سلطات إسبانيا تتصدى لطلبات اللجوء المفبركة من قبل نشطاء البوليساريو
منذ تغير موقفها من قضية الصحراء لصالح الطرح المغربي، أصبحت إسبانيا تتعامل بحزم مع طلبات اللجوء وترفض تلك التي يتقدم بها بعض الأشخاص المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة الذين يتقدمون بهذه الطلبات تحت ذريعة مبررات عديدة بدعم من بعض الجمعيات المحسوبة على البوليساريو.
وفي هذا الصدد، رفضت السلطات الإسبانية منح اللجوء لـ”صحراوييْن” وصلا أخيرا إلى المملكة الإيبيرية من أجل “تلقي علاج طبي” ادعيا أن السلطات المغربية لا تقدمه، كما اشتكيا مما وصفاه بـ”نقص الرعاية الصحية” في المدن الجنوبية للمغرب، حسب ما كشفت عنه وسائل إعلام محلية.
وسجلت وسائل الإعلام المحلية سالفة الذكر إلى أن الشخصين المعنيين القادمين من مدينة العيون تقدما بمجرد وصولهما إلى مدريد بطلبات لجوء عن طريق محامية دعمت هذه الطلبات بتقارير طبية توثق لما أسمته “الإعاقة العقلية والجسدية للطالبين”؛ غير أن وزارة الداخلية الإسبانية رفضت منحهما اللجوء.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن “أربعة شبان صحراويين وصلوا في الأسابيع الأخيرة إلى إسبانيا وتقدموا بطلب للجوء في المطارات الإسبانية”، تحت ذريعة ما سُمي بـ”القمع” الذي يتعرضون له في المغرب.
فبركة حقوقية
قال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، إن “السلطات الإسبانية غيرت، في الآونة الأخيرة، من طريقة تعاطيها مع طلبات اللجوء التي يقدمها بعض من يسمون أنفسهم بالنشطاء الذين يدعون تعرضهم للاضطهاد في المغرب، خاصة أنه لا توجد في المغرب اليوم أي مبررات لطلب اللجوء في دولة أخرى، إذ تضمن السلطات المغربية لجميع المواطنين التمتع بحقوقهم المتضمنة في الدستور وفي المواثيق والمعاهدات الدولية المصادق عليها”.
وأضاف مسعود متحدثا لهسبريس أن “إسبانيا تفطنت إلى أن البعض يقوم بفبركة الملفات الحقوقية واستغلال صفة الناشط الحقوقي من أجل تسهيل هجرته واستفادته من الامتيازات المترتبة عن وضعية اللجوء؛ وبالتالي بدأت تقطع الطريق على محاولات الاحتيال على عدالتها وسلطاتها، خاصة أن المناخ الحقوقي في المغرب تحسن بشكل كبير”، لافتا إلى أن “هناك أشخاصا داعمين للبوليساريو في المدن الجنوبية للمملكة ويسافرون إلى الخارج بكل حرية ولا يتعرضون لأية مضايقات أو انتهاكات حقوقية”.
وسجل الفاعل الحقوقي ذاته أن “البوليساريو ومعها بعض الجمعيات المحسوبة عليها في إسبانيا تحاول دائما استغلال مثل هذه الوضعيات واللعب على الوتر الحقوقي من أجل إحراج الدولة والعدالة الإسبانيتين، من خلال صنع وقائع حقوقية غير صحيحة واستقدام بعض الأشخاص من الأقاليم الجنوبية للمغرب واستغلالهم في الضغط على الحكومة في مدريد؛ غير أن الأخيرة بدأت في إغلاق الباب في وجه هذه الجمعيات والمنظمات”.
إغراق إسبانيا
قال عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة “أفريكا ووتش”، إن “حالات المطالبة باللجوء في المطارات الإسبانية تلجأ إليها ممثليات البوليساريو بإسبانيا للضغط على صانعي القرار الإسباني في علاقة بقرب تنظيم استحقاقات دولية كدورات مجلس حقوق الإنسان، إذ يتم تقديم مبررات وأساليب عديدة لقبول لتلك الطلبات؛ من قبيل حق الصحراويين في تقرير المصير المفضي للانفصال عن المغرب، وتنظيم وقفات احتجاجية أمام إدارات سيادية لتحريض فئات الشعب الإسباني على حكامهم من أجل تمرير أجندات ترتبط بمصالح منظمي تلك الاحتجاجات والجمعيات التي يشرفون عليها في تواطؤ مع ممثلي البوليساريو”.
وأكد المصرح لهسبريس أن “هذه المسوغات لا تستقيم مع واقع الحال في الأقاليم الصحراوية ومخيمات تندوف، حيث إن حالة الحقوق والحريات في وضع جيد جنوب المغرب، ولم تستطع أية جهة إسبانية كانت أو تابعة لتنظيم البوليساريو بما في ذلك الجمعيات التابعة له أن تثبت وجود وضع مأساوي لحقوق الإنسان بإقليم الصحراء، أو تأكيد مزاعم يروج لها خارج إطار الحقيقة والرصد والتوثيق المرتبطين بما يحصل على الأرض عوض اختلاق الأخبار الزائفة لاستدرار الدعم الخارجي ومحاولة توريط الدولة المغربية في ملفات يعرف الأجانب عدم صدقيتها”.
وأرجع رئيس منظمة “أفريكا ووتش” لجوء بعض الشباب إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، تحت مبررات سياسية، إلى “رغبتهم في الحصول على معاملة تفضيلية لتسوية وضعيتهم القانونية بالديار الإسبانية والحصول على إعانات إنسانية دون اللجوء إلى العمل في مهن شاقة”.
وشدد المتحدث عينه على أن “بعض الجمعيات الداعمة لأطروحات البوليساريو تتنافس فيما بينها لإغراق إسبانيا بشباب غير مؤهل علميا ومهنيا لتكثير سواد منتسبيها بإسبانيا طمعا في رضا القيادة واستغلالهم كوقود في المظاهرات والأشكال الاحتجاجية في الكثير من المناطق الأوروبية، في إطار حرب المواقع بين قادة تلك الجمعيات”.