مشروع “الطريق السيار للماء” يستدعي دراسة التأثير الاجتماعي والبيئي بالمغرب
استدعت سنوات الجفاف المتتالية وشح التساقطات مرور الخطط الحكومية لضمان “الأمن المائي” للمغاربة، لا سيما المتعلقة بالماء الصالح للشرب، إلى مرحلة الاستعجالية؛ وهو ما يسرع في الوقت الحالي إنشاء عدد من المشاريع الاستراتيجية، أهمها محطات تحلية مياه البحر و”الطرق السيارة للماء”.
ويصل مشروع “الطريق السيار للماء” الذي يربط حوضي سبو وأبو رقراق، وفق تصريحات رسمية، مراحل متقدمة في الإنجاز؛ وهو عبارة عن أنابيب فولاذية بقطر 3200 ميلمتر على طول 66.5 كيلومترات، ومحطتي ضخ، بكلفة إجمالية بلغت ستة مليارات درهم.
وإن كان المشروع المذكور الغرض منه هو تلبية الطلب على هذه المادة الحيوية، على مستوى الرباط والدار البيضاء الكبرى، فإن مؤشرات عديدة تظهر نية الحكومة في توسيع شبكة “الطرق السيارة للماء” لربط أحواض أخرى بمختلف مناطق المغرب.
وبإمكان توسيع هذه الشبكة إتاحة بعض المرونة فيما يخص تلبية حاجيات ساكنة مختلف المدن من مياه الشرب كمرحلة أولى والسقي في مرحلة ثانية، وفق ما سجله أحمد الهوتي، عضو المجموعة الفرعية للماء لخريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط.
في المقابل، نبه الهوتي إلى ضرورة إخضاع هذا النوع من المشاريع لدراسات قبلية معمقة ودقيقة، لا سيما فيما يتعلق بوفرة المياه في الأحواض المصنفة في خانة “أحواض الوفرة” وسنوات فائضها والتأثير البيئي والاجتماعي على المناطق التي ستمر منها هذه القنوات ثم دراسة أحجام الأمتار المكعبة التي يمكن تحويلها دون أن يكون لذلك تأثير على حوض يُعتقد أنه به وفرة لكنه في الحقيقة عكس ذلك.
وحذر المتحدث إلى هسبريس من أن يعم النقص في جميع الأحواض، معتبرا أن وفرة في حوض سبو ونقصا في أم الربيع على سبيل المثال وفي فترة جفاف في مناطق الحوضين، “فإن هذا النقص سيكون بمثابة توزيع للجفاف على منطقتين”، مؤكدا في هذا السياق أن “الربط بين حوضين لن يزيدهما في نسبة الملء”.
في السياق ذاته، عبر الخبير الزراعي عن تخوفه من تكلفة هذه المشاريع وبالضبط تكلفة المياه أو المتر مكعب للمياه المحولة من حوض إلى حوض، بعد الأخذ بعين الاعتبار تكاليف التجهيز وتسيير الضخ المتواصل من مناطق سفلى إلى مناطق عليا، متسائلا: “من سيؤدي تكلفة ذلك في النهاية؟”.
ودعا الهوتي إلى التسريع بإنجاز محطات تحلية مياه البحر التي تتناسب كحل للتكتلات السكانية والعمرانية الكبرى بالمغرب والتي تتمركز أغلبها على سواحل البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي.