد الشعارات الرئيسية للاحتجاجات.
واعتقلت قوات الأمن حميدي في 22 سبتمبر/ أيلول، بينما اعتقلت محمدي بعد أسبوع من ذلك الحين.
ورفض ممثلو الادعاء تزويد العائلات والمحامين بمعلومات عن التهم الموجهة ضد المرأتين، اللتين احتجزتا في ظروف قاسية في سجن إيفين وسجن قرتشك للنساء.
لكن في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، أصدرت وزارة المخابرات الإيرانية ووكالة المخابرات التابعة للحرس الثوري بيانا، اتهمتا فيه حميدي والسيدة محمدي بتلقي تدريب لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لإثارة الاضطرابات في إيران.
وفي الشهر الماضي، أعلن المتحدث باسم القضاء الإيراني عن توجيه تهم “التعاون مع الحكومة الأمريكية المعادية، والتآمر والتواطؤ لارتكاب جرائم ضد الأمن القومي والدعاية ضد النظام” إلى المرأتين.
وأكد محامي محمدي، الإثنين، أنها حضرت الجلسة الأولى من محاكمتها المغلقة في الدائرة 15 من المحكمة الثورية في طهران، والتي يرأسها القاضي سيئ السمعة أبو القاسم صلواتي.
وقال المحامي شهاب الدين ميرلوحي لصحيفة “هم ميهن” إنه غير مصرح له بالكلام.
وأضاف “لدينا اعتراضات رسمية كبيرة وخطيرة في القضية. في رأينا أن المحكمة الثورية ليس لها اختصاص في هذه القضية، ويجب الاستماع إليها في محكمة مختصة بحضور هيئة محلفين وبصورة علنية”.
وكتب مراسل صحيفة الشرق، ميلاد علوي، على تويتر: “لقد انتُهكت حقوقها الأساسية والمتطلبات القانونية الواضحة”، مضيفا “لقد سخروا من مفهومي: المحكمة القانونية والمحاكمة العادلة”!
وبدأت محاكمة حميدي المنفصلة الثلاثاء، بحسب زوجها.
وكتب “محمد حسين أجورلو” على تويتر: “نيلوفر نفت جميع التهم الموجهة إليها، وأكدت أنها تصرفت في إطار القانون كصحفية ولم ترتكب أي فعل ضد أمن إيران”.
وأضاف أنه لم يُسمح له بالحضور خلال الجلسة التي استمرت ساعتين، ولم يُمنح محامي زوجته فرصة لتقديم دفاع.