أخبار العالم

خبيران يفسران الارتفاع البارز لأسعار اللحوم والسردين في أسواق المغرب



الطبقتان المتوسطة والفقيرة بالمغرب أضحت في ورطة أكبر بعد تسجيل زيادات في أسعار اللحوم البيضاء والحمراء والسردين بالأسواق خلال مسوم صيف الجاري.

وبعدما كان ارتفاع الأسعار مقتصرا بشكل كبير على أسعار اللحوم الحمراء، جاءت الدواجن لتعلن هي الأخرى انضمامها بسبب ارتفاع الطلب، وعوامل أخرى، و”سمك الفقراء” هو الآخر لا يزال يحلق عاليا.

وأمام موجة الغلاء هذه، تعود من جديد، وفق خبراء اقتصاديين، إكراهات السوق المغربية وتداخل المضاربين، تزامنا مع استمرار آثار الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج وغيرها من العوامل التي أصبحت تهدد بشكل مباشر “قفة المواطن”.

وفي مقابل ارتفاع أسعار المواد الأساسية من اللحوم، يلاحظ المواطنون من الطبقتين المتوسطة والفقيرة ارتفاعا في أسعار الفواكه الباردة، والتي باتت “بعيدة المتناول عليهم هذا الصيف”.

وقال مصطفى الكتاني، خبير اقتصادي، إن “غلاء اللحوم الحمراء والبيضاء والسردين مرتبط بعملية ارتفاع تكاليف الإنتاج؛ وبالتالي ارتفاع أولي للأسعار، بعدها انخفاض الاستهلاك، وتراجع أرباح المهنيين، وأخيرا الرفع من جديد في الأسعار لتغطية الخسائر”.

وأضاف الكتاني لهسبريس أن هذه العملية المركبة “تؤكد خطورة التضخم، في ظل غياب جهود حكومية واضحة وفعّالة لمواجهة هذا الوضع”، موضحا أن “المواطن البسيط يواجه هذا الوضع لوحده، والغلاء هذه السنة وضع جميع الطبقات باستثناء نسبة من الميسورين في خانة المتأثرين”.

وتابع: “ارتفاع سعر السردين من جهة سببه عدم قدرة المواطنين من الطبقتين المتوسطة والفقيرة شراء الأسماك الأخرى غير هذا النوع، ومع ارتفاع الطلب عليه زاد سعره، وبعدما تراجع الطلب رفع المهنيون الأسعار لمواجهة الخسائر”، مشددا على أن “الأمر ذاته حدث مؤخرا مع الدجاج، حيث المواطن نفر من اللحوم الحمراء”.

وشدد الكتاني على أن المواطن المغربي حاليا من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، يعيش وسط “حصار اقتصادي كبير”، وهو يحاول تأمين حاجياته الغذائية الأساسية، لافتا إلى أن “الجهود الحكومة لا تزال محتشمة، وضعيفة لمراقبة الأسعار”.

وأفادت أرقام مندوبية التخطيط لشهر يونيو المنصرم بأن ” متوسط الاستهلاك السنوي للأسر المغربية يقدّر بـ55,8 كيلوغرامات من اللحوم الحمراء”.

وفق المصدر ذاته، فإن “الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك سجل، في شهر ماي المنصرم، ارتفاعا بنسبة قاربت 0.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنصرمة”.

ومن وجهة نظر ياسين اعليا، خبير اقتصادي، فإن “ارتفاع الأسعار اللحوم البيضاء والحمراء والسردين سببه من جهة الجفاف وغلاء العلف وغيرها من عوامل الإنتاج، ومن جهة أخرى عشوائية السوق المغربي الذي يعرف تدخلا كبيرا للمضاربين”.

وأضاف اعليا لهسبريس أنه، في ظل هذا الوضع، “المواطن البسيط يعيش، بالفعل، وسط حصار قاس من الغلاء؛ فأصبح من الصعب على العديد من الأسر تأمين حاجياتها الأساسية من اللحوم بالشكل الكافي”.

وأورد المتحدث عينه أن الأسر الفقيرة، هذا الصيف، ومع الأسعار الحالية، أصبح “شبه مستحيل عليها أن تؤمن كمية محترمة من اللحوم”، مشددا على أن “تنظيم السوق بشكل فعلي أصبح ضروريا”.

وتابع: “دعم المربين أيضا واجب على الحكومة تفعيله بشكل استعجالي في هذه الفترة، والبحث عن حلول جذرية تخرج من حلقة الاستيراد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى