معارض الصيف تنعش تعاونيات نسوية
تشكل الملتقيات الثقافية ومعارض المنتجات المجالية، التي تنظم خلال العطلة الصيفية على هامش المهرجانات التي تشهدها العديد من المناطق المغربية، فرصة بالنسبة للتعاونيات النسائية من أجل تحقيق انتعاش اقتصادي والبحث عن زبناء، خاصة في ظل الدينامية السياحية التي تشهدها المملكة خلال هذه الفترة؛ وبالتالي المساهمة في إشعاع المنتج المحلي على المستويين الوطني والدولي.
كما تشكل هذه التظاهرات مناسبة تواصلية بامتياز تلتقي خلالها مختلف التعاونيات من مختلف ربوع المملكة من أجل عرض منتجاتها وتبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على مختلف المستجدات ذات العلاقة بالاقتصاد الاجتماعي التضامني وكذا الاستفادة من التكوين والتأطير واللقاء بمختلف الفاعلين والشركاء المؤسساتيين والخواص.
في هذا الصدد، قال العربي عروب، رئيس الشبكة الإقليمية للاقتصاد الاجتماعي التضامني بتزنيت، إن “الملتقيات والتظاهرات والمعارض التي تنظم خلال موسم الاصطياف في عدد من المناطق، هي أولا مناسبة لتجديد اللقاء ما بين الزبناء والتعاونيات وهي أيضا مناسبة بالنسبة لهذه الأخيرة لتحسين الدخل والمردودية؛ بالنظر إلى الحركية السياحية التي تشهدها البلاد خلال العطلة الصيفية”، مضيفا أن “هذه الفعاليات تشكل أيضا فرصة للتعريف بالمنتجات المجالية والمهن ذات الحمولة الثقافية”.
وسجل عروب متحدثا لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “هذه التظاهرات الصيفية هي ظاهرة صحية تساهم في التبادل الثقافي والمعرفي بين التعاونيات من مختلف الجهات وفي اللقاء بالمنتجين والموزعين والمؤسسات والاطلاع على مختلف المستجدات ذات العلاقة بالحرف أو المهن وكذا بالإدارة والتسيير والتسويق وكل ما له علاقة بالعمل التعاوني عموما”.
في سياق مماثل أشار إلى أن “هذه التظاهرات يجب ألا تقتصر فقط على فترة الصيف، خاصة أن الزخم الكبير الذي يعرفه تنظيم المهرجانات والمعارض في هذه الفترة ينطوي على نوع من إهدار للفرص بالنسبة للتعاونيات، حيث إن تنظيم عدد كبير من هذه الفعاليات في زمن قصير يفرض ضغطا على الوحدات التعاونية ويحرمها من المشاركة في جميع المعارض والملتقيات؛ وبالتالي يجب تقاسم الأدوار بين الأقاليم والجهات في تنظيم هذه التظاهرات، على مدار السنة وليس فقط خلال الصيف”.
من جهتها، قالت حبيبة أحداد، رئيسة تعاونية “سمراء المعدر الفلاحية”، إن “المعارض والمهرجانات الصيفية تشكل فرصة للتعاونيات من أجل عرض منتجاتها والبحث عن زبائن جدد إضافة إلى التعريف بالمنتوج المحلي”، مضيفة أن “التعاونيات النسائية وبالإضافة إلى الانتعاشة الاقتصادية التي تحققها خلال هذه الفعاليات، فإنها تستفيد أيضا على هامشها من حصص تكوينية تهم أساسا مجال التسويق والبحث عن الشركاء وشروط الحصول على شواهد السلامة الصحية”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، في تصريح لـ هسبريس، أن “إقبال السياح الأجانب على معارض المنتجات المجالية، التي تنظم خلال العطلة الصيفية في عدد من المناطق في المغرب، يساهم في الإشعاع الدولي لهذه المنتجات وفي إيجاد شركاء وطنيين ودوليين يتم التعامل معهم على مدار السنة؛ وبالتالي ضمان استمرار التعاونية وضمان دخل قار للنساء العاملات بها”.
وخلصت إلى أن “هذه المناسبات الموسمية هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة للتعاونيات، التي يجب عليها بدورها ألا تقتصر على هذا النحو التسويق التقليدي؛ بل أن تنخرط في التسويق الرقمي عبر المنصات والتطبيقات المختلفة، خاصة أن هذا النوع من التسويق بات ضرورة حتمية تفرضها تطورات العصر. وقد بدأت العديد منها، بالفعل، في الانخراط في هذا المسار، الذي يمكن أن يوفر أيضا فرص شغل للشباب المدرب والمؤهل في هذا المجال”.