عباس عراقجي: عائلته تجار سجاد ويدين بالولاء للحرس الثوري، من هو وزير الخارجية الإيراني الجديد؟
- Author, عبدالمنعم حلاوة
- Role, بي بي سي- القاهرة
وافقت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، على تعيين أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، عباس عراقجي، والذي قام بدور حاسم في مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، كوزير للخارجية، ضمن التشكيلة الحكومية التي اقترحها الرئيس مسعود بزشكيان.
وقال عراقجي أمام مجلس الشورى في كلمة له بعد منحه الثقة، إن السياسة الخارجية التي سيتبعها ستكون مبنية على “عدم الخوف من قوى الهيمنة ودعم محور المقاومة والقضية الفلسطينية”.
وأكد عراقجي – حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إيرانية – أنّ السياسة الخارجية لإيران في الحكومة الحالية “يجب أن تكون نشطةً ومؤثرة في مواجهة الأحداث الإقليمية والعالمية”، وفي الوقت نفسه “ستواصل بقوة سياسة حسن الجوار”، مشيراً إلى أن “أولويتها في العلاقات الدولية في الصين وروسيا والقوى جديدة الصعود في أفريقيا وأميركا اللاتينية وشرقي آسيا”، أما الدول الأوروبية، فإن “سياسة طهران ستكون إدارة العداء، لا إنهاءه، إذا لم تنهِ أوروبا سياساتها الخاطئة والمعادية لإيران” على حد قوله.
وتطرّق أيضاً إلى زيارة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة، الشهر الماضي، معلّقاً أنّ حضوره أمام الكونغرس، واستقباله بحفاوة، يؤكدان أنّ “صراعنا مع الاستكبار صراع دائم، ولا يمكننا أن نعلّق آمالنا على أحد”.
ويأتي اختيار عراقجي في وقت تواجه فيه إيران تحديا مزدوجا يتثمل في استئناف المحادثات مع القوى الغربية بشأن تخفيف العقوبات واحتمال مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
ورحب دبلوماسيون غربيون في طهران وأصحاب رؤوس الأموال في إيران باختيار عراقجي، وأوضحوا أن في هذا إشارة إلى أن طهران قد تتبنى نهجا أكثر واقعية في مواجهتها النووية المستمرة منذ فترة طويلة مع الغرب على أمل ضمان تخفيف العقوبات.
فمن هو عباس عراقجي؟
ولد عباس عراقجي، في 1962، لعائلة ثرية تعمل في تجارة السجاد الإيراني الشهير داخل إيران وخارجها.
والتحق بالعمل في وزارة الخارجية في عام 1989، وفي أوائل التسعينيات شغل منصب القائم بالأعمال للبعثة الدائمة لجمهورية إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي، وسبق أن شغل منصب سفير إيران لدى كل من فنلندا وإستونيا وتركيا واليابان، ومنصب نائب وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادي لمدة عامين قبل أن يصبح المتحدث باسم الوزارة في عام 2013 لفترة قصيرة.
وفي عهد وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، شغل عراقجي مناصب عديدة مثل نائب الوزير للشؤون القانونية والدولية ونائب الوزير للشؤون السياسية.
حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من كلية العلاقات الدولية في إيران ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية الحرة في طهران، ودكتوراه في الفكر السياسي من جامعة كينت البريطانية.
انضم عراقجي، 63 عاما، إلى الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية، وشارك في جبهة القتال حتى انتهاء الحرب في 1988، اتجه بعدها إلى العمل الدبلوماسي لينضم إلى وزارة الخارجية الإيرانية.
شارك في وفد إيران للمفاوضات النووية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية، في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وكان مقربا من سعيد جليلي، الذي تولى إدارة المفاوضات النووية الإيرانية بعد علي لاريجاني.
في عام 2013، شغل منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية لمدة 4 أشهر في الحكومة العاشرة.
ملامح سياسة عراقجي الخارجية
حدد وزير الخارجية عباس عراقجي ملامح أجندته للعمل خلال الفترة المقبلة، وقال لأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إنه سيبدأ التحرك لرفع العقوبات وحماية مصالح البلاد الوطنية، وعبر عن التزامه بهذا قائلا إنه سيتخذ موقفا مشرفا لرفع العقوبات، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية يوم الاثنين.
وكان عراقجي قد أعرب في رسالة وجهها إلى مجلس الشورى الإسلامي في وقت سابق عن تصميمه على مواصلة مسار وزير الخارجية الراحل أمير عبداللهيان في توسيع العلاقات مع الدول الإقليمية، واستخدام قدرات منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس للوصول إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا.
وبحسب تقارير إيرانية فإن عراقجي حدد أهداف أجندته المقبلة لأعضاء مجلس الشورى الإيراني، وتضمنت:
العمل لصالح إيران في مجلس الأمن، والرفع المشرف للعقوبات من خلال مفاوضات هادفة، والتفاعل مع الفرص المتاحة لإيران في أوروبا، ودعم الإيرانيين في الخارج بما يتوافق مع المصالح الوطنية.
وعن أهدافه في المنطقة، أكد استمرار الخارجية الإيرانية في دعم واستكمال دورها مع ما يعرف بـ”محور المقاومة”، وتعهد بحماية البرنامج النووي وإنجازاته.
وقد حث خامنئي المجلس التشريعي على التعاون مع الحكومة الجديدة لضمان أن تتحدث إيران “بصوت واحد”.
“الولاء لفيلق القدس وسليماني”
تصف الكثير من التقارير الغربية عراقجي بأنه من أشد الموالين للثورة الإيرانية وأفكارها، وكان طوال حياته المهنية، مناصرًا صريحًا لسياسات النظام، خاصة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأعرب في المقابلات الاعلامبة والظهور العام، عن ولائه العميق للحرس الثوري الإيراني، خاصة قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني.
وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي، لدى إستعراض برنامجه حال حصوله على الثقة من مجلس الشورى الاسلامي، إنه سيتابع سياسة حكومة الراحل إبراهيم رئيسي في الاهتمام بدول الجوار.
عراقجي سليل عائلة ثرية
تشتهر عائلة عراقجي بالثراء الكبير والعمل في تجارة السجاد الإيراني الفاخر.
كما أن زوجة عراقجي، بهاره عبداللهي، هي ابنة رجل أعمال بارز مرتبط بحزب الائتلاف الإسلامي، وقد عزز هذا الزواج من روابط عراقجي برجال الأعمال في إيران.