متطوعو الحج.. عطاء بلا حدود

يتسابق المتطوعون من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية للتسجيل المبكر عبر المنصات الرسمية، بهدف نيل شرف التواجد في المشاعر المقدسة وخدمة الحجاج، من خلال أدوار متعددة تشمل الجوانب الطبية، الإرشادية، التنظيمية، والإنسانية.ومع كل موسم حج، تتجدد صور العطاء والعمل الإنساني في أطهر بقاع الأرض، حيث يتطوع الآلاف من أبناء وبنات الوطن لتقديم خدمات متنوعة لضيوف الرحمن، في مشهد يجسد القيم الدينية والوطنية والتكافل المجتمعي.روحانية عاليةتقول المتطوعة والكشافة شادية جمبي، لـ«الوطن»، إنها تحرص في كل موسم على التواجد بين حجاج بيت الله الحرام، لما تحمله هذه التجربة من روحانية عالية. وتضيف: «أقدّم الخدمات الكشفية والإرشادية للحجاج، وأشعر بأن هذا العمل لا يقدّر بثمن، فهو يمنحني طاقة نفسية مختلفة عن أي مهمة تطوعية أخرى».استعداد بدنيوفي الجانب الصحي، تبرز أهمية المتطوعين في دعم الفرق الإسعافية الميدانية، حيث توضح المتطوعة نورة علي والتي تعمل في مجال الإسعاف منذ أكثر من عشر سنوات، أن موسم الحج يتطلب استعدادًا بدنيًا ونفسيًا عاليًا. وتقول: «نحن نعمل في بيئة مزدحمة وسريعة التغيّر، ونواجه حالات مثل الإجهاد الحراري والتدافع، ونتعامل مع حجاج من خلفيات لغوية وثقافية مختلفة، وهذا يجعل المهمة إنسانية بالدرجة الأولى قبل أن تكون فنية»، لذا نحرص على أن يكون التركيز عالٍ أثناء الحديث معهم لتقديم الخدمة بشكل سريع والمحافظة على صحته وهو الأمر الذي نسعى إليه والذي يجعلني أكثر سعادة وراحة في كل حالة أقدم لها الخدمات فهذا الشعور يجعلني في قمة السعادة ويضيف العديد من المفاهيم الحياتية والوظيفية التي قد تواجهني في قادم الأيام.الأمن والطمأنينةأما في مجال إرشاد التائهين، فيؤدي المتطوعون دورًا حيويًا في دعم الحجاج الذين يضلون طريقهم وسط الزحام. ويشارك ياسر حمدان في هذا المجال منذ 13 عامًا، ويقول: «نشأت في مكة، وأعرف طرقها وأحيائها جيدًا. أستخدم هذه المعرفة لإرشاد الحجاج الذين أضلوا الطريق لبعثاتهم أو مخيماتهم، وأحيانًا تكون كلمة أو إشارة كافية لتعيد الأمن والطمأنينة لقلب حاج أنهكه المشي والبحث».ويضيف: «مواقف كثيرة لا تُنسى ذات مرة ساعدت حاجًا كبيرًا في السن تاه عن بعثته، وبعد أن أوصلته، احتضنني وهو يبكي ويدعو لي. هذه اللحظات تزرع في داخلك إحساسا لا يضاهيه شيء».تسهيلات تقنيةوتعمل وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع عدد من الجهات مثل هيئة الهلال الأحمر السعودي، وجمعية الكشافة، ومؤسسات المجتمع المدني، على تنظيم جهود المتطوعين، وتقديم برامج تدريبية تسبق انطلاق الموسم لضمان الجاهزية. كما أطلقت الوزارة هذا العام عددًا من المبادرات التطوعية، لتوسيع المشاركة وتوفير خدمات متخصصة بلغات متعددة.وبحسب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فإن منصة العمل التطوعي سجلت أكثر من 120 ألف متطوع في موسم حج العام الماضي، فيما يُتوقع أن يرتفع العدد هذا العام، بفضل التسهيلات التقنية، وتنوع مجالات الخدمة، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية التطوع.ويُعد العمل التطوعي في الحج نموذجًا رائدًا في خدمة الإنسان، إذ لا يقتصر على تقديم العون، بل يعكس صورة المملكة الحضارية في إدارة الحشود وتيسير أداء المناسك بمزيج من الاحترافية والإنسانية.مجالات للتطوع في الحج- الاستقبال والتوديع- الترجمة والإرشاد- المجال الميداني- المجال الصحي- مجال إرشاد التائهين- تنظيم الحشود- دفع العربات بالحرمين- خدمة مراكز ضيافة الأطفال