الأديبة الكويتية د. الباطني في “معرض المدينة المنورة للكتاب 2023”: المنهاج الدراسي بحاجة للحكايات الشعبية
واستعرضت د. الباطني في الندوة التي أدارتها نوف السناني، قصتها مع الحكاية الشعبية، ومفهومها وتأخرها عند العرب، واستغلال بعض السياسيين لها في خطبهم الانتخابية وأحاديثهم للشعب، مشيرةً إلى أنها تعد تعبيراً عن تجارب الحياة، وكذلك الأحلام والهلوسات، التي يمكن تحويلها لحكايات، مؤكدةً على أهميتها في التربية والتعليم والإرشاد، وتثبيت المعتقدات فالإنسان الأول كانت تعابيره رسوماً ونقوشاً على الكهوف والجبال، والحكاية وسيلة لتشكيل الوعي، والقرآن الكريم مليء بالقصص والحكايات.
وذكرت الأديبة الكويتية في حديثها أن عائلتها كانت أُميةً لا تعرف القراءة والكِتابة، ولكن ثقافتها الشعبية في الحكايات والألغاز عالية؛ لذلك تشربت الاهتمام بها، مضيفةً: “كنت أحكي في صغري للمعلمات، وأغني على مسرح المدرسة، فكنّ يطلقن عليّ الروائية الصغيرة، وقد درست الفرنسية عشر سنوات، ثم تفرغت للتراث الشعبي، حيث اتقدت الفكرة خلال إجازة الأمومة التي طلبت أن تكون غير مدفوعة الأجر لمدة عام، فكان نتاج هذا العام كتابي (من أغاني المهد في الكويت)”.
وقارنت د. الباطني بين الحكايات التراكمية، التي تتميز بالتكرار بالشكل دون المضمون، والحكايات السلسلية التي تترتب الأحداث على بعضها دون تكرار، وكذلك الحكايات الدائرية، والرقمية، والهزلية، والساخرة، واللانهائية، والمتداخلة، مؤكدةً أن الحكاية التراكمية ذات تأثير كبير على الطفل؛ تعوده على التنبؤ وابتكار الحلول للمشكلات والعمليات الحسابية، وأن القصص تزود النشء بالمعارف والمعلومات عن تراثهم ومجتمعهم ماضياً وحاضراً، وتُثريّ لغتهم وموروثهم وقدراتهم التعبيرية، منوهةً باهتمام دولاً متقدمة بالتاريخ التراثي وتضمينه في الكتب الدراسية، لافتةً إلى أن سياسيين كباراً مثل ريجان استخدموا الحكايات التراكمية في بعض خطبهم الانتخابية والموجهة لشعوبهم.
وتعتبر الأديبة الكويتية الدكتورة بزة الباطني باحثةً شغوفة بجمع التراث غير المادي، وقد صدر لها عدة مؤلفات، ومنها؛ طرائف وحكايات نسائية، وسلسلة التراث الشعبي للأطفال من عمر 8 إلى 12، وغيرها من المؤلفات الأدبية والتراثية التي أثرت من خلالها الساحة الثقافية.