اتجاه عربي لتأسيس صندوق دعم سوريا
أعلن خالد عبود، النائب في البرلمان السوري، أن هناك اتجاها عربيا لتأسيس صندوق لدعم سوريا بهدف مساعدتها على تجاوز تبعات الحرب والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وقال عبود لوكالة أنباء العالم العربي، اليوم الخميس، إن “الدول العربية تقف حاليا إلى جانب سوريا، ولا أستبعد أن تكون هناك نية لتأسيس صندوق لدعم سوريا من جانب بعض الدول العربية، وتنفيذ استثمارات من أجل مساعدة الشعب السوري”.
وأضاف: “السعودية والإمارات تسعيان لفتح ثغرات في جدار العقوبات المفروضة على سوريا، وإيجاد آليات من أجل مساعدة البلد الذي تعرض لأضرار كبيرة على المستوى الاقتصادي والمعيشي والسياسي”.
بشار الأسد
واعتبر عبود أن التحركات العربية المكثفة مؤخرا حول سوريا تأتي في إطار محاولات الجامعة العربية لإعادة إحياء مكانتها ودورها على الصعيد العربي والإقليمي.
وأضاف عبود: “عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية جاءت نتيجة لما يحدث على المستوى الدولي من تطورات وتحولات كبرى، والنظام العربي جزء من هذا التحول الدولي”.
وكانت وكالة الأنباء السورية نقلت مؤخرا عن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله بعد لقائه نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في جدة، إن “هناك توجيهات من قيادتي البلدين بأن تكون العلاقات الثنائية بين البلدين بالمستوى الذي يستحقه شعبا سوريا والسعودية”.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن أمله في أن تكون استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة مقدمة لإنهاء أزمتها.
وقال أبو الغيط أمام الاجتماع التحضيري للقمة العربية في جدة، إن الأزمات في سوريا وليبيا واليمن “قائمة دون حل شامل إلا أنها تمر بمرحلة تسمح بمقاربات جديدة تحرك المياه الراكدة”.
واعتبر عبود أن الجامعة العربية بدأت تلتقط أنفاسها وتستعيد قواها من جديد، معبرا عن أمله في أن تسعى لبناء نظام عربي جديد على مستوى الإقليم والعالم.
وعلق: “الدور العربي في الأسابيع القليلة الماضية نجح في الاستحواذ على ملف الأزمة السورية من يد الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وعمل على تجاهلها في التعامل مع الملف السوري بهدف حل الأزمة وأيضا من أجل إعادة إحياء دور الجامعة العربية، كمرجعية عربية تعمل على حل مشاكل أعضائها”.
عودة الاستثمارات
من ناحية أخرى، قال عبود إن سوريا تراهن بشكل كبير على دعم دول عربية كبيرة من الناحية السياسية والاقتصادية، وذلك حتى لا تضطر للجوء إلى دول غير عربية “للوقوف إلى جانبها”.
وقال: “نرجو أن تعيد الدول العربية إحياء استثماراتها في سوريا كما كانت قبل الأزمة، وأن تصنع لنفسها بنية تحتية لكي تقوي نفوذها، وألا تترك سوريا رهينة لسيطرة دول إقليمية غير عربية”.
وتابع: “الدول العربية تستطيع أن تساعد في حل الأزمة في سوريا إن أرادت ذلك، وأن تكون قوة فاعلة ومؤثرة لكي تمنع أي تدخلات غير عربية في شؤوننا الداخلية”.
وقال عبود إنه يتطلع لأن تلعب الرياض عبر ثقلها السياسي والاقتصادي بالتعاون مع مصر دورا مهما في مساعدة سوريا على التعافي، لاسيما أنها “تحاول إقناع الدول العربية الأخرى بأن تتبنى مشروع عودة سوريا أو العودة إلى سوريا”، مشيرا إلى “أن التركيز حاليا يتم على المسائل التوافقية، وترحيل تلك الخلافية لمرحلة لاحقة”.
وأضاف: “لدينا آمال وتطلعات كبيرة بأن تقوم السعودية نظرا لدورها الكبير في المنطقة العربية بدور واسع وعميق ومؤثر في سوريا وذلك بالتعاون مصر وباقي الدول العربية، لكي تستعيد سوريا عافيتها وتتجاوز الأزمة التي تعيشها حاليا”.
وفيما يتعلق بملف عودة اللاجئين السوريين، أكد النائب في البرلمان السوري أن من حق كل سوري العودة إلى بلده. واختتم: “ليس لدينا أي خطوط حمراء أو رفض من جانب مؤسسات الدولة السورية لعودة أي مواطن سوري إلى أرضه ووطنه”.