حرب غزة: انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، وحماس تتغيب وتشكك في فرص تحقيق نتائج حقيقية
بدأت في العاصمة القطرية الدوحة جولة محادثات جديدة تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وفيما تغيب حماس عن المفاوضات، يحضر مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك عن الجانب الأمريكي، وعن إسرائيل يحضر رئيسا جهازي الموساد وشين بيت دافيد برنيع ورونين بار إضافة إلى مسؤول ملف الرهائن والمفقودين بالجيش الإسرائيلي نيتسان ألون والمستشار السياسي عوفير فالك، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويشارك في الاجتماع أيضا كلٌ من رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وكان الوزير القطري قد تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن الذي أرجأ زيارته إلى الشرق الأوسط، جرى خلاله مناقشة مستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة والتوترات في الشرق الأوسط، والتأكيد على ضرورة التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة، بحسب بيان الخارجية القطرية.
وقالت واشنطن، أهم حلفاء إسرائيل، إن وقف إطلاق النار في غزة سيحد من تنامي فرص اتساع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
ويواجه الوسطاء عدداً من نقاط الخلاف المحتملة، بما في ذلك السيطرة على ممر فيلادلفيا – وهو شريط من الأرض على طول حدود غزة مع مصر، وعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين إلى شمال غزة.
فيما نقل موقع أكسيوس عن مصدرين أمريكيين القول إن مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء وتناولا مسألة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
بينما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان لاحق نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن يكون نتنياهو قد تحدث مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
حماس ستلتقي بالوسطاء بعد جولة الخميس
وشككت حماس في فرص تحقيق نتائج حقيقية من خلال المحادثات وألقت باللوم على إسرائيل في تعثرها، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس هو العقبة الرئيسة أمام التوصل إلى اتفاق.
وقال القيادي الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري لرويترز “أما الذهاب لمفاوضات جديدة فهو يسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب المزيد من المجازر”.
غير أن غياب حماس عن المحادثات لا يلغي فرص إحراز تقدم نظراً لأن خليل الحية كبير مفاوضي الحركة يقيم في الدوحة، كما أن حماس لديها قنوات مفتوحة مع مصر وقطر.
وقال أبو زهري “حركة حماس متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو/تموز والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن والحركة جاهزة للبدء فوراً في البحث في آليات تنفيذها”.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن حماس تريد عودة الوسطاء إليها بـ”رد جاد” من إسرائيل، وذكرت الحركة الفلسطينية أنها ستلتقي بالوسطاء بعد جلسة الخميس إذا حدث ذلك.
وأفاد مسؤول مطلع على عملية المحادثات إن من المتوقع أن يتشاور الوسطاء مع حماس.
وفي بيان صادر في وقت متأخر من يوم الأربعاء عن حماس وبعض الفصائل الأصغر حجماً، أعادت التشديد على المطالب التي لم تُنفذ بعد وترغب الفصائل في أن يحققها أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكرت حماس أن المفاوضات يجب أن تتناول “بحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أوراق الإطار المقدمة من الوسطاء التي تحقق وقفاً شاملاً للعدوان، وانسحاباً كاملاً للاحتلال، وكسراً للحصار وفتحاً للمعابر، وإعادة الإعمار وتحقيق صفقة جادة لتبادل المعتقلين”.
ورفض البيان أي تدخل أمريكي أو إسرائيلي في تحديد ملامح مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
تطورات ميدانية
في هذا الوقت، تواصلت العمليات العسكرية على الأرض في قطاع غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء تنفيذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع، مستهدفاً ما وصفها بأنها “بنى تحتية إرهابية”.
وقال إن قواته تواصل عملياتها في تل السلطان برفح جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوباً، وفي وسط القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الخميس إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع أسفر عن مقتل 40005 فلسطينيين على الأقل وإصابة 92401 منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وذكرت الوزارة في بيان أن 40 فلسطينيا قُتلوا وأُصيب 107 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل ستة فلسطينيين خلال ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
واعتقل الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الأربعاء، وحتى صباح اليوم الخميس، 30 فلسطينياً على الأقل من الضفة، بينهم طالبة، وسجناء سابقون، وفق وفا.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان مشترك، أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظات، رام الله، وطولكرم، وبيت لحم، ونابلس، والقدس.
وأشارا إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 10 آلاف ومئة فلسطيني من الضفة، بما فيها القدس، منذ بدء الحرب على غزة.
صافرات الإنذار تدوي في 7 مناطق بالجليل الغربي
أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم الخميس اعتراضه “جسماً مشبوها” في منطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل بعد إطلاق مجموعة طائرات بدون طيار من الأراضي اللبنانية.
وانفجرت طائرة بدون طيار أطلقت من لبنان في منطقة عرب العرامشة بالجليل الغربي دون وقوع إصابات، حسبما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي.
ودوت صافرات الإنذار في 7 مناطق بالجليل الغربي خشية تسلل طائرات بدون طيار هجومية.
يأتي ذلك وسط حالة من الترقب للرد المتوقع من إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
ولم تنفي او تؤكد اسرائيل اغتيال هنية في طهران الشهر الماضي فيما تبنت استهداف شكر في قصف طال مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أردوغان يتهم دولا غربية بالتزام الصمت ومواصلة دعم إسرائيل
من جهته، قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور تركيا بأن أنقرة ستواصل دعم الفلسطينيين ودفع المجتمع الدولي إلى زيادة الضغوط على إسرائيل.
وذكر مكتب أردوغان في منشور على منصة إكس أن الزعيمين بحثا أحدث التطورات والخطوات التي يتعين اتخاذها من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق السلام في قطاع غزة.
وورد في البيان أن أردوغان ندد بحرب إسرائيل على غزة، متهما بعض الدول الغربية بالتزام الصمت ومواصلة دعم إسرائيل.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
وأبلغ أردوغان عباس أيضاً بأن جميع الدول، ولا سيما في العالم الإسلامي، يجب أن تكثف الجهود لضمان التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين بلا عوائق.
ومن المقرر أن يلقي عباس خطابا خلال جلسة استثنائية للبرلمان التركي الخميس.
وقال أردوغان لأعضاء حزبه “العدالة والتنمية” الحاكم، الأربعاء، قبل اجتماعه مع عباس “سنظهر أن للسيد عباس الحق في التحدث في برلماننا مثلما يملك نتنياهو الحق في التحدث في الكونغرس الأمريكي”.