فاعلون يدعون إلى تقوية الآليات الشبابية للترافع في قضية الصحراء المغربية
خلدت دول المعمور، أمس الإثنين، اليوم الدولي للشباب، الذي يعد مناسبة مهمة من أجل التذكير بأهمية إشراك هذه الفئة التي تعد عصب المجتمعات وأساس تماسك نظمها الاقتصادية والسياسية، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطوير بلدانها والدفاع عن المصالح العليا لأوطانها.
ودعا فاعلون مدنيون مهتمون بقضية الصحراء المغربية، بهذه المناسبة، إلى تقوية آليات وتقنيات الترافع على قضية الوحدة الترابية للمملكة لدى الشباب المغاربة، وتمكينهم من وسائل المعرفة التاريخية والقانونية المرتبطة بهذا النزاع المفتعل، منادين أيضا مختلف الفاعلين في الحقل السياسي بمواكبة الشباب وتأطيرهم وتنمية حسهم الترافعي بما يجعلهم سفراء للحلول التي تقدمها الرباط لحل هذا النزاع.
وقال مصطفى العياش، رئيس المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، إن “الشباب هم مستقبل المغرب والمرشحون لحمل قضاياه وهمومه والدفاع عن مصالحه، وحمل مشعل الترافع عن قضية الصحراء المغربية، غير أن الأمر يتطلب من الجميع، بما يشمل المؤسسات والأحزاب وجمعيات المجتمع المدني، تقوية القدرات الترافعية لهذه الفئة حول هذه القضية ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للمملكة”.
وشدد العياش، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أهمية “تأطير الشباب المغاربة وتكوينهم وجعلهم في واجهة الدفاع عن القضايا الوطنية ومواجهة الدعاية المضادة في الخارج، من خلال تمكينهم من تنمية معارفهم القانونية والتاريخية والسياسية ذات الصلة، وقبل ذلك تشبيب الأحزاب السياسية وتقوية وسائل الترافع المدني الشبابي حول قضية الوحدة الترابية، من أجل المساهمة في الدينامية التي تشهدها، وتصحيح مجموعة من الصور والمغالطات التاريخية والقانونية التي يتم تمريرها من طرف أعداء الوطن”.
ودعا رئيس المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية إلى “تشجيع الشباب على الإقبال على العمل الجمعوي والسياسي من أجل اكتساب هذه المهارات والتقنيات، من خلال تنظيم ندوات وورشات عمل لفائدتهم، وتكوينهم وتدريبهم أيضا على توظيف مختلف وسائط التواصل الاجتماعي في هذا المجال، وبالتالي حثهم على ممارسة دبلوماسية موازية فاعلة ومكملة للجهود الرسمية على هذا المستوى، واستغلال الطاقات والكفاءات الشبابية التي يتمتع بها المغرب لخدمة مصالحه”.
في السياق نفسه أورد محمد فاضل الخطاط، المنسق الجهوي للمركز الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، أن “الشباب المغاربة اليوم، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، يفتقرون إلى آليات الترافع عن القضية الوطنية بسبب عدم فتح النخب العتيقة المجال للمكون الشبابي لكي يبدع ويرافع عن قضايا وطنه، وبالتالي يجب أولا تقوية حضور الشباب داخل المؤسسات الفاعلة في الحقل السياسي والمدني، بدءا بالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني”.
وسجل الخطاط أن “المجتمع المدني المغربي اليوم يحتاج إلى كفاءات شبابية واعية بطبيعة المرحلة السياسية علاقة بقضية الصحراء، فهناك مثلا الكثير من الشباب يتحدثون عن الحكم الذاتي غير أنهم لم يطلعوا على مضمونه وتركيبته، وهو ما يحول بشكل أو بآخر دون الترافع حوله والتعريف به أكثر لإقناع الأطراف الأخرى به؛ وعليه وجب إنزال التأطير والتكوين على هذا المستوى إلى القواعد السفلى في المجتمع، ممثلة في الشباب، خاصة في ظل تجاهل هذه الفئة من طرف النخب الحالية”.
في هذا الإطار أوضح المتحدث لهسبريس أن “قضية الصحراء هي قضية مصيرية وقضية وطنية أولى، وبالتالي يجب توجيه مختلف الفاعلين في الحقل السياسي والدبلوماسي لفتح نافذة على الشباب، كما يجب على المؤسسات الجامعية هي الأخرى أن تنفتح على هذه الفئة، خاصة شباب الأقاليم الجنوبية، وإطلاعهم على أهمية الحلول التي تقدم بها المغرب، على غرار الحكم الذاتي الذي يجب رفع مستوى الوعي بأهميته، ليس فقط بالنسبة للدولة المغربية، وإنما لجميع ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة”.