“محادثات وقف إطلاق النار محكوم عليها بالفشل” – في الغارديان
المنطقة مقبلة على تصعيد ومواجهة عسكرية حتمية، بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، حتى لو تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كما أن هناك شكوكا كثيرة حول التزام إسرائيل بأي اتفاق مع حماس، كانت هذه أبرز المواضيع التي طُرحت في صحف إقليمية ودولية حول الوضع في الشرق الأوسط.
نبدأ الجولة من صحيفة الغارديان، رأى الكاتب غيرشون باسكين، أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس لن تنجح، لأن كل طرف لن يقدم تنازلات ضرورية حتى تمارس الولايات المتحدة ومصر وقطر نفوذها لوقف إطلاق النار.
وقال خبير التفاوض البريطاني في مقال بعنوان، “محادثات وقف إطلاق النار محكوم عليها بالفشل – نتنياهو وحماس قيدا أيدي المفاوضين”، إن جولة أخرى من محادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، انتهت في الدوحة، “بخيبة أمل”، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من غير المرجح أن يقبل أي اتفاق يمكن أن يكون بمثابة “انتصار” لحماس، كما قيد الوسطاء الإسرائيليين بشروط “من المستحيل أن تقبلها حماس”.
ويضيف الكاتب أن حماس سوف تنظر إلى أي اتفاق مع إسرائيل ينهي الحرب في غزة، ويؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ويطلق سراح السجناء الفلسطينيين، على أنه “انتصار واستسلام إسرائيلي”.
لذلك فإن المفاوضين الإسرائيليين لن يوافقوا على الانسحاب الكامل، ويطالبون بوجود عسكري إسرائيلي “طويل الأمد على طول الحدود بين غزة ومصر”، وآلية أمنية تضمن عدم تمكن مسلحي حماس وغيرهم من الفصائل الأخرى من التحرك من جنوب غزة إلى الشمال، هذه الشروط وغيرها غير مقبولة بالنسبة لحماس، يقول الكاتب.
وحول مصير قادة حماس في غزة وعلى رأسهم يحيى السنوار، يشير الكاتب إلى أنه من الصعب أن نتخيل أن نتنياهو سيعقد أي صفقة مع حماس “قبل مقتلهم”.
وتوقع أنه عندما يجد الجيش الإسرائيلي السنوار و”يقتله”، فمن المرجح أن يكون هناك “رهائن إسرائيليون” يحيطون به وقد يكون المخبأ “مفخخًا بالمتفجرات”. هناك أيضًا خطر أن “يقتل مسلحو حماس” المزيد من الرهائن عندما يُقتل زعيمهم.
أما بالنسبة للإسرائيليين فإنه “لا يوجد” نصر بدون عودة الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة. ومع ذلك، توضح هذه المفاوضات أن نتنياهو وضع “هدفه المستحيل” المتمثل في النصر الكامل قبل عودتهم سالمين.
وشدد الكاتب على أنه لا أحد يستطيع أن يتهم نتنياهو بعدم الرغبة في إعادة الرهائن، ولكن يبدو من الواضح تماماً أن هذه ليست أولويته الأولى. ويعتقد أغلب المعلقين الإسرائيليين أن “النصر الكامل” الذي حققه نتنياهو يتعلق أكثر بتمديد الحرب لأطول فترة ممكنة من أجل البقاء في السلطة. وتشهد شعبية رئيس الوزراء ارتفاعاً بطيئاً في استطلاعات الرأي مع عودة قاعدته الشعبية، التي كانت ضده بعد هجوم حماس، وفق الصحيفة.
وتعتمد فرص نجاح المفاوضات الإسرائيلية-الحماسية على مقدار النفوذ الذي قد يكون الوسطاء على استعداد لممارسته على الجانبين مع استئناف المحادثات الجديدة. وفي النهاية يرى الكاتب أنه بعد أكثر من عشرة أشهر من بدء الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص في غزة وأكثر من 1600 إسرائيلي، لابد وأن تنتهي. فلا يوجد حل عسكري لهذا الصراع.
“وقف إطلاق النار في غزة لن يُنهي تهديد حزب الله لإسرائيل”
في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، تحذير من أن منطقة الشرق الأوسط تستعد لـ “صراع محتمل” بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن كشف الحزب عن شبكة أنفاق متطورة، ما يزيد التوترات مع إسرائيل، التي اغتالت أحد قادته الرئيسيين فؤاد شكر.
وقالت الصحيفة في تحليل بعنوان “وقف إطلاق النار في غزة لن يحل تهديد حزب الله لإسرائيل”، للكاتبة كيرين سيتون، إن الفيديو الذي نشره حزب الله لأحد الأنفاق العسكرية المتطورة لم يصدم إسرائيل، التي كانت على علم على الأقل بجزء من شبكة أنفاق حزب الله لعدة سنوات.
وأضافت أنه كان من النادر في الفيديو ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى العبرية، ربما هي محاولة لتهديد القوات العسكرية الأجنبية التي تم حشدها في المنطقة استعدادا لتصعيد محتمل بين إسرائيل وحزب الله وإيران.
ونقل التحليل عن ساريت زهافي، موسسة ورئيسة مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهي مؤسسة متخصصة في دراسات الإرهاب، أن حزب الله، يرسل “إشارات إلى الجميع في المنطقة مفادها أن هذه هي قدراتنا، وهذا ما نعرف أنه نفعله”.
وقد زادت القوات الأمريكية والبريطانية بشكل كبير من وجودها في المنطقة، مع حشد حاملات الطائرات والغواصات وقوات أخرى، تحسبا لرد انتقامي من حزب الله وإيران على مقتل شكر وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران.
لكن يهوشوا كاليسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، يرى أن حزب الله يريد “تخويف إسرائيل” وردعها عن “غزو لبنان”، وأن الحزب خبير في “الحرب النفسية”.
وفقًا لتقرير حديث صادر عن مركز ألما، فقد تلقى حزب الله المساعدة من كوريا الشمالية وإيران في إنشاء شبكة أنفاق ضخمة تحت الأرض تمتد في عمق الأراضي اللبنانية.
“وتسمح الأنفاق بحشد حزب الله أسلحته بعيدًا عن أعين المخابرات الإسرائيلية، والتهرب من الكشف الحاسم لعمل الجماعة الإرهابية”، وفق الصحيفة.
“إسرائيل لن تلتزم بأي اتفاق”
“إسرائيل لن تلتزم بتنفيذ أي اتفاق يبرم بصورة كاملة وأمينة، وأهدافها إسرئيل تتجاوز غزة ولا تتسق مع قرار مجلس الأمن” كان هذا تعليق وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، على “فشل” جولة المفاوضات الأخيرة في قطر، برعاية مصرية قطرية أمريكية.
وقال فهمي في مقال رأي بصحيفة “اندبندنت عربية”، إن مصر وقطر “على رأس أولوياتهما إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة ولديهما قناعة أن المشكلة الأولى في مواقف نتنياهو”، حتى وهما تحثان “حماس” على إظهار مزيد من المرونة، ولا تحبذان تصعيد الأمور مع إيران وترفضان المشاركة في أي تحالف ضدها.
في المقابل، تضع الولايات المتحدة المسؤولية الرئيسة على “حماس” وإيران ووفرت سلاحاً وعتاداً للتصدي لأي رد فعل على “اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية” على حد تعبيره.
ويرى فهمي أنه من غير المعتاد دبلوماسياً أن الدول أعلنت مسبقاً أنها ستتقدم باقتراحات محددة للتغلب على التباين في المواقف بين إسرائيل و”حماس” إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق يتعامل مع الوضع الشائك في غزة، وهو من ما يعد تحذيراً صريحاً بل “تهديداً” ضمنياً لطرفي النزاع بأن المجتمع الدولي “لم يعد يقبل” باستمرار الأوضاع ويخشى تفاقمها إقليمياً ودولياً.
ويشير إلى أن المشكلة ليست في تفاصيل الاتفاق إنما في تباين استراتيجي حول فكرة التوصل إلى اتفاق من عدمه، إذ “لا يريد” نتنياهو التهدئة ويتعمد الاستمرار في “خلق نقاط تنازع”، فيما يخص غزة والأوضاع مع إيران باعتبار القلق هو “أقوى عامل جذب وتوحيد في الساحة الإسرائيلية”.
وشدد وزير خارجية مصر السابق على أنه إذا اضطر نتنياهو للموافقة على التوصل إلى اتفاق مع “حماس” لتجنب التصادم مع الولايات المتحدة أو من أجل تخفيف ضغوط عائلات الرهائن الإسرائيليين، “فلن ينفذ سوى بعض أجزائه” وسيواصل عمليات التصعيد والمواجهة مع إيران بـ “اغتيالات خاصة بحزب الله” وعمليات ضد الجنوب اللبناني، للحفاظ على مناخ التوتر شرق أوسطيا، وفق الكاتب.