أخبار العالم

ساكنة تشتكي من أزمة بيئية وصحية


في جماعة بني عياط بإقليم أزيلال، يواجه سكان حي الأمل وحي النهضة أزمة بيئية وصحية متفاقمة نتيجة عدم إنجاز الحفر الصحية اللازمة ضمن مشروع التطهير السائل الذي كان من المفترض أن يُحسن ظروفهم المعيشية. هذه الأزمة المتزايدة أثارت غضباً كبيراً بين السكان الذين يعانون من انتشار الروائح الكريهة وتزايد المخاطر الصحية، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.

ويعيش سكان حي الأمل، المعروف سابقاً باسم “حي الرجم”، في أوضاع بيئية كارثية، حيث أصبحت الحياة اليومية لا تُحتمل بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المياه العادمة المتسربة.

رفيق المعروفي، ناشط مدني ومدوّن من بلدة بني عياض، وصف الوضع قائلاً: “هذا الحي مُهمش، رغم الميزانيات الضخمة التي قيل إنها صُرفت عليه. الواقع يقول شيئاً آخر، حيث لا تزال الساكنة تعاني بشكل فظيع منذ نحو 15 عاماً”.

وقد عبر بعضُ السكان المحليين عن استيائهم الشديد من عدم تجاوب الجهات المعنية مع هذه المشكلة التي يرون أنها وصلت إلى حد لا يُحتمل، ومنهم رشيد العتابي الذي قال: “نحن لا نطالب بأكثر من حقنا في بيئة نظيفة وصحية. هل هذا مطلب صعب التحقيق؟”، ودعا إلى تدخل عاجل لحل المشكلة التي باتت تهدد صحة وحياة السكان.

وأشار العتابي في حديثه إلى أن العديد من الأسر تفكر في مغادرة الحي بسبب الأوضاع المتدهورة التي تعيشها منذ عام 2017، مؤكداً أن الحلول الفعّالة لم تُنفذ حتى الآن، مما يستدعي تفعيل الإجراءات القانونية التي تضمن للمواطنين العيش في بيئة كريمة وآمنة.

عبد الحق مرغيش، أحد سكان الحي، حذّر من تسرب مياه الصرف الصحي إلى تحت المنازل، مما يشكل خطراً حقيقياً على سلامة السكان ويزيد من انتشار الحشرات السامة وتفاقم مشاكل التنفس والحساسية بين الأطفال، مشيراً إلى أن ابنه كان من بين أوائل الضحايا الذين تأثروا بهذه الظروف القاسية.

من جهته، ذكر مصطفى زحال، وهو من سكان الحي ذاته، أن الوضع البيئي في الحي بات كارثياً إلى درجة دفعت بعض الأسر إلى هجر منازلها والانتقال إلى أماكن أخرى، معبراً عن أسفه لكون الوضع كان أفضل قبل ربط الحي بمشروع الصرف الصحي الذي فاقم المشكلة بسبب غياب الحفر الصحية اللازمة لتجميع المياه العادمة.

تعود هذه الأزمة إلى سنوات عدة مضت عندما أبرمت الجماعة الترابية لبني عياط صفقتين في عام 2017 لإنجاز أشغال التطهير السائل وتهيئة الطرقات. وكان من المفترض أن تشمل هذه الأشغال إنشاء شبكة لتصريف المياه العادمة وحفر صحية في حيي الأمل والنهضة، إلا أن إنجاز الحفر الصحية لم يتم، مما أدى إلى تدهور الأوضاع بشكل كبير.

في تقريره لعام 2021، أشار المجلس الجهوي للحسابات إلى أن عدم إنجاز الحفر الصحية يُعتبر فشلاً جوهرياً في المشروعين، حيث أدى هذا الإخفاق إلى طفو المياه العادمة عبر البالوعات وتسربها إلى قنوات الري والمياه الصالحة للشرب، مما يشكل تهديداً مباشراً لصحة المواطنين وسلامة البيئة.

في ظل استمرار هذه الأزمة، يعرب السكان عن أملهم بتدخل سريع وحاسم من الجهات المعنية لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة المتفاقمة. وقال مصاد عبدو، فاعل سياسي من بني عياط، إن “حي الأمل يعاني منذ سنوات بسبب صفقة مشبوهة لتطهير السائل، والمطلوب الآن هو اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية صحة السكان وبيئتهم”.

وفي انتظار تدخل فوري من السلطات، يعقد سكان حيي الأمل والنهضة الأمل على السلطات الإقليمية في أزيلال لاستجابة حقيقية تضع حداً لهذه المعاناة التي استمرت لعقد من الزمن دون حلول تذكر.

في تعليقه على الوضع، أكد مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن السلطات المحلية ورئاسة المجلس سبق أن قامتا بزيارة ميدانية إلى المنطقة قبل فترة، وكانت الزيارة تهدف إلى إقناع السكان بأهمية إنشاء الحفر الصحية كحل مؤقت للوضع الراهن، إلا أن المقترح قوبل برفض قاطع من قِبَل بعض السكان.

وأشار المصدر نفسه إلى أن جماعة بني عياط شهدت مؤخراً زيارة عمل ميدانية خُصصت لمتابعة سير تنفيذ المشاريع المبرمجة من قِبَل مجلس الجهة داخل نطاق الجماعة، وكان من بين هذه المشاريع مشروع تأهيل مركز جماعة بني عياط، الذي يتم إنجازه في إطار برنامج ممول من مجلس الجهة ووزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة وفقاً لاتفاقية الشراكة المبرمة لهذا الغرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى