اعتدال الأحوال الجوية يرفع وتيرة الهجرة غير النظامية في سواحل المغرب
أعاد اعتدال الأحوال الجوية في الآونة الأخيرة قوارب الهجرة غير النظامية إلى نشاطها من جديد في سواحل عدد من الأقاليم، لاسيما في جهتي الشمال والشرق.
ويشجّع استقرار الأحوال الجوّية المرشحين للهجرة غير النظامية على ركوب “قوارب الموت”، كما يشجّع المهرّبين على رفع عدد الرحلات صوب الضفة الأوروبية.
وقبل يومين، ظهر قارب من نوع “فانتوم” في شاطئ بليونش بإقليم تطوان، وهو يستقبل عددا من المرشّحين للهجرة غير النظامية أمام مرأى المصطافين، قبل أن ينطلق مسرعاً في اتجاه عرض البحر.
وأكدت وسائل إعلام إسبانية في وقت لاحق اعتراض القارب المذكور، وتوقيف اثنين من منظمي الهجرة و8 مرشحّين مغاربة؛ فضلا عن توقيف آخرين في الجانب المغربي من قبل السلطات المغربية.
وقبل 4 أيام، وصل 14 مهاجرا، جميعهم من جنسية مغربية، إلى جزيرة البوران الواقعة في المنتصف ما بين ساحلي إسبانيا والمغرب، وتُعد النقطة الإسبانية الأقرب إلى السواحل المغربية، قبل أن يتم نقلهم إلى ميناء ألميريا.
وذكرت مصادر لهسبريس أن إقليم الأندلس (جنوب إسبانيا) عرف في الآونة الأخيرة توافد عدد من المهاجرين المغاربة، معظمهم من الشباب، حيث ظلوا يتجوّلون في شوارع الإقليم ويرتادون بعض المقاهي المعروفة بتواجد مواطنيهم بها، بحثاً عن إيواء مؤقت أو فرصة عمل.
شكيب سبايبي، المدير التنفيذي لجمعية رواد التغيير للتنمية والثقافة، قال إن تزايد وتيرة الهجرة غير النظامية، لاسيما في صفوف الشباب، بات ظاهراً للعيان، خاصة في جهة الشرق التي تعرف إشكالات اقتصادية واجتماعية منذ تشديد الخناق على التهريب المعيشي، سواء من مليلية المحتلة أو الجزائر.
وأضاف سبايبي، ضمن تصريح لهسبريس، أنه يُلاحظ هجرة وصفها بـ”الجماعية” في مجموعة من مدن جهة الشرق، نتيجة غياب فرص التشغيل والمشاريع الاستثمارية التي من شأنها خفض عدد العاطلين الذين نبّهت المندوبية السامية للتخطيط إلى تزايدهم بنسبة 6 في المائة في مذكّرتها الإخبارية الصادرة بداية ماي الجاري.
وأكد المتحدّث ذاته أن تزايد الرّغبة في الهجرة نحو الضفة الأوروبية بالجهة خلق لدى المرشّحين للهجرة مسارات جديدة، من بينها العبور نحو الجزائر وركوب “قوارب الموت” انطلاقا من سواحلها، مستفيدين من ضعف المراقبة على السواحل الجزائرية وانخفاض تكلفة عمليات الهجرة غير النظامية.
غير أن هذا المسار والمسارات التقليدية الأخرى، وفق سبايبي، خلّفت مآسي عدة للأسر التي فقدت أثر المئات من أبنائها الذين يتواجدون سواء في السجون أو قضوا في عرض البحر، داعيا إلى التفكير في وضع برامج خاصة بالمناطق الحدودية، تهم بالأساس تشجيع المشاريع الاستثمارية وتوفير فرص الشغل لإدماج هؤلاء الشباب.