أولمبياد باريس 2024: أحمد الجندي يفوز بذهبية مصر الأولى في رياضة الخماسي
أهدى أحمد الجندي مصر ذهبيتها الأولى، في مسابقة الخماسي الحديث مع تحطيمه الرقم القياسي العالمي.
وسجّل الجندي، حامل فضية طوكيو قبل ثلاث سنوات، 1555 نقطة، متفوّقاً على الياباني تايشو ساتو الذي سجّل 1542 والإيطالي جورجو مالان الذي سجل 1536.
وقال الشاب البالغ من العمر 24 عاماً، بعد تتويجه “عانيت كثيراً في آخر ثلاث سنوات على الصعيدين الجسدي والذهني بسبب الأوجاع والإصابات، أنا سعيد لأنها لم تجبرني على التوقف”، حسبما نقلت عنه وكالة فرانس برس.
وقبل يوم واحد من اختتام أولمبياد باريس، كان يوم السبت حافلاً بالنسبة للمشاركين العرب الذين أحرزوا ذهبية، وفضيتين، وثلاث برونزيات، وبذلك رفع اللاعبون العرب رصيدهم إلى 6 ذهبيات مقارنة بأولومبياد طوكيو 2021 الذي أحرزوا فيه خمس ذهبيات.
ما هي رياضة الخماسي؟
كانت رياضة الخماسي الحديثة من بنات أفكار بيار دو كوبرتان مؤسّس الحركة الأولمبية الحديثة، إذ أراد مسابقة تحاكي تجربة جندي في القرن التاسع عشر خلف خطوط العدو، يركب حصاناً لا يعرفه، يحارب الأعداء بالمسدس والسيف ثم يسبح ويجري للعودة إلى رفاقه، وترجم المصري أحمد الجندي هذا التخيّل بإحرازه ذهبية أولمبياد باريس السبت، وتحطيمه الرقم القياسي العالمي.
واعتبر الإغريق القدامى الخماسي حدثاً مهماً، لأن المتنافسين كان عليهم التفوّق في مزيج من المهارات البدنية والحركية، بما في ذلك السرعة والقوّة وخفّة الحركة والقدرة على التحمّل.
وشهدت المسابقة منذ اعتمادها في أولمبياد 1912 تغييرات عديدة، يبدو أنها ستستمر في أولمبياد لوس أنجلوس عام 2028، بهدف رفع شعبية الرياضة وزيادة معدل الحضور الجماهيري بحسب المنظمين، وعلى الرغم من ذلك يطمح الجندي لإحراز ميدالية جديدة هناك.
يقول الرياضي الشاب بعد تتويجه في قصر فرساي، لقناة بي إن سبورتس: “في لوس أنجلوس سيحلّ سباق الموانع (يشبه تحدي أميريكان نينجا ووريور) بدلاً من الفروسية”، بعد ضغط من اللجنة الأولمبية لعدم تكرار حادثة ضرب الحصان في أولمبياد طوكيو.
التغلب على التحديات
ونشأ الجندي وسط عائلة رياضية ويتابع دراسته رغم التدرب على خمسة ألعاب رياضية مختلفة.
يقول الجندي: “كسبت ذهبية أولمبياد الشباب (في بوينوس أيرس 2018)، وفضية في طوكيو (2021) وذهبية في باريس، سيكون مثيراً أن أحصل على ميدالية أخرى في منافسة جديدة”.
وللمرّة الاولى أقيمت المسابقات على مدى زمني يمتد ساعة ونصف فقط، بدأ المشاركون خلالها بمسابقة فروسية لقفز الحواجز، ثم سيف المبارزة، تلاها سباق سباحة حرة لمسافة 200 متر.
وتتحوّل نتائج كل مسابقة إلى نقاط، وحسب الفوارق يتم تحديد انطلاق المسابقة الأخيرة وهي الجري لـ3000 متر يتخللها رماية بمسدّس الليزر من مسافة 10 أمتار.
والرياضي الأول الذي يقطع خط الوصول ينال الذهبية، كما حصل مع الجندي الذي أصبح أول إفريقي يحرز هذا اللقب.
وتصدّر الجندي – ابن نادي الشمس الرياضي – المسابقة من بدايتها حتى نهايتها، محاولاً عدم تكرار سيناريو طوكيو عندما نال الفضية، ويوضح: “كان هدفي من اليوم الأوّل عدم الوصول إلى سباق الليزر متأخراً كما حصل في طوكيو. وفقني الله من اليوم الأوّل في السلاح”.
ويتابع: “في نصف النهائي، حصل موقف في الفروسية لكن سيطرت على الحصان، كان بمثابة جرس إنذار لعدم التساهل، وكان يومي موفقاً في الفروسية، والسباحة، وسباق الجري والرماية”.
وسجّل الجندي 1555 نقطة، متفوّقاً على الياباني تايشو ساتو والإيطالي جورجو مالان.
وقبل شهرين من بطولة العالم في أنقرة، أصيب الجندي في مايو/أيار 2023 بخلع في الكتف، على غرار ما حصل معه قبل أولمبياد طوكيو عندما حلّ وصيفاً بفارق خمس نقاط فقط عن البريطاني جو تشونغ الذي حلّ تاسعاً السبت، ويوضح الجندي: “لم أكن قادراً على الوصول إلى هنا من دون دعم أهلي والمدربين وكل الدولة، حتى عندما كنت مصاباً كانوا يدعمونني”.
وكانت والدة الجندي تصطحبه في طفولته إلى نادي السباحة لأنه كان يعاني من الحساسية وأوصاه طبيبه بالبدء في السباحة لتحسين تنفّسه، ويقول عن ذلك: “أعجبت والدتي بفكرة ممارسة خمس رياضات وشجعتني”.
والجندي سابع رياضي في تاريخ مصر يحصل على ميداليتين أولمبيتين، وأهدى مصر ذهبيته الأولى في باريس، ويقول: “الميدالية تعني لي الكثير لأني عانيت كثيراً في آخر ثلاث سنوات على الصعيدين الجسدي والذهني بسبب الأوجاع والإصابات، وأنا سعيد لأن تلك الأوجاع لم تجبرني على التوقف”.
وعن كونه أوّل مصري يحرز ذهبية في الخماسي الحديث، قال حامل العلم المصري في حفل الافتتاح: “هذه الذهبية الوحيدة لمصر في هذه الألعاب، حصلنا على برونزية واليوم فضية في رفع الأثقال – سارة سمير التي حملت معه العلم المصري في الافتتاح- أنا فخور جداً لمنح بلادي هذه الميدالية”.
وبعد تتويجه بالفضية في طوكيو في الأولبياد السابق، قال الجندي: “الشعور رائع والميدالية ثقيلة، لم أتوقع أبداً أن تكون بهذا الثقل”.