مجموع طيور “الحبارى” المهددة بالانقراض يسجل الاستقرار في المغرب
أوردت منصة “بيرد غايد” المتخصصة في تتبع وضعية الطيور بالعالم، خصوصا النادرة منها، أن أعداد طائر الحبارى أو “Chlamydotis” بالإنجليزية تبقى مستقرة إلى حدود الساعة بالمغرب، بعد أن كانت متراجعة في ما سبق، إذ تم سنة 2023 تعداد ما يصل إلى 70 من هذه الفصيلة من الطيور.
وأضافت “بيرد غايد”، التي استندت إلى تقرير حديث لمؤسسة “أورنيدو ميديا”، أن “أعداد طائر الحبّارى بالمغرب استقرت سنة 2015 عند رقم 50، قبل أن ترتفع نسبيا إلى 70 سنة 2023، وهي بمثابة زيادة طفيفة تلت انخفاضا طويل الأمد”.
ويبقى طائر الحبارى نادرا بالمغرب ومهددا بالانقراض، إذ يبقى تواجده بالمغرب مقتصرا على منطقتين فقط، هما ثلاثاء ريصانة بإقليم العرائش ومنطقة عراوة بعمالة طنجة أصيلة. فيما كان المُتوفرُ من هذه الفصيلة الطائرة تقريبا 100 طائر خلال بداية الألفية الحالية، قبل أن يتراجع العدد ويرتفع مجددا.
وبحسب المصدر ذاته “تُواجه هذه الأصناف تحديات، بما فيها الصيد غير المشروع، وتفتت الموائل، والاصطدام بالتجهيزات الكهربائية السلكية، وهي التهديدات نفسها التي تواجهها بأوروبا، حيث تتوزع بشكل متباين، مقابل تراجعها بعدد من المناطق”؛ كما ذكر أنه “تم إجراء تعداد جزئي أوائل مارس من السنة الجارية من قبل ثلاثة مراقبين عن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، والمعهد العلمي للرباط، من خلال إعادة زيارة موقع تمت فيه ملاحظة أنثييْن عام 2023، وإحصاء أهم مناطق الصيد في البلاد”.
وتبعا لذلك يورد المصدر سالف الذكر أن “عملية الرصد في المنطقة الجنوبية لتواجد هذا النوع من الطيور لم تخرج بنتائج حيّة، فيما تم رصد ذكور وإناث بالموقع الثاني الواقع أكثر بالشمال”، مبينا أن “النتيجة المتوصل إليها في نهاية المطاف تدعم النتائج المشجعة للتعداد الوطني الذي أجري سنة 2023، الذي أظهر أن عدد الطيور زاد إلى نحو 70 طائرا مقابل 50 طائرا سنة 2015”.
وكمعلومات عن طائر “الحبارى” تورد بوابة القنص والقناص بالمغرب “شاص” أن طول جناحي الذكر يتراوح ما بين 600 و705 ملمترات، في حين يتراوح بالنسبة للإناث ما بين 530 و580 ملمترا. أما بالنسبة للوزن فالذكور تزن ما يصل إلى 5,86 كيلوغراما تقريبا، بينما تزن الإناث ما بين 4,5 و4,75 كيلوغراما.
وطيور الحبارى تستعين في تغذيتها على الأعشاب خلال فصل الشتاء، وعلى الثمار والبذور والبراعم والمحاصيل الزراعية خلال فصل الربيع، في حين تكتفي خلال فصليْ الصيف والخريف بالخنافس والصراصير والجراد والعناكب والعقارب.
وزكّى عبد الغني ميدة، مهتمٌّ بالبيئة ومصور برية، ما جاء في التقرير الذي نشرته كل من “بيرد غايد” و”أورنيدو ميديا”، إذ لفت إلى أن “وصول الطائر في آخر تعداد له السنة الماضية إلى 70 هو بالفعل ما يعني أنه من النوادر، فيما ارتفع منسوب تكاثره شيئا فشيئا منذ 2015 إلى اليوم”.
وذكَر ميدة، الذي سبق أن اشتغل على الموضوع فوتوغرافيا، في تصريح لهسبريس، أن “الارتفاع الطفيف المسجل في أعداد طيور الحبارى بالمغرب، خصوصا بالمنطقة الشمالية التي يتموقع بها، لا يعني أنه قد ينجو من الانقراض، إذ يبقى دائما ضمن الأصناف النادرة التي تواجه مخاطر، بما فيها القنص رغم منعه”.
من جهته قال زكرياء الأزور، باحث متابع للموضوع، إن “السبب الرئيسي وراء ندرة طائر الحبارى هو استعمال المبيدات الحشرية على مستوى الحقول الزراعية بالمناطق التي يتواجد بها، إذ يحتاج صغير هذه الطيور إلى هذه الحشرات، فضلا عن سبب ثانٍ يتعلق بالخطوط الكهربائية ذات الضغط العالي، إذ لوحظ أن هذا النوع من الطيور لم يعد بمنطقة تاهضارت منذ إنشاء خطوط القطار فائق السرعة”.
الأزور أكد في تصريح لهسبريس أن “من مبررات ندرة الطائر كذلك أن الأنثى تبيض بيضتين في السنة، وفي أحسن الأحوال يتم إنجاح حضانة بيضة واحدة، خصوصا في ظل هذه الظروف البيئية الحالية”، لافتا إلى أن “ارتفاع عدد هذه الطيور من 50 إلى 70 طائرا بالمغرب ما بين 2015 و2023 راجع إلى برنامج سبق اعتماده، يتشدد ضد القنص العشوائي”.
مفصلا في هذه النقطة بيّن المتحدث ذاته أن “هناك ترصدا من قبل بعض الصيادين لهذا النوع من الطيور، خصوصا من بين العارفين بمواقع تواجده وأنماط ترحاله، ما يبقى من أبرز العوامل المهددة له خلال الوقت الراهن، فيما يظل نوعا حساسا ومن الوارد انقراضه”.