كيف كانت محادثة دونالد ترامب وإيلون ماسك التي حضرها مليون متابع على اكس؟
أجرى المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب مقابلة ودية لساعتين مع رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك على منصة التواصل الاجتماعي إكس التابعة لماسك، بعد أن تسببت مشاكل فنية في تأخير بدء المقابلة لأكثر من 40 دقيقة.
بدأت المحادثة، التي طرح فيها ماسك أسئلة ودية حول موضوعات مثل الهجرة، والتضخم، بعد تأخرها لأكثر من 40 دقيقة، واجه معها العديد من المستخدمين صعوبة في الوصول إليها.
وقدم ترامب خلال المقابلة سلسلة من الادعاءات، والتي لم يواجهها ماسك بأي تحد.
وكرر ماسك تأييده لترامب، الذي يواجه مرشحة ديمقراطية جديدة صاعدة، هي نائبة الرئيس، كامالا هاريس، في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.
وألقى ماسك باللوم في الخلل على هجوم إلكتروني، لكن أحد الخبراء قال لبي بي سي إن هذا الأمر غير مرجح.
وقرب نهاية المحادثة، عزز ماسك تأييده لترامب، ودعا الناخبين المعتدلين إلى دعم حملة الجمهوريين.
وقال ماسك “إننا نتطلع إلى مستقبل مثير وملهم يمكن للناس أن يتطلعوا إليه، وأن يكونوا متفائلين ومتحمسين لما سيحدث بعد ذلك”.
هل تعرضت المحادثة لهجوم إلكتروني؟
بدأت المحادثة أقل تفاؤلا، وذلك بعد أكثر من 20 دقيقة من الموعد الذي كان مقرراً، وواجه العديد من المستخدمين صعوبات للوصول إلى البث المباشر، وألقى ماسك باللوم على “هجوم ضخم يعرف بـ”دي دي أو إس” على منصة إكس.
وقال ماسك بمجرد بدء المحادثة إن الهجوم الإلكتروني المزعوم أظهر وجود معارضة في الولايات المتحدة لما سيقوله ترامب.
ولا يعرف السبب الذي أدى إلى المشاكل الفنية في المحادثة، أو من قد يكون وراء أي هجوم مدعى.
وقال أنتوني ليم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للفضاء الإلكتروني والدولي في سنغافورة، لبي بي سي: “يرسل هجوم “دي دي أو إس” عددًا كبيرًا جدًا من الإشارات إلى هدف عبر الإنترنت لتعطيله”.
وأضاف: “من غير المرجح أن يؤثر ذلك في خدمة واحدة أو ميزة واحدة فقط على موقع ويب” وقال إنه من المحتمل أن يكون عدد كبير من الأشخاص الذين يحاولون الاستماع قد تسببوا في تعطل الخدمة مؤقتًا.
ولكن أندرو هاي من شركة داموفو لتكنولوجيا المعلومات قال إن المشكلات ربما تكون ناجمة عن هجوم إلكتروني: “أعتقد أن هجوم الحرمان من الخدمة كان يستهدف جزء البث من خدمة إكس، دون التأثير بشكل كبير على الوظائف الأساسية على الموقع”.
وقال ماسك في منشور لاحق إن النظام اختبر قبل الدردشة المباشرة مع “8 ملايين مستمع في وقت واحد”.
وظهر خلال المحادثة أن حوالي مليون شخص كانوا يستمعون.
توقيت مناسب
تأتي المحادثة على منصة إكس في الوقت الذي يحاول فيه ترامب، الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري، إعادة ضبط حملته لإعادة انتخابه.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترشيح الحزب الديمقراطي لهاريس قد جعل السباق للبيت الأبيض أكثر حدة.
وتتمتع حملة هاريس بموجة من الزخم بعد أن أصبحت حاملة لواء الحزب الديمقراطي عندما انسحب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.
وستشارك هاريس وزميلها في الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، الأسبوع المقبل، في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، مما قد يعطيهما دفعة أخرى.
وكانت حملة ترامب تنتقد هاريس لعدم إجراء مقابلات ولإجابتها على أسئلة قليلة من المراسلين منذ قبول الترشيح الشهر الماضي.
وقال ترامب خلال مقابلته مع ماسك الاثنين “من الجيد أن يكون لدينا منتدى مثل هذا” على إكس، حيث يمكنه التحدث مطولا.
وأصبح ماسك، الذي استضافت منصته الحدث، صوتا مؤثرا بشكل متزايد في السياسة.
إذ لديه أكثر من 190 مليون متابع على إكس، حيث يشارك بانتظام في الخلافات السياسية.
كما انخرط في الفترة الأخيرة في لجنة سياسية جديدة تدعم حملة ترامب.
وبعد محادثته مع ترامب، نشر ماسك على إكس منشورا يقول فيه “سعيد باستضافة كامالا على المنصة أيضا”، في دعوة واضحة لنائبة الرئيس كامالا هاريس للمشاركة في حدث مماثل.
علاقة ترامب مع ماسك
تغيرت العلاقة بين ماسك وترامب على مر السنين، وكانا قد تبادلا الانتقادات اللاذعة عبر الإنترنت في الماضي.
لكن محادثة الاثنين بينهما كانت ودية ولم تكن عدائية أبدا.
وأشاد ترامب، الذي كان متشككا في السيارات الكهربائية وتعهد سابقا بإلغاء الدعم الفيدرالي، بشركة تيسلا، التي يمتلكها ماسك أيضا.
وقال قبل فترة إنه “ليس لديه خيار” سوى دعم السيارات الكهربائية بسبب تأييد ماسك، ووصف منتج تيسلا بأنه “رائع”.
وعاد ترامب الاثنين إلى تويتر/إكس ، حيث كانت صفحته قد أزيلت بعد وقت قصير من أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
وإلى جانب موجة من الإعلانات الانتخابية على حساب ترامب يوم الاثنين، نشر مرة واحدة فقط – صورة له ورابطا لموقع حملته – قبل عام،وذلك بعد أن أعاد ماسك تنشيط حسابه على إكس عام 2022.
وليس من الواضح إن كان ترامب، الذي ينشر بشكل متكرر على موقع تروث سوشيال الخاص به، سيستمر في النشر بشكل متكرر على إكس.
وتطرقت مقابلة الاثنين إلى مجموعة من القضايا، من بينها محاولة اغتيال ترامب الشهر الماضي في تجمع حاشد في بنسلفانيا، إلى رغبته في حصول الولايات المتحدة على نظام دفاع صاروخي “قبة حديدية” مثل النظام الموجود في إسرائيل، والهجرة وهو عنصر أساسي في حملته.
كما تحدث ترامب عن إغلاق وزارة التعليم الفيدرالية، ونقل هذه المسؤولية إلى الولايات كأول أفعاله إذا فاز في الانتخابات.
وتحدث المرشح الجمهوري عن قرار بايدن بالخروج من السباق بعد أداء فادح في المناظرة بينهما وضغوط من النواب الديمقراطيين الضعفاء، ووصف ما حدث بأنه “انقلاب”.
وكان بايدن قد قال في مقابلة أجريت معه في نهاية الأسبوع مع شبكة سي بي إس، إنه ترك السباق لأنه خشي أن تكون المعركة داخل الحزب بشأن ترشيحه “إلهاء حقيقيا” قبل الانتخابات.
ووصفت حملة هاريس ترامب وماسك عقب بث المحادثة بينهما بأنهما “رجلان ثريان مهووسان بذاتهما سيبيعان الطبقة المتوسطة ولا يستطيعان تشغيل بث مباشر في عام 2024”.