الأطباء في الهند يضربون عن العمل احتجاجا على اغتصاب وقتل طبيبة
- Author, كاثرين ارمسترونغ
- Role, بي بي سي
بدأ الأطباء في الهند إضرابا في شتى أرجاء البلاد، في خطوة تسلط الضوء على تصعيد الاحتجاج في أعقاب اغتصاب وقتل طبيبة في مدينة كالكوتا في البنغال الغربية.
وقالت الرابطة الطبية الهندية، التي تضم أكبر تجمع للأطباء في البلاد، إن جميع الخدمات غير الأساسية في المستشفيات سوف تُعلق أنشطتها في شتى أرجاء البلاد يوم السبت.
ووصفت الرابطة الطبية الهندية جريمة القتل، التي ارتُكبت الأسبوع الماضي، بأنها “جريمة تتسم بالهمجية بسبب الافتقار إلى أماكن آمنة للنساء” وطلبت دعم البلاد في “كفاحها من أجل العدالة”.
وشهدت الأيام الماضية تكثيفا لتنظيم الاحتجاجات في أعقاب الحادث، والمطالبة بتوفير حماية أفضل للنساء بعد أعمال تخريب نفذها أشخاص في المستشفى الذي شهد الجريمة.
وقالت الرابطة الطبية الهندية، في بيان لها، إن خدمات الطوارئ واستقبال الإصابات ستستمر في العمل، وإن الإضراب سيستمر لمدة 24 ساعة.
وقال رئيس الرابطة، آر. في. أسوكان، في حديثه لبي بي سي إن الأطباء يعانون ويحتجون على أعمال العنف منذ سنوات، بيد أن هذا الحادث “يختلف نوعا ما”.
وأضاف أن إمكانية حدوث مثل هذه الجريمة في مستشفى حكومي في مدينة كبيرة، فهذا يدل على “عدم أمان الأطباء في كل مكان”.
وأعلن الأطباء في بعض المستشفيات الحكومية في وقت سابق الأسبوع الجاري أنهم سيُعلّقون إجراء الجراحات الاختيارية إلى أجل غير مسمى.
كما أصدرت الرابطة الطبية الهندية قائمة تضم عددا من المطالب من بينها تعزيز القانون لحماية العاملين في المجال الطبي بشكل أفضل في مواجهة أعمال العنف، وزيادة مستوى الأمن في المستشفيات وإنشاء أماكن آمنة للراحة.
ودعت الرابطة إلى إجراء “تحقيق دقيق ومهني” في مقتل الطبيبة ومقاضاة المتورطين في أعمال التخريب، فضلا عن تعويض أسرة الطبية.
وكانت أنباء اغتصاب طبيبة متدربة، تبلغ من العمر 31 عاما، قد وقعت كالصدمة في البلاد.
واكتُشفت جثة الطبيبة شبه عارية وتحمل إصابات بالغة في قاعة ندوات في مستشفى كلية طب “آر جي كار” الأسبوع الماضي، بعد أن قيل إنها ذهبت هناك للراحة أثناء نوبة عملها.
وألقت أجهزة الأمن القبض على متطوع يعمل في المستشفى على خلفية الجريمة.
وأُحيلت القضية من الشرطة المحلية إلى مكتب التحقيقات المركزي في الهند بعد توجيه انتقادات مفادها عدم إحراز تقدم في القضية.
كما سُلط الضوء على مزيد من حوادث الاغتصاب التي تصدرت عناوين الأخبار الرئيسية في الهند في أعقاب مقتل الطبيبة، وقال رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، إن “السلوك الوحشي ضد النساء يجب أن يواجه بتوقيع عقوبة شديدة وبسرعة”.
وأشعلت حادثة اغتصاب وقتل الطبيبة “لعبة” تبادل اللوم السياسي في ولاية البنغال الغربية، حيث اتهم حزب بهاراتيا جاناتا المعارض حزب المؤتمر ترينامول بتدبير الاعتداء، والذي نفى بدوره هذا الادعاء وألقى باللائمة على “غرباء سياسيين” في تأجيج العنف.
وشاركت عشرات الآلاف من النساء في جميع أنحاء ولاية البنغال الغربية في مسيرة مساء الأربعاء للمطالبة “بالاستقلال والعيش في حرية ودون خوف”.
وعلى الرغم من أن الاحتجاجات كانت سلمية إلى حد كبير، اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومجموعة صغيرة من المجهولين الذين اقتحموا مستشفى آر جي كار، التي شهدت وقوع الحادث، ونهبوا جناح الطوارئ.
واعتقلت الشرطة نحو 25 شخصا على خلفية الحادث حتى الآن.
كما نُظمت احتجاجات في العديد من المدن الهندية الأخرى مثل دلهي وحيدر أباد ومومباي وبوني.
وقالت إحدى المتظاهرات، سوميتا داتا، لوكالة فرانس برس، خلال مسيرة ضمت الآلاف في شوارع كالكوتا يوم الجمعة: “أشعر بأن الأمل عاد من جديد”.