حرب غزة: “إيران تصعد محاولاتها لتدمير إسرائيل” – في يديعوت أحرونوت
نتناول في عرض الصحف اليوم التصعيد الذي يشهده الصراع في المنطقة والحرب في غزة ودور إيران وحزب الله فيه.
نبدأ عرضنا للصحف وتحليل لمايكل ميلشتاين، من صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بعنوان “إيران تصعد محاولاتها لتدمير إسرائيل”.
يستهل الكاتب التحليل قائلاً إن إسرائيل “تتعامل مع مرض عضال”، وإن المحللين الغربيين، وكذلك الإسرائيليين، “يدركون أن النظام الصهيوني، رغم قوته، تعرض لهزيمة ساحقة على يد مجموعة مقاومة صغيرة، ولم يحقق أقل قدر من أهدافه”.
ويضيف أن البعض يرون أن الحرب الحالية ستغير العالم كله: “في شوارع لندن، وفي ميادين باريس، وفي الجامعات الأمريكية، يردد الناس شعارات لصالح الشعب الفلسطيني وضد إسرائيل”.
ويضيف أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، قال إن “الهجوم معجزة إلهية، وحدث في أفضل لحظة ممكنة، قبل أن يتم التطبيع، وقبل أن تتحقق الخطة الإسرائيلية الأمريكية للسيطرة على الشرق الأوسط”.
“إن وهذا التصريح يعكس تنامي المفهوم داخل النظام الإسلامي منذ بدء هذه الحرب، بأن الحكومة الإيرانية تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وتقترب من تحقيق رؤية إبادة إسرائيل”، على حد قول الكاتب.
ويرى الكاتب أن “حلقة النار” التي تضعها إيران حول إسرائيل تشكل تحدياً رئيسياً في الحرب المستمرة. ويقول إن إيران “رسخت نفوذها أينما كانت المجتمعات الشيعية تعاني من الفوضى السياسية، وكانت مبادرتها الأولى والأكثر أهمية هي تأسيس حزب الله في عام 1982”.
ويبين الكاتب أن فكرة إيران بأن الظروف والأمور تسير لصالحها أصبحت أقوى في السنوات الأخيرة “في ضوء تراجع تأثير الولايات المتحدة على العالم بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص”. فبعد أن ظلت في منصب “ضابط الشرطة العالمية” لعقود عديدة، تواجه واشنطن الآن تحدياً متزايداً، كما انعكس في غزو روسيا لأوكرانيا، إلى جانب الإحراج الناجم عن انسحابها من أفغانستان. كما عززت الإدارة الأمريكية الحالية نهجاً أكثر ليونة تجاه إيران، مما دفع العديد من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلى الاستنتاج بأنه ليس لديها مصدر دعم استراتيجي في أمريكا الشمالية وسيكون من الأفضل لها تعزيز المصالحة مع “الشيطان القادم من طهران”.
ويذكر الكاتب أن “حلقة النار” لها عدة أغراض من وجهة نظر إيرانية: “ترسيخ النفوذ الاستراتيجي في الشرق الأوسط؛ التعامل مع إسرائيل دون أن تكون طهران في طليعة الصراع، وبالتالي تقليل الأضرار العسكرية والسياسية؛ مع إلحاق الضرر بخصوم إقليميين آخرين”.
وينوه الكاتب إلى أنه “تم إحكام قبضة إيران على البلدان مثل (سوريا ولبنان واليمن والعراق) باستخدام مزيج من الدعم العسكري، في المقام الأول توريد الأسلحة المتقدمة، بالإضافة إلى فرق التدريب والقيادة، إلى جانب الجهود المدنية، مثل مشاريع تصدير الثورة في مجالات مثل التعليم والثقافة والسياسة والدين”.
ويرى الكاتب أن “حلقة النار” هي المظهر العملي لـ “محور المقاومة” وهو الهدف الذي ظلت إيران تسعى إليه منذ عقود.
ويحلل الكاتب أن إيران لجأت إلى خيار “بناء تحالف إقليمي يتألف من منظمات غير تابعة للدولة تدافع عن إيديولوجية دينية متعصبة، وتسعى جاهدة إلى مواجهة التفوق الإسرائيلي في مجالات مثل الجيش والتكنولوجيا والاستخبارات”. مضيفاً: “هذا الهدف يجب تحقيقه باستخدام الحرب غير المتكافئة (الإرهاب، حرب العصابات، الصواريخ)، ومنع إسرائيل من تحقيق الغلبة، وذلك من خلال إظهار الاحتواء إلى جانب الصبر والصمود”.
ويفيد الكاتب في تحليله أن إيران وفرت دائماً الدعم لهذه المنظمات، وخاصة حزب الله وحماس. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، “نجحت في توحيدهم، وتشكيل معسكر يتبع رؤية مشتركة، ويتم تنسيقه بشكل أوثق من أي وقت مضى”.
ويقول الكاتب إنه بهذه الشاكلة “اكتسبت المنظمات الإرهابية وحرب العصابات قدرات الجيوش التقليدية، كما ظهر خلال هجوم 7 أكتوبر ومن خلال هجمات حزب الله”.
ويؤكد الكاتب أن أعضاء هذا المعسكر لم يعودوا يكتفون بمبدأ “الفوز من خلال عدم الخسارة”، بل يسعون بدلاً من ذلك إلى إلحاق ضرر استراتيجي شديد بإسرائيل من خلال استخدام أسلحة إيرانية متطورة ودقيقة. علاوة على ذلك، في العقود الأخيرة، أصبحت هذه المنظمات ذات سيادة وتحكم الأقاليم والمجتمعات بعد أن شكلت آرائها. وبالتالي، فإن العديد من هؤلاء السكان المحليين يتعاطفون مع هذه “المنظمات الإرهابية، التي تعمل نيابة عنهم، كما كان بارزاً بشكل لافت للنظر في غزة”.
ويرى الكاتب أن حركة حماس السنية تعد إلى حد ما “غريبة” في معسكر أغلبيته شيعية. وبينما تتلقى مساعدات عسكرية ومالية واسعة النطاق من إيران، فإنها تحافظ على استقلالها، كما تجلى في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي يبدو أنه لم يتم تنسيقه بشكل كامل مع طهران أو حزب الله، الذي انضم إلى الصراع في اليوم التالي، ولم يلب توقعات الفلسطينيين بدخول الحملة “بكامل قوته”.
“حزب الله يوحد صفوفه”
ننتقل إلى صحيفة فاينانشال تايمز، التي نشرت تقريراً لراية جلبي، بعنوان “حزب الله يوحد صفوفه بينما تسعى الولايات المتحدة لتجنب حرب إقليمية”.
ويقول التقرير “إن التهديد الإيراني بالانتقام من إسرائيل أثار جولة محمومة من الدبلوماسية الدولية تهدف إلى منع حرب شاملة”.
ويضيف أن الكثير من هذه الجهود الدبلوماسية كانت صوب طهران، لكن مبعوثاً أمريكياً رفيع المستوى سافر إلى العاصمة اللبنانية بيروت “كجزء من محاولات لمنع تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل، عدو قوي آخر، وهو حزب الله”.
ويرى التقرير أن اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر، في شهر يوليو/تموز، ثم مقتل زعيم حماس السياسي، إسماعيل هنية، في طهران بعد ساعات من ذلك، “أدى إلى تفاقم المخاطر بشكل حاد خلال عشرة أشهر من الصراع عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.
ويذكر التقرير أن حزب الله، “وهو واحد من أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية تسليحاً في العالم، أبقى مناقشاته الخاصة حول كيفية الرد بشكل وثيق طي الكتمان”.
“وقال محللون وأشخاص مطلعون على تفكيرها إن الجماعة المدعومة من إيران تريد إبقاء أعدائها متيقظين وخلق نفوذ في الدبلوماسية عالية المخاطر”، حسب التقرير.
وينقل التقرير عن “محلل لبناني مقرب من الجماعة المسلحة، إن حزب الله يواجه معضلة في الجمع بين الرد الحتمي والمؤلم وعدم التوجه إلى حرب واسعة النطاق”.
وتشير الكاتبة إلى أن نهج حزب الله “يرتبط أيضاً بحملة سلام أوسع في المنطقة، حيث تسعى واشنطن مع قطر ومصر إلى إجراء محادثات جديدة يوم الخميس بهدف التوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين”.
ويبين التقرير أن “هناك حافزاً سياسياً لكل من حزب الله وإيران لتحقيق وقف إطلاق النار، سيكون هذا شيئاً يعتبره الطرفان بمثابة نصر كبير”.
وبالإضافة إلى زيارة المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوشستاين لبيروت، والذي التقى خلالها بمسؤولين لبنانيين، كان من المقرر أن يزور بريت ماكغورك، كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، مصر وقطر هذا الأسبوع.
ويأتي ذلك بعد أيام من إرسال رسائل أمريكية عبر القنوات الخلفية إلى إيران وحزب الله تحثهما على ضبط النفس.
ويفيد التقرير أنه منذ الاغتيالات، “لم يكن حزب الله في مزاج للاستماع، كما قال الأشخاص المشاركون في الجهود الدبلوماسية. وأن حزب الله، القوة السياسية والعسكرية المهيمنة في لبنان، لديه أيضًا قضايا داخلية يجب أن يأخذها في الاعتبار. إذ أن حرباً شاملة مع إسرائيل ستكون مدمرة لبلد غارق بالفعل في أزمة سياسية واقتصادية مستمرة منذ سنوات. ومن الممكن أن يؤدي الصراع المدمر إلى إثارة المزيد من ردود الفعل العنيفة في الداخل”.
ويرى التقرير “أن السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كان حزب الله وإيران سيشنان هجوماً منسقاً متعدد الجبهات، بما في ذلك مع مجموعات أخرى في ما يسمى بمحور المقاومة للمسلحين الذين تدعمهم إيران”.
“سيناريو القيامة”
وننتقل إلى صحيفة القدس العربي إلى افتتاحيتها بعنوان “محادثات الدوحة: هل يراهن نتنياهو على سيناريو القيامة؟”.
وتقول الصحيفة إن حكومات أمريكا وبريطانيا وألمانيا أضافت، عبر دعوة سفراء دولهم لدى إسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، “شحنة رمزية على الضغط الدولي”، المتمثل بإعلان عدد متزايد من الدول في العالم تأييدها للبيان الثلاثي الذي صدر عن زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر مؤخراً.
وترى الصحيفة أنه بحديثه عن “ايجاد باب للاستقرار في المنطقة” و”حل دبلوماسي في الشمال” وضح السفير الأمريكي، الجانب الجديد الطارئ في الموضوع “وهو أن ما يجري في غزة صار مرتبطاً بشكل لا يمكن فصمه بالتصعيد الخطير الممكن في منطقة الشرق الأوسط”.
وتبين الصحيفة أن “واشنطن تظهر اهتماماً كبيراً بكبح احتمالات التصعيد بين إسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى، وذلك عن طريق جولات كبار دبلوماسييها وعسكرييها على المنطقة، وبتوجيه قطع بحرية عسكرية إلى المياه الإقليمية للبحر الأحمر والخليج، وبرغبة إدارة أمريكا في تحقيق إنجاز دبلوماسي عبر إطلاق الرهائن الإسرائيليين من دون إلزام إسرائيل، بعد انتهاء فترة الهدنة الموعودة، بوقف الحرب”.
ولا ترى الصحيفة “أن إنجاز مثل هذا الاتفاق يطمح – لو تم تحقيقه- إلى ترميم العطب الذي أصاب صورة أمريكا في المنطقة والعالم، وإلى إعادة بعض التوازن إلى العلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية التي أظهرها بايدن في أضعف حالاتها وقدرتها على التأثير على حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي”.
وتقول الصحيفة إنه “يمكن قراءة اغتيالات إسرائيل المتواصلة في الخارج” وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية، طرقاً لرفع الضغط أملاً باستسلام حماس أو حتى تقريب الائتلاف الحاكم من تحقيق أهدافه الأكبر.
وتختتم الصحيفة قائلة إن مقامرة مثل هذه “ترفع سقف المواجهة مع الفلسطينيين وتفتح الباب على حرب مع لبنان ومواجهة مع إيران وحلفائها في المنطقة وتحاول زج الغرب في الحرب، ستعني تصدعاً غير محسوب لمجمل النظام العالمي، وتفتح أبواب احتمالات غير محسوبة”، وفق الصحيفة.