مسيرة ضخمة بالرباط تندد باغتيال هنية وتتضامن مع الشعب الفلسطيني
أدى آلاف المغاربة بشارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، اليوم السبت، صلاة الغائب على روح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، عقب مسيرة شعبية نددت باغتياله فجر الأربعاء بالعاصمة طهران، وجددت رفض المشاركين استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تلبية “للوصية الأخيرة” لزعيم الحركة الفلسطينية بجعل 3 غشت يوما عالميا لنصرة القطاع والأسرى الفلسطينيين.
وبمعية قيادات من مختلف الأطياف السياسية والفكرية صدحت حناجر المشاركين خلال المسيرة بشعارات قوية، من قبيل: “قال القائد اسماعيل هذا النهج ولا تبديل. ولو خضعت كل الدنيا لن نعترف بإسرائيل”، “إسماعيل ترك وصية لا تنازل على القضية”، “هنية عليك يا هنية شهيد سفير القضية”، آبين أيضا إلا أن يحاكوا تشييع زعيم الحركة الفلسطينية المغتال، ومناداة الفصائل الفلسطينية المسلحة بـ”عدم التراجع والاستسلام”، ومغتنمين المناسبة لتجديد مطالب مسيرات سابقة نصرة للقضية الفلسطينية بـ”إسقاط التطبيع” مع الدولة العبرية.
نعي صديق للمغرب
مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، أكد أن “إسماعيل هنية كان قائدا وطنيا عظيما من كبار أصدقاء المغرب، وكانت له مواقف في صف المملكة المغربية طيلة العشرين سنة الماضية؛ ولهذا فقدانه ليس بالسهل”، مستدركا بأن “اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رغم كونه رزءا كبيرا فإنه يظل تأسيسا لمرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية”.
وأضاف الخلفي في تصريح لهسبريس: “مسيرة اليوم هي مسيرة وفاء وتعبير من المغاربة عن التنديد بجريمة الاغتيال الشائنة التي قام بها الكيان الصهيوني، التي تعقب 300 يوم من حرب إبادة نازية يشنها في قطاع غزة”، مشيرا إلى أن “هذا الكيان فشل طيلة هذه المدة في أن يهجر الشعب الفلسطيني، وهو أكبر إنجاز للفلسطينيين في هذه الحرب، كما فشل أيضا في تحرير أي أسير من أسراه المحتجزين في قطاع غزة، بالنظر إلى صمود فصائل المقاومة الفلسطينية”، لافتا إلى أن “إسرائيل راهنت على تشتيت وحدة الصف الفلسطيني، إلا أنها فشلت أيضا عقب توقيع كافة الفرق الفلسطينية اتفاق وحدة في بكين، أخيرا”.
من جهته قال إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية: “إن المسيرة الشعبية التي نحن بصددها تتويج للمسيرات التي لم تتوقف منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة؛ وهي بمثابة نعي للقائد الشهيد إسماعيل هنية وكافة الفلسطينيين الذين أسقطهم الكيان الغاصب، الذي أنبت داخل الجسم العربي والإسلامي”، مضيفا: “المسيرة مناسبة للتأسف أيضا على الصمت والغياب العربي في جنازة هنية الذي كان قائدا وطنيا ومنتخبا من طرف الشعب الفلطسيني”.
وأضاف الأزمي في تصريح لهسبريس: “نتأسف بالمناسبة للجرائم التي ترتكب بمباركة أمريكا، التي نعتبرها شريكة، والخزي والعار لنوابها الذين استقبلوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ المجرم الذي يجب أن يحاكم في المحاكم الدولية نظير استمراره في تجويع وقتل الفلسطينيين في قطاع غزة”، وزاد: “نؤكد بهذه المسيرة اليوم على الدعم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة، وأننا نعيش معهم كل مآسي القتل والتهجير التي يتعرضون لها منذ عشرة أشهر”.
وأكد المتحدث عينه أنه “لم يكن ينبغي أن تغلق دورات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتقول كلمتها وتستهجن وتستنكر، وتطالب بوقف العدوان الإسرائيلي في فلسطين”، موردا أن “التاريخ سيسجل على الولايات المتحدة كل الدعم الذي قدمته للإبادة الصهيونية في غزة”.
“اغتيال الأمل”
أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، قال أن “المغاربة بغض النظر عن اختلافاتهم استجابوا اليوم لندائنا الذي كان نداء من أجل مسيرة للتضامن مع فلسطين؛ وهو نداء بطعم خاص، إذ يتماشى مع وصية هنية قبل وفاته بجعل يوم الثالث من غشت يوما عالميا للتضامن مع فلسطين ونصرة غزة والقدس والأقصى”.
وأضاف الرمال في تصريح لهسبريس أن “إسماعيل هنية أعطى قدوة حسنة، واغتياله هو اغتيال للأمل في السلم، واغتيالُ كل شيء”، وتابع: “كان معروفا برزانته وكان رجلا متميزا؛ فالله عز وجل اختاره لأنه كان يطلب الشهادة طلية حياته ونضاله من أجل تحرير فلسطين”، مردفا: “عبر هذه المسيرة نعبّر عن رفضنا المطلق لأي علاقة مع الكيان؛ سواء تعلق الأمر بسفارة أو مكتب اتصال، لأننا ندرك أنه لا هناء ما دام الكيان حاضرا بأرض الأٌقصى”.
أما علي بوطوالة، نائب الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار، فقال: “تلقينا خبر اغتيال الشهيد إسماعيل هنية بصدمة حقيقة؛ فالرجل قائد من الطراز الرفيع، وسبق أن ضحى بالغالي والنفيس، بحيث ذهبت أسرته ضحية للهجمات الإسرائيلية، وثمنا للدفاع عن القضية الفلسطينية”، مشددا على أن “جريمة من هذا الصنع تنقض ما يدعيه الكيان الصهيوني من إيلاء أهمية للمفاوضات، ورغبة في إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.
واعتبر بوطوالة في تصريح لهسبريس أن “إسرائيل تشير بفعلها هذا إلى أنها لا تريد السلام، وإنما مزيدا من قتل الفلسطينيين والعرب والإبقاء على نفسها كأكبر قاعدة عسكرية تابعة للغرب في منطقة الشرق الأوسط”، مؤكدا أن “المسيرة الشعبية مناسبة من أجل التنديد بالاغتيال والتضامن مع فلسطين، بقدر ما هي أيضا للدعوة إلى الرفع من منسوب الاحتجاجت بالدول العربية لإيقاف ما يرتكب في حق الفلسطينيين”.