أخبار العالم

معرض بالدار البيضاء يستحضر دور الجيوسي في “وحدة الثقافات الإنسانية”



معرض بيبليوغرافي بالدار البيضاء، تتذكر به مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية المترجمة والمؤرخة الأدبية الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي احتفاء بـ”مساهمتها النهضوية في نقل الأدب العربي والحضارة العربية الإسلامية إلى العالم الناطق بالإنجليزية”.

وسجلت المؤسسة سالفة الذكر إن هاجس الخضراء الجيوسي “في مسارها الطويل” هو “أن النتاجات الخلاَّقة لمختلف الثقافات – ومنها الثقافة العربية – هي تراث حقيقي لكل الشعوب، وهذا هو معنى وحدة الثقافات الإنسانية”، لافتة إلى أن الفقيدة قد “تابعت عن قرب فوران الحركة الفنية والأدبية في بغداد الخمسينيات، وبيروت الستينيات”، و”انخرطت في هذا المناخ الشعري الحديث بإصدار ديوانها الأول “العودة من النبع الحالم” (1960)، ونَشَرتْ كتابات نقدية في المجلتين الشهيرتين: “الآداب” و”شعر”، كما ترجمت مؤلفات فكرية ونقدية مهمة (للفيلسوف الأمريكي رالف بارتون بيرّي، والناقد أرشيبالد مكليش…) وأعمالا روائية (رباعية الإسكندرية للورنس داريل)”.

وأضاف المعرض: “التحقت الجيوسي بعد ذلك بمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، حيث تقدمت عام 1970 بأطروحة مرجعية للدكتوراه عن “الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث”، تقترح فيها بصرامة منهجية “إطارا تاريخيا نقديا” يتيح فهم التحولات الجزئية التي راكمها الشعر العربي منذ عصر النهضة إلى حدود عام 1970 من خلال حلقات شعرائه ومجلاته واتجاهاته الفنية الأساسية، دون إهمال الخلفيات الثقافية والاختيارات الأسلوبية في القول الشعري”.

وواصل المصدر ذاته: “نُشِرَت الأطروحة في أصلها الإنجليزي ضمن منشورات دار بريل العريقة (1977)، ثم نشرتها مطبعة جامعة كولومبيا في طبعات عديدة، بعد أن أصبحت “المرجع الرئيس في دراسة الشعر العربي الحديث في الجامعات الأمريكية والبريطانية”، كما ذكر أستاذ الأدب الإنكليزي عبد الواحد لؤلؤة”.

وقالت المؤسسة إن الجيوسي قد عملت “بالتدريس الجامعي في جامعات دولية عديدة منذ بداية السبعينات، إلا أن تجربتها بالجامعات الأمريكية كان لها بالغُ الأثر في مسارها الأكاديمي؛ فقد وفَّرت لها تلك التجربة المناخَ المناسبَ لبلورة مشروعين ثقافيين كبيرين استغرقا منها الجُهدَ والعُمُرَ: أولهما “مشروع ترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية” (المعروف اختصارا بمشروع بروتا)، الذي تأسس سنة 1980 بالتعاون مع عدد من أساتذة جامعة ميشيغان”.

وكانت حصيلة هذا المشروع “ما يربو عن 30 ترجمةً لمختارات من الأدب العربي الكلاسيكي والمعاصر بمختلف أجناسه، فشمل الشعر والقصة والمسرح والسير الذاتية والسرديات الكلاسيكية وأدب النوادر والسير الشعبية”.

أما المشروع الثاني فهو “رابطة الشرق والغرب” المؤسَّس عام 1991، وكُرّس “لإنجاز دراسات أكاديمية عن الحضارة العربية الإسلامية وإسهامها في التاريخ العالمي، شملت “الحضارة العربية في الأندلس”، و”المدينة في العالم الإسلامي” و”القدس، أورشليم العصور القديمة بين التوراة والتاريخ” و”حقوق الإنسان في الفكر العربي” وغيرها.

وذكّرت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بأن أعمال هذين المشروعين قد صدرت “ضمن منشورات أعرق دور النشر في أمريكا وأوروبا، مثل جامعات كولومبيا وتكساس ودار نشر “بريل” في هولندا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى