عمران خان: السياسي الذي يتحدى الجيش الباكستاني المسيطر على البلاد– الفايننشال تايمز
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من الفايننشال تايمز التي تناولت في أحد مقالاتها اعتقال رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وما أثاره من اضطرابات في البلاد.
وقالت الصحيفة: “بدت العاصمة الباكستانية إسلام أباد وكأنها تحت الحصار يوم الجمعة الماضي، إذ أغلقت حاويات الشحن والشاحنات الطرق في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي نظمها أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان”.
قبل يوم واحد من ذلك، خرج خان من المحكمة العليا الباكستانية مرتديا نظاراته الشمسية باهظة الثمن وعلى وجهه ابتسامة عريضة عقب قرار المحكمة بإطلاق سراحه بعد القبض عليه ليومين للتحقيق في اتهامات فساد. ووصفت المحكمة اعتقال الزعيم السياسي وزعيم أحد أكبر الأحزاب السياسية في البلاد بأنه إجراء “غير سليم وغير قانوني”.
وللمرة الأولى في تاريخ هذه الدولة، التي يديرها العسكريون من خلف ستار، حدثت مواجهات بين أنصار عمران خان وقوات الأمن، أحرق خلالها المتظاهرون سيارات الشرطة وهاجموا مقرات الجيش، مما دفع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى الاستعانة بالجيش لاستعادة النظام في ولايات خيبر وبنجاب وإسلام أباد، التي يقدر عدد سكانها بحوالي 23 مليون نسمة.
هكذا تزداد الصورة وضوحا بالنسبة لرئيس حزب “تحريك إنصاف الباكستاني”، إذ أصبح الزعيم السياسي المدني الذي يتحدى الجيش في بلد يسيطر عليه الجيش ويمتد نفوذه إلى كل شيء تقريبا، حسب الصحيفة.
وأشارت الفاينانشال تايمز إلى أن خان “نجا من محاولة اغتيال في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين يعتبره أنصاره الصوت الصامد للشعب. لكن في المقابل، يرى معارضوه أنه شعبوي خطير، معتبرين خان أحد عوامل الفوضى أكثر من كونه قوة تدفع بالبلاد نحو التغيير”.
وجاء في مقال الصحيفة: “تستعد باكستان لإجراء الانتخابات هذا العام وسط توقعات بفوز حزب خان – حزب “تحريك إنصاف الباكستاني” – بها، وهي التوقعات التي عززتها الأحداث الأخيرة التي شهدتها شوارع العاصمة وغيرها من الولايات الهامة من قبل أنصار عمران خان الذي رجحت الاحتجاجات التي خرجت ضد اعتقاله أنه أقوى زعيم سياسي في البلاد”.
ورغم أنه في أغلب الأحيان يقول إنه ابن الشعب المقرب من رجل الشارع، ينحدر خان من أسرة ثرية من لاهور ودرس في مدارس النخب الباكستانية ثم في جامعة أوكسفورد. كما تزوج الكاتبة الإنجليزية جاميما غولدسميث. كما يرى الكثير من الباكستانيين خان بطلا لأنه قاد فريق الكريكيت الوطني للفوز على إنجلترا عام 1992.
وبدأ عمران خان مسيرته السياسية عام 1996 بتأسيس حزب “تحريك إنصاف الباكستاني” الذي حصل على مقعد واحد في البرلمان. وبعد حوالى عشر سنوات، قاد احتجاجات في مناطق قبلية على طول الحدود الباكستانية ضد غارات الطائرات المسيرة الأمريكية، وهو ما جعل له مكانة أكبر لدى الشعب الباكستاني بسبب ذلك التصرف الوطني.
وفي 2020، تعرض رئيس الوزراء الباكستاني السابق لهجوم من الحركة الديمقراطية الباكستانية تضمن اتهامات بأنه موال للجيش، مطالبين بتنحيه عن منصبه. وتدهورت علاقته بالجيش في 2021 عندما فشل مرشحه لمنصب قائد الجيش في تأمين هذا المنصب. .
شبح عودة ترامب
بعد تنفس العالم الصعداء عقب هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات 2020، يطل شبح عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة برأسه من جديد مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، وفقا لصحيفة الغارديان.
وقالت الغارديان: “مع أن الرحلة لا تزال طويلة – قد تستغرق عدة أشهر – حتى يتم اختيار المرشح الرئاسي الجمهوري، يبدو أن ترامب مسيطر جيدا على حزبه، إذ يرى كثيرون أنه المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة”.
ويبدو أن الحكم الصادر ضد الرئيس الأمريكي السابق – الذي أدانه بتهمة الاعتداء الجنسي على الكاتبة إي جين كارول في أحد المتاجر في نيويورك في التسعينيات من القرن العشرين – يقوي موقف ترامب على العكس مما كان متوقعا من أنه شأن أي سياسي آخر قد تنتهي رحلته مع السياسة حال ثبوت تلك الاتهامات.
وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ألاباما تومي توبرفيل عن قرار هيئة المحلفين إن هذا “يجعلني أرغب في التصويت له مرتين”، موضحًا وجهة النظر التي يتبناها ملايين الجمهوريين بأن هذا الحكم – وأي نتيجة لإجراء قانوني آخر اتخذ ضد الرئيس السابق – تثبت فقط أن النخب يستهدفون النيل منه.
وأضافت الصحيفة “يشبه موقف هؤلاء موقفهم عقب إدانة ترامب في مارس/ آذار الماضي بدفع أموال لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مقابل صمتها عن علاقة جنسية تزعم أنه أقامها معها في وقت سابق”. ففي ذلك الوقت، رجح أغلب الجمهوريين أن تلك الأحكام القضائية مسيسة، معتبرين ترامب “شهيدا للدولة الليبرالية العميقة وأن الضربات التي من شأنها أن تقتله، تعطيه المزيد من القوة”.
وتكمن خطورة وصول ترامب إلى السلطة مرة ثانية، وفق الصحيفة، في عدة أمور تتمثل في تغيير جذري في السياسات الحالية لإدارة بايدن، إذ ينبغي – حال فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 – أن تستعد أوكرانيا لإنهاء الدعم الأمريكي الذي تحصل عليه بكل أشكاله. كما ينبغي أن يستعد الأمريكيون لمشاهدة الولايات المتحدة وهي تتعثر في سداد ديونها لأن سياسات الجمهوريين ترفض زيادة سقف الدين.
كما تواجه الولايات المتحدة – حال فوز ترامب – خطر “تولي رئيس يعتزم استكمال ما بدأه في فترة رئاسته السابقة، وهو كسر شوكة جميع المؤسسات التي قد تقف حائلا بينه وبين ما يريد سواء عبر صناديق الاقتراع أو من خلال المحاكم”، وفقا للغارديان.
وقال ميت رومني، الصوت الجمهوري المعارض النادر بين أعضاء الحزب: “هذا ما ستحصلون عليه، رئاسة منفصلة عن الواقع وعن النظام الدستوري”.
متى تشن أوكرانيا هجوما مضادا؟
يبدو أن القوات الأوكرانية تشهد تحولا جذريا في منهجيتها الحالية، وفقا لصحيفة الفايننشال تايمز.
وقالت الصحيفة إن هذه القوات تركز على تدريب ما يقدر بحوالى 40000 جندي على المهام الهجومية والتأكيد للمتدربين على أن الإغارة على العدو تزيد من فرص بقائهم على قيد الحياة. كما تحولت مناطق عدة في أوكرانيا – تسيطر عليها قوات كييف – إلى ترسانات أسلحة غربية تحتوي على دبابات ألمانية وقاذفات صواريخ أمريكية وصواريخ بعيدة المدى بريطانية الصنع، وهو ما يرجح أننا قد نرى هجوما أوكرانيا مضادا في وقت قريب.
ورغم أن البعض يقول أن الهجوم المضاد قد بدأ بالفعل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هذا التحرك ينبغي أن يُؤجَّل حتى يحصل الجيش الأوكراني على المزيد من الأسلحة الغربية. لكن الصحيفة تشير إلى أن بعض المطلعين على هذا الشأن يرون أن زيلينسكي أدلى بهذه التصريحات من أجل حث قوى الغرب على الإسراع من وتيرة الإمدادات.
وأشارت الصحيفة إلى أن “كل يوم يمر، تستعد أوكرانيا أكثر للهجوم، إذ تحتاج لأن تكون جاهزة تماما في مواجهة عقبات كؤود قد تكون في طريقها إلى النصر ومقاومة حقيقية من قبل القوات الروسية التي تستغل هي أيضا كل يوم يمر عليها في تنظيم صفوفها وتعزيز دفاعاتها بعد الخسائر المادية والبشرية الكبيرة”.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الروسي مُني بهذه الخسائر خلال 14 شهرا من الصراع في أوكرانيا التي تسيطر موسكو على حوالي 18 في المئة من أراضيها وسط مساعي من قبل القوات الأوكرانية لاستعادة جميع أراضيها والعودة إلى حدود 1991 التي تحددت بموجب استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي السابق.
ووفق الفايننشال تايمز ، فإنه رغم الآمال في نصر كبير، يرى مسؤولون أن كييف قد لا تتمكن من تحرير جميع الأراضي المحتلة على الأقل حتى نهاية العام الجاري. ومع ذلك، قد يؤدي نجاح الهجوم الأوكراني المضاد في تحرير قدر كبير من الأراضي من أيدي القوات الروسية إلى إثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن طموحه العسكري بعد إقلاعه عن الرهان على أن طول أمد الصراع قد يرهق قوى الغرب ويدفع بها نحو سحب دعمها لكييف.
“وترجح المؤشرات المتوافرة على الأرض احتمالات شن أوكرانيا هجوما مضادا مصغرا هذا الأسبوع على ضواحي مدينة باخموت حيث تدور رحى حرب طاحنة هي الأكثر دموية بين الجانبين، وهو الموقع الذي يمكن لكييف فيه اختبار مستوى التدريب الذي تلقته قواتها حديثة الانضمام إلى الحرب”، وفقا للفايننشال تايمز.