بنيات التخييم تعود إلى واجهة النقاش .. و”إقصاء مخيم الهرهورة” يثير جدلاً
مع اقتراب موسم التخييم الصيفي بالمغرب، انبرى الفاعلون في قطاع الشباب والطفولة والترفيه إلى انتقاد ما وصفوها بـ”نقائص” العرض الوطني للتخييم ومجالاته الجغرافية برسم موسم 2023، ما يعيد نقاشاً حول برمجة العمل ببعض البنيات الأساسية الحالية للتخييم أو تلك المزمع افتتاحها، وكذا تأهيل فضاءات تخييم أخرى استجابة للحاجيات المتزايدة لأطفال ويافعي المملكة.
في هذا الصدد، أوضحت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ضمن جواب كتابي عن سؤال كتابي للنائبة نعيمة الفتحاوي، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، حول “البنيات التحتية المخصصة للتنشيط والتخييم” (خاصة في جهة سوس)، أنها “تعمل، ضمن إستراتيجيتها لتطوير البرامج والأنشطة المقدمة للطفولة والشباب، على إعادة الاعتبار لمؤسسات الشباب والطفولة بكل ربوع المملكة”.
وأضاف نص الجواب، المختوم بتوقيع محمد المهدي بنسعيد، أن “جهة سوس–ماسة عرفت، كباقي الجهات، مشاريع إصلاح وتأهيل وترميم مجموعة من المؤسسات الشبابية، وفي مقدمتها دور الشباب، وكذا تجهيزها بمختلف التجهيزات والمستلزمات من أجل الرقي بالمضامين والبرامج التي تقدمها الجمعيات والتنظيمات بالمنطقة”.
وبخصوص بنيات الاستقبال التخييمية، أوضح الوزير أنه “تم تعزيز شبكة المخيمات بجهة سوس ماسة بإحداث ‘مخيم أگلو’ الشاطئي بتيزنيت، بحمولة 300 مستفيد ومستفيدة؛ مع هندسة معمارية تراعي المعايير التربوية المطلوبة”، كاشفا أنه “يُرتقب أن يستقبل فضاء هذا المخيم الأطفال المستفيدين من برنامج التخييم صيف 2023 (السنة الجارية)”.
كما أشار المسؤول الحكومي الوصي على القطاع، في معرض جوابه، إلى أنه تم إطلاق مشروع إعادة تأهيل “مخيم تاغزوت” بحمولة 800 مستفيد، “وفق هندسة تتماشى والوظيفة التربوية للمخيم”، معلناً أن ذلك يأتي “في أفق برمجة افتتاحه خلال موسم 2024”.
“إقصاء مخيم الهرهورة”
في سياق ذي صلة، تفاعلت جمعية “الشبيبة المدرسية” مع الاستعدادات الرسمية لموسم التخييم التي دأبت عليها سنويا مصالح وزارة الشباب، ضمن بيان إلى الرأي العام الوطني صادر عن مكتبها الوطني، منتقدة بشدة ومستغربة “عدم برمجة مخيم الهرهورة هذه السنة ضمن المخيمات التي سيشملها برنامج التخييم الوطني”.
البيان، الذي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخته، حمَل تعبيرا صريحاً عن “رفض جمعية الشبيبة المدرسية رفضاً باتّاً المس بمكانة مخيم الهرهورة”، وزادت: “ندعو مصالح وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تدارك هذا الأمر بإعادة برمجة مخيم الهرهورة، وعمَل كل ما يلزم من أجل بقائه حاضناً لبرامج التكوين والتخييم، وشاهدا على عقود من الفعل التربوي والتكويني والتخييمي بالمغرب”.
وبينما ذهبت أقدم هيئة جمعوية تُعنى بشؤون الشباب والتخييم بالمغرب إلى “تثمين مجهودات الوزارة الوصية في توسيع رقعة المخيمات وإحداث مراكز اصطياف جديدة”، لم تتوان في التعبير عن استهجانها “استمرارَ مسلسل ‘الإقبار’ الذي يطال المخيمات الوطنية التاريخية على شاكلة تغازوت والمهدية والانبعاث وسيدي رحال التي تعتبر جزءا من الذاكرة الجمعية للمغاربة”، وفقها.
وأكدت “الشبيبة المدرسية” أنها “تتابع عن قرب وبشكل مستمر مختلف أطوار إطلاق العرض الوطني للتخييم برسم السنة الجارية 2023″، مشيدة بـ”الإرادة القوية التي أبانت عنها الوزارة الوصية لمواصلة التعاون وتكثيف الجهود يداً في يد مع الجامعة الوطنية للتخييم كشريك أساس وقوي للوزارة في الرقي بمجالات التخييم والتكوين ببلادنا”.
كما أكدت الجمعية ذاتها “اعتزازها بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها الجامعة الوطنية للتخييم، رئيساً وسكرتارية ومكتباً جامعيا ومجلسا إداريا ومكاتب جهوية، للنهوض بالحقل التخييمي، اقتراحا وترافعاً وتنسيقاً وتشبيكاً لجهود مختلف القوى الجمعوية والتربوية الجادة”.
ودعت الهيئة الجمعوية الجامعةَ الوطنية للتخييم إلى “رسم إستراتيجية صارمة ترمي إلى تحصين الجسم الجمعوي التربوي من مختلف الأمراض والأعراض التي قد تصيبه”.