روسيا وأوكرانيا: كيف تكشف المزاعم بشأن محاولة اغتيال بوتين عن إخفاق روسي؟
- ويل فيرنون
- بي بي سي نيوز – موسكو
ادعى بيان دراماتيكي صادر عن الإدارة الرئاسية الروسية أن أوكرانيا استخدمت طائرتين من دون طيار لمهاجمة الكرملين – في قلب موسكو – بين عشية وضحاها.
ويبدو أن القوات الروسية استخدمت معدات الرادار لتعطيل الطائرتين. وأضاف البيان أنه لم تقع إصابات ولم يصب الرئيس بأذى.
لكن الكرملين وصفها بأنها “محاولة اغتيال” تستهدف فلاديمير بوتين.
وظهر عدد من مقاطع الفيديو. ويبدو أنها تظهر طائرة من دون طيار واحدة على الأقل تحلق باتجاه الكرملين، يتبعها انفجار. ويظهر آخر دخانا يتصاعد من مبنى في الكرملين، وحريقا.
ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من أنها كانت طائرة من دون طيار، ومن غير الواضح ما الذي حدث بالفعل.
ولكن إذا كان ما يقوله الكرملين صحيحاً، وكانت هذه محاولة حقيقية لاغتيال الرئيس، فسيكون ذلك حادثاً محرجاً للغاية بالنسبة للكرملين.
فبكل المقاييس، يبدو بوتين واحداً من أكثر القادة الذين يخضعون لحراسة مشددة في العالم. وفي فعالياته في موسكو التي حضرها صحفيو بي بي سي، فرضت إجراءات أمنية مشددة للغاية، بما في ذلك عمليات تفتيش مكثفة وقوافل طويلة من المركبات، مع إغلاق المجال الجوي وتوقف حركة المرور.
وستطرح الآن أسئلة حول مدى حماية الزعيم الروسي بشكل جيد – وحول فعالية الدفاعات الجوية الروسية.
وفي الأشهر الأخيرة، شوهدت أنظمة مضادة للطائرات على أسطح المنازل في موسكو بالقرب من المباني الرئيسية، بما في ذلك وزارة الدفاع.
وقد وضعت هناك على وجه التحديد لهذا السبب – لأن الكرملين يشعر بالقلق من أن أوكرانيا، أو أولئك المتعاطفين مع أوكرانيا، قد يحاولون تنفيذ هجمات جوية على أهداف عالية القيمة.
ولو صحت التقارير بشأن الحادث الأخير، فإن تلك التدابير قد فشلت.
ويعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة من الهجمات والانفجارات التي ضربت الأراضي الروسية في الأسابيع والأشهر الأخيرة.
وقد شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً حاداً في مثل هذه الحوادث.
وفي صباح يوم الأربعاء، اشتعلت النيران في مستودع وقود في منطقة كراسنودار الروسية، بسبب هجوم بطائرة من دون طيار.
وخرج قطاران للشحن عن مسارهما في منطقة بريانسك، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، يومي الاثنين والثلاثاء، في حادثين منفصلين ولكن متطابقين. وقال الحاكم المحلي إن العبوات الناسفة هي المسؤولة عن ذلك.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ادعى المسؤولون الذين نصبتهم روسيا في شبه جزيرة القرم المحتلة أن طائرات مسيرة أوكرانية مسؤولة عن هجوم على منشأة لتخزين الوقود.
وتواتر مثل هذه الهجمات يثير التوتر بين الروس العاديين.
وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الشرطة في موسكو غمرت بمكالمات من الجمهور تفيد بمشاهدة طائرات من دون طيار في العاصمة.
ونفت أوكرانيا بشدة مهاجمة الكرملين أو استهداف الرئيس بوتين. ولكن سواء كانت الرواية الروسية لما حدث دقيقة أم لا، فإن السؤال الآن هو ما إذا كانت موسكو سترد – وإذا كان الأمر كذلك، فكيف.
ودعا بعض المسؤولين الروس بالفعل إلى اتخاذ إجراءات صارمة. إذ إن محاولة اغتيال الرئيس، إذا كان هذا ما جرى، هي مسألة خطيرة للغاية. وحذر الجنرالات الروس عدة مرات من ردود قاسية على الضربات على الأراضي الروسية.
لكن هل لدى روسيا القدرة على تنفيذ أي ضربات انتقامية ذات مغزى؟ يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الحادث سيؤدي إلى أي تصعيد كبير في ساحة المعركة.