مجلس الدار البيضاء يمرر برنامج العمل
صادق المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء، الخميس، على برنامج العمل خلال الجلسة الثانية لدورة ماي، بأغلبية المستشارين مقابل رفضه من طرف مستشاري فريق العدالة والتنمية.
وصوّت على برنامج العمل 79 مستشارا، مقابل رفضه من طرف 13 مستشارا ينتمون إلى فريق العدالة والتنمية (12 عضوا) والاشتراكي الموحد (عضو واحد).
وعرفت مناقشة برنامج العمل توجيه انتقادات من طرف مستشارين ينتمون إلى الأغلبية والمعارضة إلى طريقة إعداد المشروع، وكذا المشاريع التي يتضمنها، ومدى قدرة الجماعة على تنزيلها على أرض الواقع.
وبالرغم من أن فريق حزب الاستقلال المنتمي إلى الأغلبية عبر عن إيمانه بالتحالف على المستوى الحكومي، فإنه شدد على أن ذلك لا يمنع من توجيه انتقادات إلى المنهجية التي تم اعتمادها في إعداد البرنامج.
وسجل الفريق المذكور، في كلمة له بالجلسة، وجود معيقات موضوعية لبعض المشاريع المتضمنة بالبرنامج، إلى جانب عدم تحديد توطين لهذه المشاريع، على اعتبار أنه لم تتم الإشارة إلى الأماكن التي ستحتضنها.
وأوضح الاستقلاليون أن هناك تفاؤلا مفرطا في التوقعات في التعبئة المالية لتنزيل البرنامج، مؤكدين أن هذه التوقعات يجب أن تكون موضوعية حتى تكون قابلة للتنفيذ، مضيفين أن المؤسسات التي تم الحديث عن أنها ستكون شريكة في إنجاز المشاريع لم تتم الإشارة إلى مدى التزامها بذلك.
من جهته، دافع أحمد بريجة، رئيس فريق مستشاري الأصالة والمعاصرة بالمجلس، عن المشروع، حيث أوضح أن هذا البرنامج “يأتي في سياق دولي وإقليمي ووطني وفي إطار إكراهات صعبة جدا، حيث تداعيات كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية والجفاف الذي يعرفه المغرب منذ سنوات ومناخ متغير وندرة الماء”؛ غير أن بريجة سجل على أن هذا لا يمنع من الحديث عن كونه تزامن مع أمل انطلق مع رفع المنتخب الوطني العلم عاليا في كأس العالم، ثم النموذج التنموي الجديد، والبرنامج الحكومي وبرنامج التنمية الجهوي وبرنامج مجلس العمالة، إلى جانب العناية الكبيرة والخاصة التي يوليها الملك محمد السادس لهذه المدينة.
وشدد رئيس الفريق على أنهم يرغبون في برنامج عمل واقعي بعيدا عن المتمنيات، مسجلا أن الغلاف المالي لتحقيقه يتطلب بذل مجهودات كبيرة؛ من بينها مراجعة القرار الجبائي، إلى جانب استغلال تعبير رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن إرادته للمساهمة في برنامج تأهيل المدينة.
أما حزب العدالة والتنمية، على لسان رئيس فريقه عبد الصمد حيكر، فقد هاجم البرنامج والمقاربة المعتمدة في إعداده، حيث تحدث عما أسماه بالعبث، إذ لم يتم تسليمهم وثيقة البرنامج إلا داخل الجلسة قبيل التصويت عليه.
وقال نائب العمدة السابق في كلمته: “إن أردتم تمريره، مبارك ومسعود؛ لكن هذا يعد عبثا لمصالح الدار البيضاء والقانون”، متسائلا: “من أين سيتم جلب المبلغ لتمويل المشروع؟”.
وأشار رئيس فريق “البيجيدي” إلى أن شؤون الجماعة تدبر بطريقة عشوائية، مستغربا من كيفية سحب نقط بجدول الأعمال وحذفها دون وجه حق ودون تقديم حيثيات ذلك، بالرغم من أن النقط تمت المصادقة عليها من طرف ولاية الجهة.
من جهتها، ردت نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، على أن برنامج العمل “سيهم جميع البيضاويين، وقد أخذنا وقتا مهما لتحديد أولويات المدينة التي تضاف إلى المشاريع التي جاء بها الملك من أجل القفز بالمدينة نحو المدن الميتروبولية العالمية”.
وسجلت الرميلي أن برنامج العمل “واقعي مع تحديات المناخ”، مشيرة في رد على رئيس فريق حزب العدالة والتنمية إلى أن “العبث هو الإبقاء على عصارة النفايات، العبث هو أن يستمر سقي المساحات الخضراء بالماء الصالح للشرب بدلا من معالجة المياه”.