حرب غزة: مواصلة الغارات والقصف الإسرائيلي لعدة مناطق في القطاع و”غضب أمريكي” من تصريحات نتنياهو
شنت القوات الإسرائيلية هجمات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، من بينها جباليا، ودير البلح، ورفح، وخان يونس.
وقتل وأصيب عدد من الفلسطينيين فجر الأربعاء، من جراء القصف المتواصل على القطاع، برا وبحرا وجوا، في اليوم الـ320 من الحرب.
آخر التطورات في القطاع
أفادت مصادر طبية، بانتشال جثث أربعة أشخاص بسبب القصف المتواصل شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما أصيب العشرات بجروح، من جراء إطلاق آليات الجيش الإسرائيلي النار تجاه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وشنت الطائرات الإسرائيلية غارة جوية استهدفت أرضا في منطقة السطر الغربي بمدينة خان يونس. وتفيد الوكالة بأن القصف المدفعي والصاروخي مازال يتواصل صوب منازل المواطنين في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقتل شخص في القصف وأصيب آخرون بجروح.
وتعرضت أحياء الزيتون، والصبرة، وتل الهوا في مدينة غزة، لقصف مدفعي، تزامنا مع شن طائرة حربية إسرائيلية غارة جوية في حي الزيتون.
وأصيب عشرات المواطنين بجروح، بسبب قصف منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما استهدف الطيران الحربي محيط منطقة أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح.
ودعت مجموعة مكونة من 20 وكالة إغاثة و20 طبيبا عملوا في غزة، إلى وقف إطلاق نار عاجل لإعطاء لقاحات شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل تحت سن 10 سنوات في القطاع، بحسب ما ذكرته ميدل إيست آي.
آخر التطورات في لبنان
أعلن حزب الله في بيان الأربعاء استهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية شمالي إسرائيل وهضبة الجولان برشقات صاروخية، ردا على استهداف إسرائيل لعدد من البلدات في جنوبي لبنان وسهل البقاع.
وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن عن قصف ما وصفه بأنه مواقع ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله في البقاع ليل الثلاثاء-الاربعاء.
وأدى القصف الاسرائيلي على البقاع الى مقتل شخص وإصابة قرابة 20 آخرين وتضرر عدد من المنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية إن سلاح الجو هاجم مباني عسكرية لحزب الله في مناطق متفرقة بجنوب لبنان من بينها عيتا الشعب وراميا.
واستهدف الجيش مخزنا للأسلحة تابعا للحزب بمنطقة البقاع داخل لبنان، لليلة الثانية على التوالي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن استهداف مخزن الأسلحة في منطقة وادي البقاع شرقي لبنان هو “تجهيز لكل الاحتمالات التي قد تتطور”.
وأكد غالانت أن مركز الثقل انتقل من الجنوب إلى الحدود الشمالية “بشكل تدريجي”.
انتهاء جولة بلينكن
اختتم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولته في الشرق الأوسط، قائلا إن “الوقت هو جوهر الأمر” بالنسبة إلى الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة.
وجدد دعوته لحماس للموافقة على “خطة التسوية” الجديدة التي طرحتها واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة ووافقت إسرائيل عليها.
وكانت حماس قد قالت إن مقترحات وقف إطلاق النار الأخيرة تشكل “انقلابًا” على ما اتفق عليه في المفاوضات السابقة، وأكدت رغبتها في أن تستند خطة وقف إطلاق النار في غزة إلى المحادثات التي تمت في يوليو/تموز وليس أي جولات جديدة من المفاوضات.
وأفادت تقارير بأن محادثات وقف إطلاق النار “على وشك الانهيار”، وسط قلق الولايات المتحدة من استمرار الخلاف بين حماس وإسرائيل.
وكان من المقرر أن يلتقي بلينكن في الدوحة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لكنّ مسؤولا أمريكيا قال إن الأمير شعر بتوعك وسيستعاض عن اللقاء بمحادثة هاتفية تجرى قريبا.
والتقى الوزير الأمريكي في الدوحة بوزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، وناقش معه آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب وضرورة التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة.
وأجرى رئيس الوزراء – وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي يزور أستراليا ونيوزيلندا، اتصالا هاتفيا ببلينكن، بحثا خلاله مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وآخر تطورات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع.
وشدد الوزير القطري، بحسب بيان الخارجية القطرية، على أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين ويجنب المنطقة تبعات التصعيد الإقليمي.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن الطرفين أكدا أن الاقتراح الذي قدمه المفاوضون لحل الخلافات يعالج الفجوات المتبقية بطريقة تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.
“الأمريكيون غاضبون”
قال مراسل بي بي سي الذي يرافق وزير الخارجية إن الأمريكيين غاضبون من التعليقات التي نسبت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي كان بلينكن فيه على وشك مقابلة المسؤولين في قطر.
فقد أفاد تقرير إعلامي إسرائيلي، بأن نتنياهو قال في اجتماع لأسر الرهائن إنه “أقنع” بلينكن بأن الاتفاق يجب أن يحافظ على بقاء القوات الإسرائيلية في مناطق غزة التي وصفها بأنها “مناطق عسكرية وسياسية استراتيجية”، بما في ذلك المنطقة الواقعة على طول الحدود الجنوبية مع مصر.
ويبدو أن هذه التعليقات قد أثارت حفيظة الإدارة الأمريكية.
إذ انتقد مسؤول كبير في الإدارة التعليقات، متهما نتنياهو بالإدلاء “بتصريحات متطرفة ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول في وفد المفاوضات أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “لا يتوقف عن وضع العقبات أمام المفاوضات”، موضحا أن من بين العقبات التي يضعها نتنياهو ما يخص “محور نتساريم وفيلادلفي”.
وأضاف المسؤول الذي آثر عدم الكشف عن هويته “أن الشيء الوحيد الذي اقتنع به وزير الخارجية بلينكن والولايات المتحدة هو الحاجة إلى التوصل إلى اقتراح لوقف إطلاق النار عبر خط النهاية”.
وقال: “أود أيضا أن أضيف أن مثل تلك التصريحات المتطرفة .. تخاطر بقدرة المحادثات .. على المضي قدما”.
وجاءت تصريحات المسؤول الكبير في أعقاب جولة محادثات الثلاثاء بين بلينكن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الساحلية.
ويقال إن المسؤولين المصريين يعارضون بشدة فكرة بقاء القوات الإسرائيلية على طول الحدود المصرية في غزة.
وبعد توقفه في مصر، سافر السيد بلينكن إلى قطر لإجراء مزيد من المحادثات في الدوحة – المحطة الأخيرة في جولته في الشرق الأوسط.