حرب غزة: هل تمارس الولايات المتحدة ضغطا حقيقيا على إسرائيل لإنهاء الحرب؟
ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة “التابعين” في حي الدرج وسط مدينة غزة، فجر السبت 10 من أغسطس/آب، إلى أكثر من 100 قتيل وعشرات المصابين، في واحدة من أكبر المجازر التي شهدها قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية.
وقال الدفاع المدني والمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت 10 من أغسطس/آب، إن “المدرسة تعرضت للهجوم بينما كان المصلون يؤدون صلاة الفجر”.
وأضاف الدفاع المدني في مؤتمر صحفي: “لقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي في هذه المدرسة طابقين؛ أحدهما وهو العلوي كان يؤوي النساء والأطفال، والطابق الأرضي الذي استخدمه النازحون كمصلى يؤدون فيه الصلوات، تم استهداف هذين الطابقين بشكل مباشر”.
وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن “11 طفلا وستة نساء من بين القتلى”.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، بأن عدد مراكز وخيام النازحين، التي استهدفتها إسرائيل منذ بداية شهر أغسطس/آب الحالي، وصل “13 مركزا لإيواء النازحين، شملت خيام ومدارس ومراكز إيواء”.
واستكر بصل صمت المجتمع الدولي قائلا: “ما يدمي قلوبنا أن ارتقاء الشهداء في قطاع غزة أصبح عبارة عن أرقام فقط، يتم ذكرهم كأنهم لا شيء دون أن يلتفت هذا المجتمع الدولي إلى الجرائم التي تُرتكب بحق المواطنين العزل ودون توجيه أي إدانات مباشرة للاحتلال الإسرائيلي”.
وأظهر مقطع مصور من داخل مدرسة “التابعين” أشلاء متناثرة وجثثا متفحمة، وأخرى مغطاة على الأرض. كما يَظهر في المقطع نفسه علب طعام فارغة ملقاة في بركة من الدماء ودمية طفل وسط الركام.
ولجأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة إلى المدارس ومراكز الإيواء، أملا منهم في الأمان وعدم الاستهداف من قبل الجيش الإسرائيلي.
وفي المقابل، شكك الجيش الإسرائيلي في أعدد قتلى المجزرة، قائلا إن “العدد مبالغ فيه” وأن “19 مسلحا من بين القتلى”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الضربة “نفذت بثلاث ذخائر دقيقة لا يمكنها أن تسبب هذا القدر من الدمار الذي جرى الإعلان عنه”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه اتخذ “خطوات عديدة للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والمراقبة الجوية والمعلومات الاستخباراتية”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، السبت 10 من أغسطس/آب، إن “المجمع المستهدف كان مجمعا لعناصر حماس والجهاد ضم نحو عشرين مخربا بينهم إرهابيون كبار، استخدموه للترويج لاعتداءات إرهابية”.
ودائما ما يصرح الجيش الإسرائيلي بأنه “يسعى لتجنب استهداف المدنيين”، إلا أن أعداد القتلى المدنيين لا تعكس هذه التصريحات.
“مواقف وردد فعل دولية وإقليمية”
وتعليقا على الغارة الإسرائيلية، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز: “في أكبر معسكر اعتقال وأكثرها خزيا في القرن الحادي والعشرين، تقوم إسرائيل بإبادة الفلسطينيين حيا تلو الآخر، ومستشفى تلو الآخر، ومدرسة تلو الأخرى، ومخيما للنازحين تلو الآخر، و”منطقة آمنة” تلو الأخرى، باستخدام أسلحة أمريكية وأوروبية، وفي ظل عدم مبالاة من جانب كل الدول المتحضرة”.
وأضافت ألبانيز، السبت 10 من أغسطس/آب، في تغريدة على موقع (أكس): “فليغفر لنا الفلسطينيون عجزنا الجماعي عن حمايتهم، واحترام المعنى الأساسي للقانون الدولي”.
ومن جانبه، وصف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، الضربة الإسرائيلية التي طالت مدرسة “التابعين” في غزة بأنها “مروعة”.
وأضاف بوريل على موقع إكس: “الصور القادمة من مدرسة تؤوي نازحين في غزة تعرضت لغارة إسرائيلية مروِّعة، مع ورود أنباء عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين. تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الأخيرة، لا يوجد مبرر لهذه المجازر”.
ونددت تركيا بما وصفته “الجريمة الجديدة ضد الإنسانية” التي ارتكبتها إسرائيل “عبر قتل أكثر من مئة مدني لجأوا إلى إحدى المدارس”، متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بـ “الرغبة في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار”.
كذلك، استنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين في قطاع غزة، في استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وطالبت الخارجية المصري بـ “موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حدا لمسلسل استهداف المدنيين العزل”.
“الموقف الأمريكي مما يجري في غزة”
وأعربت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قلقها جراء التقارير التي تتحدث عن سقوط مدنيين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت: “نحن قلقون للغاية بشأن التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا مدنيين في غزة في أعقاب ضربة شنتها إسرائيل على مجمع يضم مدرسة”.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “نحزن على كل مدني فلسطيني فقدناه في هذا الصراع، بما في ذلك الأطفال، ولا يزال الكثير من المدنيين يُقتلون ويُصابون. وهذا يؤكد على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار وصفقة (للإفراج عن) الرهائن، الأمر الذي نواصل العمل عليه بلا كلل لكي يتحقق”.
وبالرغم من حديث الولايات المتحدة عن رغبتها في إنهاء الحرب في غزة، يشكك كثيرون في مدى جدية واشنطن في ممارسة ضغط حقيقي على المسؤولين الإسرائيليين لإجبارهم على وقف الحرب.
ويقارن هؤلاء بين التحذيرات العلنية التي توجها إدارة الرئيس بايدن إلى إيران وتأكيدها الاصطفاف مع إسرائيل في مواجهة أي عمل عسكري من إيران أو حزب الله، وعدم اتخاذ الإدارة ذاته موقفا حقيقيا يجبر إسرائيل على إنهاء عملياتها العسكرية في غزة ووقف نزيف الدم الفلسطيني.
ويرى هؤلاء أن الولايات المتحدة شريكة لإسرائيل فيما يجري في غزة من خلال دعمها المتواصل لها بالسلاح، الذي يُستخدم في قتل المدنيين. بالإضافة إلى توفير غطاء سياسي لها في مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض الفيتو.
وأشارت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى أن “لقطات مصورة حصلت عليها في أعقاب الغارة الإسرائيلية، تظهر أجزاء من جهاز تفجير أمريكي الصنع”، مما يشير إلى استخدام أسلحة أمريكية في الهجوم الذي استهدف مدرسة “التابعين”، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين.
- هل خذل المجتمع الدولي الفلسطينيين في غزة؟ وإلى متى يستمر نزيف الدماء الفلسطيني؟
- هل تمارس الولايات المتحدة ضغطا حقيقا على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين؟
- هل تحاول إسرائيل تجنب استهداف المدنيين، كما تقول؟
- هل الولايات المتحدة شريكة لإسرائيل فيما يجري في غزة، كما يقول منتقدوها؟
- وما فرص التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحماس في ظل التصعيد الجاري؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 12 أغسطس /آب.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic