بعد “ستورم شادو”.. كييف في انتظار “أتاكمز” وواشنطن “صامتة”
ويعتقد محللون وخبراء عسكريون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن قرار بريطانيا بإرسال صواريخ “كروز” قد يفتح بابا مماثلا لإرسال شحنات الصواريخ الأوروبية بعيدة المدى، أو أنظمة “أتاكمز” الأميركية في وقت لاحق، مما قد يساهم في تفجر الصراع مع موسكو ويزيد من فرص أوكرانيا في هجومها المضاد.
وخلال الشهور الماضية، سعت كييف للحصول على صواريخ طويلة المدى لضرب القوات الروسية والمراكز اللوجستية وقواعد القوات الجوية في العمق خلف خط المواجهة، لكن الولايات المتحدة أحجمت عن توفير أنظمة تكتيكية مثل النظام الصاروخي التكتيكي الذي يعرف اختصارا بـ”أتاكمز”، وهو نظام “أرض أرض”، بسبب مخاوف من تمكين أوكرانيا من شن ضربات عبر الحدود مع روسيا ما قد يؤدي إلى تصاعد الصراع.
وإضافة إلى ذلك، قاوم الحلفاء أيضا دعوات كييف لإرسال طائرات مقاتلة، في حين اتخذت بريطانيا موقفا مختلفا، حين تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك في فبراير الماضي، بأن تصبح بلاده أول دولة ترسل صواريخ بعيدة المدى إلى كييف.
مخاوف أميركية
• امتنع البيت الأبيض عن إمداد أوكرانيا بصواريخ مماثلة طويلة المدى من طراز “أتاكمز”، التي يمكن تركيبها على أنظمة “هيمارس”، رغم الضغط الأوكراني المتواصل.
• نقلت صحيفة “غارديان” البريطانية عن مسؤول أميركي تعليقه على قرار لندن تقديم صواريخ “ستورم شادو” إلى كييف، بالقول إن “كل دولة تتخذ قراراتها السيادية الخاصة” بشأن الأسلحة التي ستمنحها لأوكرانيا.
• سبق أن أبلغ مسؤولون في البنتاغون ممثلي كييف أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة فائض من الأنظمة الصاروخية “أتاكمز” حتى تزود أوكرانيا بها، وفق صحيفة “بوليتيكو”.
• ينبع القلق الأميركي من احتمال استخدام أوكرانيا لهذه الأنظمة الصاروخية لاستهداف عمق الأراضي الروسية، متخطية بذلك ما وصفه الكرملين بأنه “خط أحمر”.
• قال قادة أوكرانيون إن كييف ما زالت تفتقر إلى الأسلحة الحيوية اللازمة لإنجاح هجومها المضاد، بما في ذلك هذه الصواريخ بعيدة المدى.
• شدد وزير الدفاع البريطاني بن والاس على أن الولايات المتحدة كانت “داعمة بشكل لا يصدق” لقرار بلاده بإرسال صواريخ “ستورم شادو”، لافتا إلى اختلاف صواريخ “أتاكمز” عن “ستورم شادو” المصممة لتكون قادرة على ضرب مواقع دفاعية أرضية.
قدرات خاصة
• “أتاكمز” صاروخ بالستي تكتيكي، دخل الخدمة في أوائل التسعينيات، ويعمل في 4 دول على رأسها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
• صاروخ باليستي “أرض أرض” بعيد المدى يمكن إطلاقه من منصات متحركة مثل راجمات الصواريخ “إم 270”.
• يستخدم للوصول إلى الأهداف الأرضية التي لا يمكن لوحدات المدفعية التقليدية الوصول إليها.
• يبلغ نطاق الصاروخ 300 كيلومتر، وجرى استخدامه في عدد من المناطق منها الحرب في أفغانستان وحرب العراق.
• تتجاوز سرعته القصوى 3 ماخ، ويتم توجيه الصاروخ عن طريق الملاحة بالقصور الذاتي وبمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي.
تأثيرات دراماتيكية
يقول الملحق الدفاعي البريطاني السابق إلى موسكو جون فورمان، إنه رغم إجراء بريطانيا والولايات المتحدة مناقشات مكثفة حول إرسال صواريخ “ستورم شادو” لأوكرانيا، فلا يوجد مؤشر حتى الآن على أن واشنطن سترسل صواريخها بعيدة المدى أيضا.
وأضاف: “لو كانت الولايات المتحدة على وشك ذلك، لكانت قد غيرت موقفها تحسبا لهذا الإعلان”.
كما حدد الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، تأثير الصواريخ البريطانية المقدمة إلى أوكرانيا في عدد من النقاط، قائلا إن:
• صواريخ “ستورم شادو” ستحمل تأثيرات كبرى في الميدان الأوكراني، لن تقل أبدا عن التأثير الذي أحدثته منظومات “هيمارس” للصواريخ التكتيكية الموجهة، لكن روسيا تأقلمت مع هذه المنظومات وأبعدت مخازن الذخيرة والأسلحة مسافة 70 كلم للوراء من خطوط المواجهة في دونباس، لهذا نشاهد عمليات نوعية أوكرانية بالمسيرات تستهدف تدمير هذه المخازن من وقت لآخر في دونباس والقرم على حد سواء.
• منظومة الصواريخ الجديدة ستربك الترسانة الدفاعية والهجومية الروسية، نظرا لأن “ستورم شادو” صواريخ جوالة بعيدة المدى، قد يصل مداها لقرابة 500 كيلومتر، ويتم توجيهها بالأقمار الصناعية وتستطيع المناورة في بيئة شديدة التشويش الإلكتروني، ورأسها الحربي البالغ 450 كيلوغراما يجعلها مميتة بالنسبة للتحصينات والمواقع الدفاعية.
• سابقا تمكن الخبراء الغربيون من تثبيت صواريخ “هارم” الأميركية المضادة للرادارات على متن مقاتلات “ميغ” و”سوخوي” الأوكرانية، وأثبتت هذه الصواريخ فعالية كبيرة في استهداف وتدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية، وبالنظر إلى قدوم صواريخ “ستورم شادو” لأوكرانيا فمن المتوقع أن تعمل على متن المقاتلات من طراز “ميغ| و”سوخوي”، وأن تعمل أيضا بالتكامل مع صواريخ “أمرام” الأميركية.
• هذا الأمر يعطي القوات الأوكرانية ميزة تفضيلية في قدرات الضربات الهجومية “الجراحية”، وتهديد الموانئ والسفن في البحر الأسود وبحر أزوف، فصواريخ “ستورم شادو”، يمكنها استهداف السفن الحربية وتدميرها في الحال.
• ليس من المستبعد أن يتخذ موروث العداء بين بريطانيا وروسيا منعطفا خطيرا على الأراضي الأوكرانية، وتحديدا قبالة الشواطئ الروسية والأوكرانية على البحر الأسود، كون المواجهة البحرية كانت دوما من تفضيل لندن.
• هناك حرص بريطاني على تزويد أوكرانيا بأعتى منظومات الأسلحة، فصواريخ “ستورم شادو” لم تكن الأولى، إذ سبق أن كانت لندن أول دولة تزود كييف بصواريخ الأمرام متوسطة المدى، كما قدمت أيضا دبابات القتال الرئيسية، وحاليا تعتزم تزويد أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب، فهذه الأسلحة تتلاءم جيدا مع الترسانة العسكرية الروسية الضخمة وتستطيع إرباكها وتحقيق خسائر كبيرة بها.