منتدى يفضح جرائم الاغتصاب بتندوف
يتواصل مسلسل الكشف عن جرائم تنظيم البوليساريو داخل مخيمات تندوف في حق ساكنيها من المدنيين العزل، إذ في ظرف أقل من شهر نبّهت تشكيلات حقوقية وهيئات إقليمية ودولية مختلفة إلى خطورة الوضع هناك، أبرزها الأمم المتحدة في شخص أمينها العام أنطونيو غوتيريش.
وانضم “منتدى فرصة للحكم الذاتي في تندوف”، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، إلى كوكبة كاشفي منسوب خطورة الأوضاع بالرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها البوليساريو أمنيا وتضم عددا من المدنيين العزل المحرومين من أبسط حقوقهم الكونية في العيش الكريم والخدمات الأساسية، حسب مختلف التقارير الدورية حول الموضوع.
المنتدى سلط الضوء حديثا على جزء مظلم من معيش المدنيين بمخيمات تندوف، إذ لفت إلى ما اعتبره “جرائم اغتصاب وسبي للنساء وقتل أزواجهن تحت التعذيب، بما فتح الباب أمام الساكنة من أجل التسابق لنشر جرائم جبهة البوليساريو وفضح فظاعتها وخروقاتها الجنسية في حق الصحراويات”، متحدثا عن “تأسيس مدرسة 27 فبراير للنساء التي تفعل داخلها القيادة ما يندى الجبين لذكره”، على حد تعبيره.
وتحدث المصدر عن “عمل جيوش من الوسطاء لجلب الفتيات للقيادة وتسخير جواسيس للبحث عن النساء الجميلات داخل المخيم ومخادع الرجال، وحين يقع الاختيار على الضحية تصبح هدفا يجب جلبه بكل الطرق سواء المشروعة وغير المشروعة، فتجد أغلبهن يبعثن بأزواجهن إلى النواحي العسكرية البعيدة عن المخيمات”، ضاربا المثل بـ”رجل أعمال كان يعيش بجزر الكناري قبل أن يلتحق بالمخيمات حيث تعرض للاختطاف والسجن للاختلاء بزوجته ومراودتها”، حسب إفادة المصدر ذاته.
مستمرا في سرد قصص متشابهة لمدنيين تعرضوا للترهيب، ذكر “فورساتين” أن الأمر نفسه “تكرر مع العائلات الصحراوية، بمن فيهم ع.ل الذي تعرضت زوجته للتحرش الجنسي من طرف بعض القياديين مباشرة بعد وصوله معها إلى المخيمات، حيث تكررت المحاولات وقدم شكاوى ضدهم لكن بدون فائدة، فقرر العودة إلى المغرب، مفضلا بذلك الكرامة”.
إحاطةُ “فورساتين” في هذا الصدد تطرقت لحالة “شابة أخرى تم اعتقالها واغتصابها من طرف أحد كبار قيادة البوليساريو قبل إعدامها وإعدام أبيها كذلك بعد أن ظهرت عليها آثار الحمل”، مشيرة إلى أن “معظم الفتيات اللواتي لهن أبناء غير شرعيين ويذهب بهن إلى السجن، هن ضحايا لأفراد القيادة”، حسب تعبيرها.
منتدى “فرصة للحكم الذاتي في تندوف” استعرض ضمن تقريره في هذا الصدد مجموعة من الحالات التي تخص “تحرشات وحوادث اغتصاب لعناصر نسوية من ساكنة المخيمات على مدار سنوات طويلة، تورط فيها محسوبون على قيادة جبهة البوليساريو، بما ينتهي عادة بتصفية المُحتجين من أسر المتضررات”.
ومن سبْي النساء وترهيبهن إلى تعذيب شباب المخيمات، إذ جاء ضمن إفادة المنتدى سالف الذكر، الذي لفت إلى أن ذلك يبقى مما سُرّب من داخل المخيمات، أن شابا من قبيلة أولاد داود “استُشهد في سجن الرشيد الرهيب، ولما قتلوه لم يخبروا عائلته بموته، حيث بقيت زوجته لم تقم بما يفرضه عليها الواجب الديني كأرملة، وهذا واقعٌ لغيرها من العشرات من أرامل الشهداء الذين سقطوا تحت التعذيب”.
“فورساتين” تحدث كذلك عن حالة “شاب صحراوي كان في صفوف البوليساريو تم اعتقاله إلى جانب آخرين كانوا فروا إلى المغرب، حيث وضعوا تحت التعذيب الرهيب، واستشهد الشاب داخل سجن الرشيد السيء الذكر”، خاتما بما حدث لـ”عائلة من قبيلة آيت لحسن التحقت بالمخيمات من بلجيكا، اعتُقل والدها ومات تحت التعذيب”.