أربعينية الإمام الحسين في العراق: تحديات أمنية وتحقيقات حكومية جارية
- Author, حيدر أحمد
- Role, بي بي سي
شهدت مدينة كربلاء ليلة أمس اشتباكات بين قوة من الحشد الشعبي والجيش العراقي، أدت إلى تبادل لإطلاق النار ما بين الطرفين في الهواء الأمر الذي أدى إلى إثارة الفوضى وتدافع ما بين الزائرين المشاركين في إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين.
ويحيي المسلمون الشيعة في العراق وعدد من الدول، ذكرى مرور 40 يوما على مقتل الإمام حسين في معركة الطف والتي تصادف هذا العام يوم 25 اغسطس / آب الحالي، ويعد السير إلى مرقده في مدينة كربلاء وسط العراق الجزء الأبرز من مراسيم إحياء هذه المناسبة، حيث يسير مئات الآلاف، من مختلف مناطق العاصمة، ومحافظات وسط وجنوب العراق نحو كربلاء.
وقعت الاشتباكات في منطقة قنطرة السلام القريبة من مرقد الإمام الحسين، عندما قامت ثلاث عجلات تابعة للحشد الشعبي، ادعى عناصرها أنهم تابعون لفصيل “جند الإمام” ضمن اللواء السادس في الحشد الشعبي، بالسير في الاتجاه المعاكس.
وعند محاولة عناصر نقطة أمنية تابعة للجيش العراقي إيقافهم ومحاسبتهم، بادروا بإطلاق النار، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين لم تسفر عن أي إصابات ما بين الزائرين، بحسب مصدر أمني تحدث لبي بي سي.
وذكر المصدر، أن القوات الأمنية اعتقلت عشرة من العناصر المتورطة.
وأضاف أن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد أن فرضت القوات الأمنية سيطرتها على الموقف.
ولكن المصدر أكد أن الجهات الحكومية فتحت تحقيقا في الحادث، لمعرفة ملابساته.
ولغاية الأن لم يصدر أي تعليق رسمي على الحادث.
ويشكل فصيل “جند الإمام” بأمر من وزير العمل والشؤون الاجتماعية الحالي أحمد الأسدي، ولا يعرف ما إذا كان الأسدي لايزال يتولى مسؤولية قيادة الفصيل، أو سند مسؤولية ذلك إلى شخص آخر.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدر البرلمان العراقي قانونًا جديدًا يقنن وضع قوات “الحشد الشعبي”، وبموجب القانون، تعد “فصائل وتشكيلات الحشد الشعبي كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة وساندة للقوات الأمنية العراقية ولها الحق في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها ما دام لا يشكل ذلك تهديداً للأمن الوطني العراقي”.
وشاركت قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل شمالي العراق عام 2016، وكانت قد شاركت في عمليات القوات العراقية السابقة لاستعادة مناطق أخرى في غربي العراق ووسطه 2015 من أيدي مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية
حادثة كربلاء سبقتها بساعات اندلاع نزاع عشائري في منطقة الزرگة شمالي قضاء الكوفة في محافظة النجف وسط العراق، على طريق الزائرين المتوجهين إلى مدينة كربلاء، أسفر عن مقتل طفل إيراني الجنسية، وإصابة خمسة أخرين من نفس الجنسية، في حين اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية العراقية 70 شخصا من طرفي النزاع، كما صادرت أسلحة وأعتدة.
وشهدت منطقة الزرگة عام 2007 معركة جرت مع القوات الأمريكية حينها والقوات العراقية من جهة وجماعة تطلق على نفسها أسم “جند السماء”، أسفرت عن مقتل قائد الجماعة وأكثر من 200 مسلح من اتباعه كما القت قوات الامن العراقية القبض على اكثر من 100 من هؤلاء المسلحين.
وشهدت زيارة أربعينية الإمام الحسين هذا العام تحديات أمنية عكس السنوات الماضية، تمثلت في اشتباكات بين الحشد الشعبي والجيش، بالإضافة إلى نزاعات عشائرية أثرت على سير الزيارة وسلامة الزائرين.
في أوائل يونيو/حزيران 2014، أصدر المرجع الديني الشيعي آية الله علي السيستاني فتوى تدعو كل من يستطيع حمل السلاح إلى التطوع في القوات الأمنية لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وتجيز التعبئة الشعبية لدرء خطر هذا التنظيم، وهو ما وصف فقهيا بـ “الجهاد الكفائي”.
وأسست إثر ذلك لجنة لـ “وحدات الحشد الشعبي” انبثقت عن مكتب رئيس الوزراء لإضفاء الطابع المؤسساتي على التعبئة الشعبية ومنحها صفة رسمية مقبولة كظهير للقوات الأمنية العراقية.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر في عام 2014 على مناطق مختلفة داخل العراق أبرزها مدينة الموصل، ثاني كبريات المدن العراقية، وعدة مدن أخرى.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2016، بدأت الحكومة العراقية حملة عسكرية لاستعادة الموصل من قبضة التنظيم، وهي الحملة التي شاركت بها قوات الحشد الشعبي.
وتضم قوات الحشد الشعبي عدة فصائل مسلحة من بينها فصائل سنية وأخرى مسيحية، كما تضم قادة سياسيين بارزين، ولعبت فصائل الحشد الشعبي دوراً رئيسياً في معارك حماية مدن سامراء وبغداد وكربلاء، وفي فك الحصار عن بلدة آمرلي ذات الأغلبية التركمانية شمالي العراق، واستعادة منطقة جرف النصر (الصخر سابقا) جنوبي بغداد، وطرد مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة من مساحات واسعة من محافظة ديالى.
وشهدت محافظة كربلاء حادثة مماثلة في عام 2021، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن إصابة أربعة من عناصر الشرطة.
وبحسب مصادر محلية وقتها، فقد بدأت الاشتباكات عندما حاولت سيارة تابعة للحشد الشعبي تجاوز حاجز أمني يتبع الفوج التكتيكي في شرطة المحافظة، وعند رفض الفوج السماح بمرور السيارة دون الحصول على تصريح، أدى ذلك إلى تصاعد مشادة كلامية تحولت إلى اشتباك مسلح.