أخبار العالم

فعاليات تطالب برد الاعتبار إلى سيدي إفني .. وجهة سياحية تنتظر التنمية



انتقدت فعاليات مدنية وجمعوية بإقليم سيدي إفني، باعتباره واحدا من الوجهات السياحية المشهورة في جنوب المملكة، ضعف المشاريع المدرة للدخل بهذا الإقليم والتهميش الذي يعاني منه من لدن المنتخبين، أمام تردي البنيات التحتية الأساسية وفقدانه لأبرز الركائز التي كان يقوم عليها اقتصاده المحلي على غرار إنتاج الصبار والصيد البحري، داعية في الوقت ذاته إلى الاهتمام بهذه الرقعة الجغرافية وإعادة إنعاش وتنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية بها.

في هذا الإطار، قال إبراهيم الحور، فاعل جمعوي، إن “الوضعية الاقتصادية في مركز سيدي إفني والنواحي مزرية، لا ترتقي أبدا إلى المكانة التاريخية والثقافية لهذا الإقليم”، موضحا أن “عجلة الاقتصاد المحلي في سيدي إفني كانت تعتمد على نشاط الصيد البحري الذي شهد تراجعا في الآونة الأخيرة، ثم إنتاج الصبار الذي كان يشغل العديد من المواطنين قبل أن يندثر ويتراجع إنتاجه أمام زحف الحشرة القرمزية”.

وأضاف الحور، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الوضعية الاجتماعية والاقتصادية وانعدام فرص الشغل دفعت الكثير من العائلات والشباب إلى الهجرة خارج الإقليم بحثا عن فرص وسبل أخرى للعيش”، مشددا على “غياب المشاريع المهيكلة التي يمكن أن تحتوي ارتفاع نسب البطالة في الإقليم؛ فحتى بعض المصانع القليلة الموجودة، يرتبط نشاطها بنشاط الصيد البحري ولا تشتغل إلا بشكل موسمي تبعا لهذا النشاط”.

وسجل المتحدث ذاته أن “مدينة سيدي إفني هي مدينة سياحية بامتياز وتتوفر على مجموعة من المقومات التي كانت لتجعل منها قاطرة سياحية في الجنوب المغربي؛ غير أن الطرق والبنيات السياحية بها مهترئة في ظل غياب رؤية واضحة لدى المنتخبين لتطوير مركز هذا الإقليم المهمش”، داعيا إلى رد الاعتبار لمدينة سيدي إفني والنواحي وترشيد النفقات بما يخدم التنمية المحلية والجهوية.

تفاعلا مع الموضوع ذاته، أورد عبد الله بوشطارت، فاعل حقوقي من أبناء المنطقة، أن “مدينة سيدي إفني تعاني من ركود اقتصادي وتنموي قاتل، نتيجة مجموعة من الأسباب والعوامل”، مضيفا أن “المدينة كانت تقتات من الميناء الصغير الذي يعتبر المنعش الاقتصادي والاجتماعي الوحيد الذي تعول عليه المدينة لإنعاش الحياة الاقتصادية والتجارية والخدماتية”.

وأوضح بوشطارت أن “هذا الميناء يعرف مشاكل كثيرة؛ أهمها الترمل ثم ضعف الإنتاج وتقلص كميات التفريغ في السنوات الأخيرة، مثلما حصل هذه السنة، حيث أدى انعدام السردين والأسماك إلى إحداث ركود تام في المدينة، إضافة إلى أن هذا الميناء لم يساهم في الإقلاع الاقتصادي للمدينة بجذب استثمارات في التصنيع والتصبير، إذ إن الحي الصناعي الموجود بالقرب الميناء بقي مهجورا منذ عقود”.

وسجل المصرح لهسبريس أن “ساكنة المدينة تعاني من تفشي البطالة في صفوف النساء والشباب”، مشيرا إلى أن “سيدي إفني مدينة مينائية لا يوجد بها ولو معمل صغير واحد، كما يتم تهجير المنتجات السمكية والبحرية إلى المدن الأخرى قصد تصبيرها وتصديرها إلى الخارج.. دون أن ننسى أن إقليم سيدي إفني كان معروفا بإنتاج الصبار على المستوى الوطني؛ لكن هذه الفاكهة انقرضت في السنوات الأخيرة للأسف بشكل كلي بسبب الحشرة القرمزية، زيادة على توالي سنوات الجفاف.. مما جعل الساكنة تعاني من الهشاشة والفقر”.

وأكد بوشطارت أن “المسؤولين على المستويين الإقليمي والجهوي لا يقومون بدورهم في جلب الاستثمارات إلى المدينة التي دخل اليأس إلى قلوب شبابها وأصبحوا يفكرون في الهجرة إلى أوروبا بأية طريقة”، لافتا إلى أن “المدينة تعاني من ضعف كبير ومقلق من الخدمات الاجتماعية العمومية، خاصة الخدمات الصحية بسبب عدم وجود أطباء في عدد من التخصصات الضرورية في المستشفى الإقليمي الذي تركته إسبانيا أثناء وجودها في الإقليم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى