الاحتفاء بالسنغالي لامين صال يطلق فعاليات مهرجان الشعر الإفريقي في الرباط
توّج “بيت الشعر” الشاعر السنغالي أمادو لامين صال بجائزة الشعر الإفريقي، في افتتاح المهرجان المهتم بشعريات القارة، في دورته الأولى بالعاصمة الرباط، في إطار احتفالات “الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية”.
هذا المهرجان، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، يجمع “بيت الشعر بالمغرب” ووزارة الثقافة من أجل توفير “لحظة تساؤل جماعي، بين شعراء القارة، حول معنى جديد لدور الشاعر اليوم في إفريقيا”.
وقالت كلمة المهرجان إن “جائزة الشعر الإفريقي” توّجت الشاعر أمادو لامين صال لكونه “أحد المبدعين الذين نجحُوا في صوغ ملامح أدب إفريقي جديد، حتى وهو يكتب من خارج لغته الوطنية”، و”تقديرًا لممارسة إبداعية تغذّت من التقاليد الشّعرية الإفريقية الشفوية والمكتوبة؛ فشِعرُه ظلَّ على مدى مسارٍ شعري طويل وممتّد يحملُ الشخصية السنغالية والروح الإفريقية الحريصة على الدّفاع عن تربة إفريقيا ومائها وحرية أبنائها وكرامتهم”.
حفل الافتتاح الذي استقبله منتزه الحسن الثاني بالرباط، مساء أمس الجمعة، قال فيه محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، إن المنتظر من هذا الموعد “ليس فقط عرض دواوين وكتابات شعرية، وإنما التفكير في مستقبل مكانة الشعر المغربي والإفريقي”؛ لأن “الشعر، كتابة ونقدا وتنظيرا، في حاجة لنقد حقيقي يواكب التجارب العالمية، وتقوية حضور الإبداع الشعري الإفريقي في المحافل الدولية لأن الشعر جزء من منظومة الدبلوماسية الثقافية”.
وأضاف وزير الثقافة أن “الشعر ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها؛ فهو من أسمى لحظات الإنسانية، ومن الضروري أن ينظم هذا المهرجان ومهرجانات مماثلة بمختلف دول قارتنا الإفريقية؛ حتى تكون هذه المناسبة فرصة للشعراء الأفارقة للإمتاع بالصوت والجسد والأناشيد، وكذا بكلماتهم الجميلة، وخصوصا التفكير في مستقبل الشعر، ومكانة الشعر الإفريقي دوليا”.
وتابع قائلا: “لم يكن من الممكن أن نعقد هذا المهرجان دون إيجاد شريك ثقافي جدي ومثالي، وهو ما تحقق في بيت الشعر في المغرب، المؤسسة الثقافية ذات الصيت الوطني والدولي، التي تعتبر شريكا لوزارتنا في عدد من البرامج الثقافية”.
إذن، جاء “مهرجان الشعر الإفريقي وفق إرادة مشتركة، والتزام متبادل بين وزارتنا وبيت الشعر في المغرب؛ من أجل تجسيد دور المجتمع المدني في الدينامية التي تعرفها حياتنا السياسية والثقافية”، يضيف وزير الثقافة.
وعبر مراد القادري، رئيس “بيت الشعر بالمغرب”، عن سعي المؤسسة إلى “توطين جائزة الشعر الإفريقي” و”منحها سنويا لأحد الأسماء الشعرية العاملة من إفريقيا، شمالا وجنوبا”؛ حتى تكون “تحية من المغرب، وشعراء المغرب، ومن مؤسسة ثقافية، لكل من يصنع الدهشة من شعراء القارة، ويتيح لنا إمكانية الحق في الحلم”.
كما ذكر أن “بيت الشعر لا يمكنه أن يكون غائبا عن احتفالات (الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية)؛ فاقترحنا تنظيم مهرجان للشعر الإفريقي، على أمل أن يظل إحدى العلامات الثقافية المنتظمة في مدينة الرباط، حتى مع انتهاء الاحتفالية، وموعدا سنويا يتيح لشعراء المغرب أن يلتقوا بنظرائهم من جنوب الصحراء لتعزيز القواسم المشتركة، والتفاعل الثقافي والشعري والحياتي، وتأكيد المصالح ذات الصلة بالحاضر والمستقبل”.