أخبار العالم

هل تنهي صفقة فيرست ريبابليك دومينو انهيار البنوك الأميركية؟



وقالت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا الاثنين “إن المنظمين سيطروا على بنك فيرست ريبابليك، وهو ثالث بنك أميركي كبير ينهار خلال شهرين، حيث عينت الإدارة المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع جهة استلام لفيرست ريبابليك وقالت إنها قبلت عرضاً من بنك جي بي مورغان تشيس وغيره لضمان جميع الودائع، عقب فشل مساعي إنقاذ البنك المتعثر، في حين قالت مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية في بيان: “لحماية المودعين، تدخل المؤسسة في اتفاقية شراء واستحواذ مع جي بي مورغان تشيس وناشونال اسوسييشن وكولومبوس وأوهايو لتولي جميع الودائع وجميع أصول بنك فيرست ريبابليك”.

جاءت هذه الصفقة بعد فشل بنك فيرست ريبابليك في التوصل إلى خطة إنقاذ عملية، وذلك جراء خسارته نحو 100 مليار دولار من الودائع في الربع الأول من العام، وهو ما أدى إلى هبوط أسهمه، حيث تراجع سعر سهم المصرف نهاية جلسة الجمعة الماضي، بنسبة 43 بالمئة في “وول ستريت”، وبلغ 3.51 دولارات بعدما علّق تداوله مرات عدة خلال الجلسة بسبب تقلبات كبيرة، وتجاوزت خسائر سهم البنك خلال الأسبوع الماضي فقط الـ 90 بالمئة.

الصفقة جنبت انهياراً بمليارات الدولارات

وفي حديثه لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية يتوقع مازن سلهب كبير استراتيجي الأسواق في “BDSwiss MENA” ألا تضمن هذه الإجراءات عدم حصول مثل هذه الإخفاقات مجدداً لكنه يرى في الوقت ذاته أنها قد تنجح حالياً في تخفيف الذعر وتجنب انهياراً بمليارات الدولارات، حيث أن بنك “فيرست ريبابليك” كان رابع عشر أكبر بنك أميركي مع ثمانين مكتباً وأكثر من 7200 موظف.

ومن الواضح أن الحكومات عادت مجدداً إلى التدخل في انقاذ المؤسسات المالية المتعثرة سواءً في أميركا أو سويسرا وهذا يطرح أسئلةً مهمة عن مستقبل استقلالية القطاع المصرفي وآليات تدخل الحكومات في الاقتصادات المتقدمة والتي لطالما كانت ضد هكذا تدخل في الأنظمة الرأسمالية، طبقاً لما قاله سلهب.

تراجع الثقة بقدرة البنوك الصغيرة والمتوسطة على الوقوف في وجه المخاطر

يشير سلهب إلى أن النقطة الأهم تتجلى في أن هكذا استحواذات أو صفقات إنما ستجعل من “جي بي مورغان” وبقية البنوك الأميركية الرئيسية أكثر ضخامةً مالياً وسيطرةً واحتكاراً للعمل المصرفي في أميركا حيث تتراجع الثقة تدريجياً بقدرة البنوك الصغيرة والمتوسطة على الوقوف في وجه المخاطر والتي من الواضح أن رفع الفائدة ليس هو السبب الحقيقي بقدر ما هو مرتبط بضعف إدارة المخاطر والانكشاف على الأصول العالية المخاطر من قبل إدارات هذه البنوك.

ويرى كبير استراتيجي الأسواق في ” BDSwiss MENA ” أن الفيدرالي الأميركي سيكون تحت ضغوط شديدة حالياً من المشرّعين الأميركيين خاصةً في فيما يتعلق باختبارات التحمل لدى البنوك ومدى جدواها بعد إخفاق عدة بنوك أميريكية حيث تطرح هذه الإخفاقات جدليةً متجددة عن قدرة الفيدرالي الأميركي على اتخاذ الإجراء الصحيح في الوقت الصحيح فمن غير المنطقي أن تحدث هكذا إخفاقات خلال فترات قريبة ولبنوك كانت قبل عدة أشهر تبدو مستقرة.

من جهته، يشرح الخبير الاقتصادي والمصرفي علي حمودي في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” “أن المنظمين الأميركيين كانوا يعملوا ليل الأحد على حل أزمة بنك ” فيرست ريبابليك” بعد انقضاء الموعد النهائي أمس لتقديم العطاءات النهائية للاستحواذ على البنك المتعثر، حيث كانت السلطات التنظيمية تطرح أسئلة متابعة على الأقل على بعض مقدمي العطاءات أثناء مقارنتهم لعروض البنوك، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيكون أمام السلطات خيار الاستحواذ على ملكية البنك”.

وبالطبع بدأ كل هذا مع قلق العملاء بشأن التداعيات المالية لبنك وادي السيليكون، لذا قاموا بسحب الأموال بشكل مفاجئ من حساباتهم ما أدى إلى انهياره، واثار ذلك أيضاً مخاوف بشأن الوضع في البنوك الأميركية الأصغر، بحسب حمودي.

هل أصبح النظام المالي الأميركي تحت تهديد شامل؟

ويطرح حمودي السؤال الأهم ..هل أصبح النظام المالي الأميركي تحت تهديد شامل؟، ليجيب نفسه على التساؤل بقوله: “من غير المرجح أن يهدد الاضطراب المستمر في (بنك فيرست ريبابليك) النظام المصرفي الأوسع لأن خطر الانهيار لا يزال مقتصراً على مجموعة محددة من البنوك التي فشلت في حماية ميزانياتها المالية بالشكل المناسب والصحيح، حيث كان “سيليكون فالي” والآن “فيرست ريبابليك” حالة متطرفة في الطريقة التي أدارت بها مخاطرها.

واعتبر الخبير الاقتصادي والمصرفي حمودي أن هذه الأزمة تخص بعض البنوك وليست أزمة مصرفية أوسع، مشيراً إلى أنه “على الرغم من ضخامة هذه البنوك إلا أنها لا تمثل المكان الذي يتعامل فيه معظم الناس مع أموالهم وبالتالي فإن استحواذ بنك “جي بي مورغان” على “فيرست ريبابليك” سيكون عاملاً إيجابياً آخر مرتبطًا بالبنوك الأصغر في منع حدوث سلسلة أخرى من عمليات سحب الودائع”.

تراجع شامل في نظام القروض المصرفية

بدوره، يرى أشرف العايدي رئيس تنفيذي لشركة “Intermarket Strategy” أن المشاكل المتجددة في بنك “فيرست ريبابليك” لن نؤثر على القطاع المصرفي الأميركي على المدى القصير، لأن الأسواق باتت تعتبر مشكلة “فيرست ريبابليك” منفصلة عن بقية البنوك ولا ليس لها تأثير عليها و”هذا شي إيجابي”، مضيفاً أن البنوك أيضاً لم تتدخل لمساعدة البنوك كما حصل مع غيره لأنهم لا يريدون التورط في مستقبل البنك وفي تحمل مسؤولية القروض.

ويستطرد العايدي: “لكن السؤال الأهم هنا.. ماذا سيحدث لنظام القروض سيولة القروض البنكية، وهل سيكون هناك هبوط شامل في القروض المصرفية وكيف سيؤثر ذلك على الاقتصاد الأميركي؟، بمعنى هل سيكون نظام القروض التفصيل الأخير الذي سيؤدي فعلاً إلى الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية؟.. أعتقد أن هذا الذي سيحصل على المدى الطويل”.

وكان بنك فيرست ريبابليك يصنف الرابع عشر بين أكبر بنوك الولايات المتحدة بحجم الأصول في 2022، إذ مع أصوله التي بلغت 233 مليار دولار في نهاية مارس، فإنه يعد ثاني أكبر مصرف يفلس في تاريخ الولايات المتحدة – باستثناء البنوك الاستثمارية مثل ليمان براذرز – بعد إفلاس واشنطن ميوتوال في عام 2008.

وتأتي صفقة شراء بنك فيرست ريبابليك بعد أقل من شهرين على انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر وسط موجة من هروب الودائع من البنوك الأميركية، ما دفع البنك المركزي الأميركي للتدخل بإجراءات طارئة للحفاظ على استقرار الأسواق



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى