«مبتكرو المستقبل… أهم وسائل تطوير مبتكري المستقبل» جلسة حوارية
أكد خبراء في التربية وأدب الطفل، أهمية توفير بيئة محفّزة وداعمة للأطفال لإظهار وتنمية طاقاتهم وإبداعاتهم. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «مبتكرو المستقبل… أهم وسائل تطوير مبتكري المستقبل»، ضمن فعاليات الدورة ال14 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، وتحدثت خلالها الكاتبة بثينة أحمد شريف، ود.أمينة الرويمي، والكاتب المتخصص بأدب الطفل تيموثي كنابمان، وأدارها الإعلامي عمر الدري.
وأكد الكاتب تيموثي كنابمان، أن الأطفال يمتلكون طاقات هائلة وعقولاً نيرة تتسع لكل شيء جديد ومفيد، ويتمتعون بفضول علمي وحب للمعرفة. لذلك، من المهم أن نوفر لهم بيئة تربوية وتعليمية تناسب احتياجاتهم وطموحاتهم، وتساعدهم على تطوير مهاراتهم وإبراز إبداعهم. لافتاً إلى أن مهمة تنمية طاقات الأطفال وإبداعهم هي مسؤولية مشتركة بين الأهل والمدرسة والمجتمع.
وأضاف: «نحن نعيش في زمن ثورة تقنية، حيث أصبحت الآلات تصنع كل شيء، وأصبح الأطفال متكلين على التقنيات الحديثة في كل شيء، لكن هذا لا يعني أن الأطفال لا يحتاجون إلى تطوير قدراتهم الذهنية والإبداعية، لذلك علينا أن نعزز فيهم قيمة العقل البشري وتميزه»، مشيراً إلى أن أفضل وسائل تعزيز ثقة الطفل بقدراته هي الكتب، التي تعد مصدراً غنياً للمعرفة والتعلم والتفكير، مؤكداً ضرورة أن يعلم الأهل والمربون أن الابتكار لدى الطفل لا يعني أنه لا يخطئ.
صفات الطفل المبتكر
حول صفات الطفل المبتكر، قالت د.أمينة الرويمي: «اكتشاف المواهب لدى الأطفال هو مسؤولية الجميع، وخاصة الأسرة والمدرسة، فهما البيئتان الأساسيتان اللتان ينمو فيهما الطفل، لكن كيف نكتشف ملامح المواهب لدى الطفل؟ هناك بعض الصفات التي تدل على وجود موهبة، مثل التساؤل والخيال؛ كما أن الطفل الموهوب حركي جداً، ولا يستقر في مكان واحد، ويطرح أفكاراً مبتكرة تختلف عن زملائه. لذلك يتعين علينا أن نراقب هذه الصفات في أطفالنا، وأن ندعمهم ونشجعهم على تنمية مواهبهم».
وأضافت: «الابتكار يضمن قدرة الطفل على إنتاج أفكار جديدة ومفيدة في مجال معين، لكن هذه القدرة قد تواجه بعض التحديات، مثل الخوف من الفشل أو السخرية أو الانتقاد، وعدم الثقة بالنفس أو بالأفكار. كما قد تؤثر المشاكل الأسرية أو التنمر على نفسية الطفل وإبداعه، لذلك، يجب علينا كآباء ومعلمين أن ندعم ونشجع الطفل المبتكر، وأن نحافظ على صحته النفسية وثقته بنفسه».
الكتابة على الجدار
من جهتها، قالت بثينة أحمد شريف: «الكتابة على الجدار سلوك طبيعي بالنسبة للأطفال، فهي وسيلة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وخيالهم، لكن الآباء قد يرون في هذا السلوك مشكلة أو عدم احترام للممتلكات، وهذا خطأ؛ فالأطفال يحتاجون إلى مساحة للإبداع والتواصل، ولا ينبغي أن نعاقبهم على ذلك. بدلاً من ذلك، يجب أن نحاول فهم سبب كتابتهم على الجدار، وأن نثري هذا الجانب فيهم بتوفير لوحات يرسمون عليها ما يشاؤون».
وأضافت: «تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في دعم وتشجيع الابتكار والإبداع لدى الأطفال، فهي تقدم العديد من المبادرات والبرامج الحكومية التي تهدف إلى تنمية قدرات الطفل وتطوير مهاراته ومواهبه، كما توفر لهم فرصاً للتعلم والتجربة والمشاركة في مجالات مختلفة، مثل العلوم والتكنولوجيا والفن والثقافة».