أخبار العالم

فعاليات مدنية تطالب بتعزيزات إضافية لتأمين الفضاء الشاطئي في المغرب



مع إقبال جزء كبير من الشباب المغاربة على الشواطئ غير المحروسة خلال الفترة الصيفية تعود التحذيرات مرّة أخرى بخصوص “تفعيل جميع التدابير الممكنة لتفادي بعض العواقب التي قد تؤدي إلى الشلل أو الموت، في حال الارتطام بتكتلات صخرية لا تستطيع العين المجردة التقاطها”؛ لاسيما أن بعض الفضاءات التي تعرف إقبالاً لا تتوفر على سباحين منقذين، وهو ما يطرح أسئلة كثيرة بخصوص التعزيزات الأمنية للتصدي للسباحة في أماكن ممنوعة.

وعاينت هسبريس حالات “قفز انتحارية” من مرتفعات تشبه أبراجاً حديدية قصيرة أو رادارات ملونة بالأبيض وألوان أخرى؛ فمع أن الجهات التي وضعتها على جنبات نهر “بورقراق” سيّجتها غير أن الراغبين في القفز من الأعلى يخترقُون السياج القصير ويصعدون إلى قمتها فيقفزون مباشرة في الوادي، رغم أن المسافة بين نقطة القفز والنهر مفصولة بتكتل إسمنتي يشكل فضاء المشاة على ناصية النهر الشهير بالرباط.

تعزيز وتوعية..

عبد العالي الرامي، رئيس الرابطة الوطنية للتنمية الاجتماعية والثقافية بالرباط، قال إن “استمرار هذه التحركات المتهورة يسائل جدوى الجهود التحسيسية التي يتم بذلها بشكل مكثف من أجل حثّ المواطنين على ضرورة تجنب بعض الأماكن غير المرخصة للسباحة، على اعتبار أن الجهات المختصة لديها وعي كامل وموضوعي بشأن أسباب استثناء مناطق بعينها من قابلية الاستجمام فيها”، مسجلاً أن “هناك ملاحظات حقيقية تحتاج تعاطيا جديا من طرف جميع الفاعلين كيفما كان نوعهم، عموميين أو مدنيين”.

وأورد الرامي، مصرّحاً لهسبريس، أن “وجود تحركات انتحارية وقفزات استعراضية يستدعي تدخلاً أمنيا مكثفاً من أجل أن نتجنّب أخباراً سيئة نحن جميعا في غنى عنها”، مضيفاً أن “بعض الشباب الذين نشؤوا في بيئة قريبة من البحر تتوفر لديهم الأهلية للسباحة في أماكن قد تبدو خطيرة؛ لكن هناك من يزور المدينة ويجد الناس يسبحون في تلك المنطقة ويرغب في تجريبها؛ ويكون هذا الفعل في ثوب مغامرة، ليس مضموناً أن نتائجها ستكون سليمة بالنسبة لهذا الزائر”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “حالات الغرق في بعض الشواطئ غير المحروسة وغير المتوفرة على سباحين منقذين مشكلة تحتاج أن نتجاوزها، من خلال تشجيع الاتجاه إلى بعض الفضاءات الشاطئية الآمنة، لأن البعض يفضلون فضاءات غير محروسة لكونها غير مكتظة، وهذا خيار خاطئ أحياناً”، خالصا إلى اقتراح حلّ “التوجيه والتنبيه والتحذير والرفع من حضور السباحين المنقذين، لنضمن الحق في الاستمتاع وأيضاً الحفاظ على حياة المواطنين”.

جذور سياسية

عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، قال إن “هذه المطبات التي نعيشها، ومنها الغرق في السدود والوديان والأنهار، تطرح أسئلة كثيرة بخصوص استثمار الدولة في الشباب”، مضيفاً أن “هناك فشلا ذريعا”، وأن “الوزارة لم تكن مسؤولة بخصوص وضع برامج بسقف عال لم تجد طريقها إلى تطبيق فعلي على أرض الواقع، فظلت مشاكل الشباب تراوح مكانها، وظل الغرق وانتشار المخدرات والإقبال على الغوص في مناطق خطيرة بشكل انتحاري كلها إشكالات عالقة وحارقة نراها أمام أعيننا وتتقاطر علينا كأخبار”.

وتابع زيات، ضمن تصريحه لهسبريس، بأن “الإستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب كان يمكن أن تحلّ هذه المعضلات التي تعاني منها شريحة مجتمعية حساسة وحيوية”، معتبراً أن “مغامرة الشباب بالسباحة في هذه الأماكن رغم أنهم يعون مسبقاً خطورتها راجعة إلى غياب التأطير والتكوين وحسن التربية؛ لكن التراجعات التي تطبع السياسات العمومية فاقمت هذه الروح الانهزاميّة التي جعلت الشباب يغامرون في هذا الشكل من السباحة”، وفق تعبيره.

وشدد المتحدث عنيه على أن “الرؤية المتعلقة البرامج الوطني للتخييم تحتاج التطوير، وأن نرفع العدد عوض تقليصه؛ فالرهانات المعلقة اليوم على هذا الجيل عالية، وتحتاج تقوية الدور المواطناتي لهذه الفئة وتقوية شعورها بالانتماء للوطن والرغبة الأساسية في خدمته من خلال توفير فضاءات تصلح للاستجمام، وتأهيل الشواطئ لتكون نموذجية ومغرية”، خالصا إلى وجوب “التفكير الإستراتيجي في هذا الموضوع من جميع مداخله التحسيسية والأمنية والتنموية والتربوية والثقافية كمنطلقات للإصلاح وللقضاء على كل ما يتهدد شباب المملكة المغربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى