المشروبات المثلجة خطر يهدد الأطفال

وأجرى باحثون في جامعة كلية «دبلن» مراجعة لـ21 طفلاً أصيبوا بالمرض بين عامي 2009 و2024 بعد تناول «مشروب مثلج».
وأصيبت الغالبية العظمى من الأطفال، الذين لم يكن أي منهم يعاني من حالات طبية سابقة، بالمرض في غضون ساعة من تناول المشروب.
وجبات المدارس تثير الجدل
يحث المدافعون عن حقوق الطفل على «اختيارات مختلفة في المقاصف المدرسية»، وتلقى المرضى، الذين تراوحت أعمارهم بين عامين و6 أعوام، العلاج الطبي في المملكة المتحدة وأيرلندا.
وشملت الأعراض الأكثر شيوعا انخفاضا حادا في الوعي، وانخفاض سكر الدم، والحماض الأيضي (تراكم حمض اللاكتيك في مجرى الدم)، وفرط ثلاثي جليسريد الدم الكاذب (ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية بشكل كاذب)، ونقص بوتاسيوم الدم (انخفاض مستويات البوتاسيوم)، وفقا للنتائج التي نشرت في مجلة «أرشيف أمراض الطفولة».
التسمم بالجلسرين
قالت إيلين كروشيل، مؤلفة الدراسة الرئيسة، وهي طبيبة أطفال في مؤسسة صحة الأطفال في أيرلندا، أستاذة سريرية في جامعة كلية دبلن «كان لدى الأطفال مستويات منخفضة للغاية من السكر في الدم، وكانوا فاقدين للوعي (أصيب أحدهم بنوبة) وكان لديهم مستويات عالية من اللاكتات في دمائهم».
وأضافت «كان لديهم مستويات عالية من الجلسرين في دمائهم وبولهم أثناء المرض، والتي اختفت بعد شفائهم. تعافوا بشكل جيد، لكنهم احتاجوا إلى دخول المستشفى وحقن السوائل الوريدية».
وخلص الباحثون إلى أن استهلاك مشروبات الثلج التي تحتوي على الجلسرين قد يسبب متلازمة تسمى التسمم بالجلسرين.
ولم تستمر الأعراض لدى أغلبية الأطفال (95 %) بعد تجنب المشروبات.
وقالت كروشيل «يستخدم الجلسرين كمحل وللحفاظ على الملمس شبه المجمد لبعض (وليس كل) مشروبات الثلج».
وأشارت إلى أنه «يُستخدم بكثرة في السنوات الأخيرة كبديل للسكر. جرعات كبيرة منه قد تكون ضارة للأطفال الصغار».
وكشفت كروشيل إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن تأثير المرض المفاجئ بعد تناول مشروب الثلج في الأدبيات الطبية من قبل، مؤكدة أن المشروبات المثلجة «لا تقدم فوائد صحية في أي عمر» ولا ينصح بتناولها كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن.
توصية وإرشادات
أصدرت وكالة معايير الغذاء في المملكة المتحدة وهيئة سلامة الغذاء في أيرلندا (FSAI) إرشادات توصي بأن يتجنب الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 4 سنوات وما دون تناول مشروبات الثلج التي تحتوي على الجلسرين، وألا يشربها الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات فما فوق إلا باعتدال.
ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه الدراسة الجديدة إلى تطوير سياسات وإرشادات جديدة تتعلق بتناول الجلسرين.
ما هو نقص السكر في الدم؟
نقص السكر في الدم، المعروف أيضًا باسم انخفاض نسبة السكر في الدم، هو ما يحدث عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى ما دون المستوى الذي يعد «صحيًا»، وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK).
يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض، من الشعور بالارتعاش والعصبية إلى فقدان الوعي أو حتى الإصابة بنوبة.
يشار إلى أن الجلسرين أُضيف إلى المشروبات بسبب قلق الناس من ارتفاع مستويات السكر في طعامنا ومشروباتنا، فاستبدلوه بهذه النسخة المزيفة. لكن يبدو أن هذا الجلسرين الزائد له أثر جانبي غير مقصود يتمثل في التسبب بانخفاض سكر الدم لدى الأطفال، وبخاصة الصغار، وفقًا للدكتورة جينا بوسنر، طبيبة الأطفال في مجموعة ميموريال كير الطبية في فاونتن فالي، كاليفورنيا. وتقول: «السبب هو الجلسرين بالتأكيد».
متلازمة خطيرة مرتبطة بالمشروبات المثلجة
– تُسمى متلازمة تسمم الجلسرين
– الجلسرين مكون شائع في المشروبات الخالية من السكر أو تلك التي تدّعي عدم إضافة سكر إليها
– تظهر أعراض المتلازمة في غضون ساعة واحدة فقط بعد تناولها
– تسببت في مرض 20 طفلا بالمملكة المتحدة وأيرلندا
– أعراضها مُخيفة للغاية وأدخلت الأطفال للمستشفى لاحقا
– تصيب الأطفال بين سنتين و6 سنوات