هل تلاشت الآمال بالتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل؟
ربما تلخص التصريحات الأخيرة، لوزير الخارجية الأمريكي ، أنتوني بلينكن، التي قال فيها :”هذه لحظة حاسمة. قد تكون أفضل فرصة وربما الأخيرة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ووضع الجميع على مسار أفضل نحو السلام والأمن الدائمين”، ربما تلخص طبيعة المرحلة الحالية، التي تمر بها مفاوضات التوصل إلى اتفاق للتهدئة، بين حماس وإسرائيل، والتي تراوح مكانها منذ وقت طويل.
ووفقا للعديد من المراقبين، فإن الأمور الآن، باتت على مفترق طرق، فإما أن تُنجز صفقةٌ، تُنهي حالة الجمود الحالية، وتضع حداً للحرب في غزة، ويُطلق بمقتضاها سراحُ الرهائن الإسرائيليين، أو تُفتح الأبواب على سيناريوهات مجهولة، ربما يعد أكثرها توقعا، نُشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط، لا أحد قد يتمكن من التنبؤ بما ستسفر عنه.
حديث “الفرصة الأخيرة”
وكان بلينكن قد أدلى بتصريحاته عن “الفرصة الأخيرة”، خلال لقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الاثنين 19 أغسطس في إسرائيل، ضمن جولته التاسعة في الشرق الأوسط، سعيا وراء إيجاد نهاية للحرب، بين حماس وإسرائيل في غزة، والمستمرة منذ قرابة العشرة أشهر.
وبعد اجتماع له في إسرائيل، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين أيضا، قال الوزير الأمريكي، إن نتانياهو أكد له دعم المقترح الأمريكي، الرامي إلى سد الفجوات، وتقريب وجهات النظر، على صعيد وقف إطلاق النار في غزة، وأضاف بلينكن “في اجتماع بنّاء للغاية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو اليوم، أكدّ لي قبول إسرائيل للمقترح الأمريكي. وهو يدعم هذا المقترح. والدور الآن على حماس لكي تفعل الشيء نفسه”.
هكذا ألقى بلينكن مرة أخرى بالكرة، في ملعب حركة حماس، بما يجعلها ضمنيا المسؤولة عن عرقلة التوصل إلى اتفاق، وهو ما تنفيه حماس، التي أعلنت من جانبها تمسكها، بتنفيذ الاتفاق الإطاري، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أيار/مايو الماضي،
ونقلت البي بي سي عن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، (الموجود حاليا في العاصمة القطرية الدوحة) قوله، إن الحركة وافقت على خطة مبدئية لوقف إطلاق النار في الثاني من يوليو/تموز، ولن تقبل التعديلات الإسرائيلية الأخيرة. وأوضح: “وافقنا على اتفاق في الثاني من يوليو/تموز، وأعلنا قبولنا للاتفاق الذي توسط فيه الوسطاء آنذاك، وبالتالي، لسنا في حاجة إلى جولة جديدة من المفاوضات أو مناقشة المطالب الجديدة لبنيامين نتنياهو، التي اتفق عليها بالفعل”.
بلينكن مايزال آملا
غير أن بلينكن، مايزال يحدوه الأمل على مايبدو، في أن التوصل إلى اتفاق مايزال ممكنا، فقد غادر إسرائيل، متجها إلى العاصمة القطرية الثلاثاء 20 آب/ أغسطس،وخلال إعلانه عن عودته لقطر قال بلينكن للصحفيين في إسرائيل، إنه يعتقد أنهم سيستطيعون التوصل إلى خطة في الأسابيع المقبلة.
ووفقا لما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن مصادر إسرائيلية وفلسطينيية فإنه ماتزال هناك فجوات كبرى بين حماس وإسرائيل تحول دون التوصل إلى اتفاق ومنها
تريد حماس التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب في غزة. لكن تعهد نتنياهو بما وصفه “بالنصر الكامل” ورغبته في استئناف القتال في القطاع بحيث لا تشكل حماس أي تهديد للإسرائيليين يحولان دون ذلك.
الحدود بين غزة ومصر
تسعى حماس إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، بما في ذلك ما يسمى بممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر، على طول الحدود الجنوبية للقطاع الساحلي مع مصر، وتريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا، الذي استولت عليه في أواخر أيار/مايو الماضي، بعد تدمير عشرات الأنفاق تحته، والتي تقول إنها كانت تستخدم لتهريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة في غزة.
عودة النازحين
تريد إسرائيل فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى شمال القطاع المكتظ بالسكان عندما يبدأ وقف إطلاق النار، للتأكد من أنهم غير مسلحين، وتطالب حماس بحرية الحركة للفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار جنوبا ويريدون العودة إلى ديارهم.
إطلاق سراح الرهائن
تتضمن خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاث مراحل إطلاق سراح 33 رهينة إنسانيا، أحياء أو أمواتا، في المرحلة الأولى. وقال نتنياهو إنه يريد زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيطلق سراحهم في هذه المرحلة. وهناك نحو 115 رهينة متبقية – رجال ونساء – سواء مدنيين أم جنودا – بالإضافة إلى طفلين، أعلنت السلطات الإسرائيلية وفاة ثلثهم على الأقل غيابيا. وتريد إسرائيل أيضا حق النقض على هويات بعض السجناء الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في المقابل.
“محكوم عليها بالفشل”
ويعتبر غيرشون باسكين، خبير التفاوض البريطاني، في مقال بالجارديان الثلاثاء 20 أغسطس، أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس لن تنجح، لأن كل طرف لن يقدم تنازلات ضرورية حتى تمارس الولايات المتحدة ومصر وقطر نفوذها لوقف إطلاق النار.
ويقول باسكين في مقاله المعنون “محادثات وقف إطلاق النار محكوم عليها بالفشل – نتنياهو وحماس قيدا أيدي المفاوضين”، إن جولة أخرى من محادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، انتهت في الدوحة، “بخيبة أمل”، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من غير المرجح أن يقبل أي اتفاق يمكن أن يكون بمثابة “انتصار” لحماس، كما أنه قيد المفاوضين الإسرائيليين بشروط “من المستحيل أن تقبلها حماس”.
ويضيف الكاتب أن حماس، سوف تنظر إلى أي اتفاق مع إسرائيل ينهي الحرب في غزة، ويؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ويطلق سراح السجناء الفلسطينيين، على أنه “انتصار واستسلام إسرائيلي”.
لذلك فإن المفاوضين الإسرائيليين لن يوافقوا على الانسحاب الكامل، ويطالبون بوجود عسكري إسرائيلي “طويل الأمد على طول الحدود بين غزة ومصر”، وآلية أمنية تضمن عدم تمكن مسلحي حماس وغيرهم من الفصائل الأخرى من التحرك من جنوب غزة إلى الشمال، هذه الشروط وغيرها غير مقبولة بالنسبة لحماس.
- هل مايزال هناك أمل في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس ينهي الحرب في غزة؟
- ما الذي يعكسه استمرار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في جولته بالشرق الأوسط؟
- وكيف ترون ما قاله بلينكن من أن الدور الآن على حماس بعد موافقة نتانياهو على المقترح الأمريكي؟
- من برأيكم يعرقل التوصل إلى اتفاق حماس أم إسرائيل؟
- ما هو السيناريو المتوقع برأيكم في حال فشلت الجهود الرامية للتهدئة ووقف الحرب في غزة؟
- وكيف ترون المساعي الأمريكية للتوصل إلى نهاية لحرب غزة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 21 آب/ أغسطس.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic