أخبار العالم

تغير المناخ يتسبب في موجات حرارة غير مسبوقة بالمغرب ودول المنطقة



ارتفاع غير طبيعي ونادر في درجة الحرارة شهدته 4 دول خلال أيام 26 و27 و28 أبريل الماضي، وهي المغرب والجزائر وإسبانيا والبرتغال، وفق ما أظهرته دراسة جديدة قام بها 10 باحثين من المغرب وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

الدراسة، التي نشرت بموقع مجموعة “World Weather Attribution”، أكدت أن درجات الحرارة المسجّلة في هذه البلدان، التي لا تتوافق مع درجة الحرارة الطبيعية بها لشهر أبريل، كان من شبه المستحيل أن تشهدها لولا تغيّر المناخ الذي تربطه علاقة سببية بالنشاط البشري.

وتشير الدراسة إلى أنه في الفترة ما بين 26 و28 أبريل سجلت البلدان المطلة على غرب البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة أعلى بكثير من المعتاد في الوقت نفسه من العام، بزيادة بمقدار 20 درجة، حيث تم تحطيم الرقم القياسي الوطني لشهر أبريل في البرتغال وإسبانيا.

كما حطمت مدن مغربية أرقاماً قياسية محلية لشهر أبريل، حيث تجاوزت درجات الحرارة 41 درجة مئوية في بعضها، بما فيها سيدي سليمان ومراكش وتارودانت؛ فيما تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية شمال غرب الجزائر، وبالضبط في مغنية على الحدود مع المغرب، ودائرة غريس التابعة لولاية معسكر.

وجاءت موجة الحر في أبريل، وفق الدراسة، في ظل الجفاف الذي يخيّم على هذه المنطقة لعدة سنوات؛ ويرى الباحثون أنها أدت إلى تفاقم آثاره على المحاصيل المهددة بالفعل بسبب تزايد ندرة المياه بفعل التأثير المشترك لتغير المناخ واستهلاك المياه.

كما أشارت الدراسة ذاتها إلى أن موجات الحر المبكرة وظروف الجفاف المرتبطة بها تهدد إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية، مثل القمح، لأنها تعيق ملء الحبوب.

وبالإضافة إلى تأثير هذه الموجة على المحاصيل الزراعية، نبّه معدو الدراسة إلى أن الحرّ يساهم بشكل مباشر في تزايد عدد الوفيات، مشيرين إلى أنه في ظل عدم توفّر بيانات الوفيات التي قد تكون الموجة الأخيرة قد تسبّبت فيها فإنها ساهمت عام 2022 في ما يقرب من 4000 حالة وفاة في إسبانيا، وأكثر من 1000 حالة وفاة في البرتغال، حسب منظمة الصحة العالمية.

كما تساهم موجات الحرارة والأمراض المرتبطة بها في وفاة ما معدّله 262 شخصاً في الجزائر و250 في المغرب و116 شخصًا في تونس. ويشير الباحثون إلى أنه غالبًا ما لا يُعرف التأثير الكامل لموجة الحر إلا بعد أسابيع أو أشهر، أي بعد جمع شهادات الوفاة، أو قيام العلماء بتحليل أسباب زيادة الوفيات، ما يتيح فرضية تجاوز الأرقام الحقيقية تلك المعلن عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى