حرب غزة: كيف تنتخب حركة حماس قادتها وكيف تجري انتخاباتها؟
- Author, محمد همدر
- Role, بي بي سي نيوز عربي – بيروت
منذ الإعلان عن تأسيس حركة “حماس” في غزة عام 1987 أثناء الانتفاضة الأولى، والحركة تجمع بين النشاطات السياسية والعمليات العسكرية.
إذ شاركت الحركة في الحياة السياسية عبر الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ودشّنت مكاتب في دول عربية لمتابعة الشؤون والعلاقات الخارجية.
وفازت الحركة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية بأغلبية الأعضاء عام 2006، ثمّ فرضت لاحقاً سيطرتها على القطاع بعد اشتباكات مسلّحة مع حركة فتح.
وتصدر قرارات الحركة عبر المكتب السياسي – الهيئة التنفيذية – الذي نشأ في نهاية الثمانينيات.
عسكرياً، انخرطت الحركة وإسرائيل في أعمال عنف ومواجهات منذ الثمانينيات وحتى الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة التي أعقبت الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تخلّل تلك المواجهات استهداف إسرائيل عدداً من قادة الحركة الميدانيين والسياسيين أيضاً.
واغتالت إسرائيل رئيس الحركة في غزّة وأبرز مؤسسيها الشيخ أحمد ياسين في مارس/آذار 2004.
وبعد شهر نصف تقريبا قامت إسرائيل باغتيال عبد العزيز الرنتيسي الذي خلف ياسين في منصبه.
في عام 1997 حاولت إسرائيل اغتيال خالد مشعل الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس المكتب السياسي للحركة.
وقالت حماس إنّ إسرائيل اغتالت إسماعيل هنية في طهران صباح يوم 30 يوليو/تموز، لكنّ إسرائيل لم تعلّق حتى الآن على ما حدث.
فما هو المكتب السياسي وماذا نعرف عن هيكل حماس التنظيمي؟
مجلس الشورى – الهيئة التشريعية
يضمّ المجلس نحو 50 عضواً يمثلون حركة حماس في الداخل الفلسطيني والخارج، أي الدول التي تتواجد فيها حركة حماس.
ويشارك أعضاء الحركة في المناطق في اختيار أعضاء مجلس الشورى.
وتقسّم حماس مناطق عملها انتخابياً إلى أربعة: الضفة الغربية وقطاع غزّة والسجون والخارج.
ويضم مجلس الشورى أعضاء المكتب السياسي.
ولا تتوفر معلومات كثيرة عن الهيكلية التنظيمية في الحركة، نظراً للسرية التي تحيط بنشاطاتها وحركة قادتها، وللتعقيدات التي تواجه التنسيق بين أعضائها في الداخل والخارج وفي السجون.
وتجري الحركة انتخاباتها العامة كلّ أربع سنوات، تنتخب خلالها مجلس الشورى وأعضاء المكتب السياسي الذين ينتخبون رئيس المكتب ونائبه بالإضافة إلى رؤساء المناطق الثلاث: غزّة والإقليم والخارج.
ولا يحقّ لأي رئيس أو مسؤول داخل الحركة، البقاء في منصبه أكثر من ولايتين.
المكتب السياسي – أعلى سلطة قيادية
تأسّس المكتب السياسي – الهيئة التنفيذية – عام 1989، وفق ما يذكر مهيب سليمان أحمد النواتي، في كتابه “حماس من الداخل” الصادر عام 2004.
وكان صاحب فكرة تأسيس المكتب القيادي موسى أبو مرزوق، أحد الوجوه المشاركة في مرحلة تأسيس التنظيم، وذلك بعد موجة اعتقالات إسرائيلية طالت قيادات، منها رئيس الحركة الشيخ أحمد ياسين الذي لم يفرج عنه حتى عام 1997.
ويصوّت أعضاء مجلس الشورى في الداخل والخارج، لاختيار أعضاء المكتب ورئاسته في انتخابات معقّدة وسرّية نظراً للتهديدات الأمنية التي تواجه قيادات الحركة.
وتولّى أبو مرزوق منصب أول رئيس للمكتب السياسي من 1992 إلى 1996.
وتسلّم خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي من 1996 إلى 2017، وانتخب اسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي خلفاً لمشعل عام 2017.
وشهدت انتخابات 2021 تعيين 16 عضواً في المكتب السياسي، مع حفاظ هنية على منصبه كرئيس للمكتب السياسي وانتخاب صالح العاروري نائبا له، وبقاء يحيى السنوار في منصبه رئيساً للحركة في غزة.
لكنّ حرب غزّة الحالية شهدت مقتل كلّ من صالح العاروري في بيروت مع بداية هذا العام، وإسماعيل هنية فجر الأربعاء في طهران، في هجومين اتهمت حماس إسرائيل بتنفيذهما.
كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري
تفيد أدبيات حركة حماس بأن النشاط العسكري للحركة انطلق في منتصف الثمانينيات، قبل الإعلان عن التأسيس السياسي، تحت اسم “المجاهدون الفلسطينيون”.
وشارك صلاح شحادة، مؤسّس الجناح العسكري وأول قائد له، في تأسيس حركة حماس منذ البداية، وتحديداً في اجتماع جرى في منزل الشيخ أحمد ياسين في غزّة قبل صدور البيان الأول.
واتخذ الجناح العسكري اسم “كتائب عز الدين القسام” عام 1992، وظلّ صلاح شحادة قائده حتى اغتياله عام 2002.
واغتالت إسرائيل قيادات مهمة في الجناح العسكري أهمهم صلاح الجعبري وجمال صعب ويحيى عياش وأيمن نوفل الذي قُتل في بداية الحرب الحالية .
ومن بين أبرز الأسماء الحالية في كتائب القسام، قائدها محمد الضيف الذي تقول إسرائيل إنها استهدفته في هجوم بغزة مؤخراً في إطار الحرب في غزة، وتنفي حماس التقارير التي تحدثت عن مقتل الضيف.
كما أعلنت إسرائيل منذ أشهر عن مقتل مروان عيسى، نائب الضيف، و لم يصدر عن حماس أي بيان يؤكد هذه المزاعم.