إسماعيل هنية: “مقتل زعيم حماس: الشرق الأوسط يحوم حول الهاوية” – في الغارديان
حظي مقتل اسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، وتداعياته باهتمام واسع في الصحافة، حيث تناولته العديد من الصحف في افتتاحياتها وفي صفحاتها للرأي.
نبدأ عرضنا للصحف من صحيفة الغارديان البريطانية، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “مقتل زعيم حماس: الشرق الأوسط يحوم حول الهاوية”.
وتقول الصحيفة إن الآمال الباهتة في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة تلاشت، في الوقت الحالي على الأقل، باغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، في طهران. وتضيف أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن مقتل هنية، لكن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، سارع بالتعهد بالانتقام.
وترى الصحيفة أنه “إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تعزز قدرتها على الردع، فمن المؤكد أن المزيد من القتل سوف ينجم عن ذلك، خاصة في غزة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر، الوسيطة في عملية التفاوض، “قالت إن محادثات وقف إطلاق النار من غير المرجح أن تتقدم عندما يموت المفاوض”.
وتُضيف الصحيفة “أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أصدر مذكرة اعتقال ضد هنية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولكنه كان يُنظَر إليه باعتباره أكثر براغماتية نسبياً من زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار”.
وتوضح الصحيفة أن إيران “لن تشعر بأنها تستطيع تجاهل هذا الهجوم، الذي وقع بعد وقت قصير من حضور هنية لتنصيب رئيسها الجديد، مسعود بزشكيان، فبدلاً من استعراض قوتها في التجمع الكبير لحلفائها، تعرضت طهران للإهانة بسبب إخفاق استخباراتي صارخ في وقت من المفترض فيه أن يكون الأمن مُشدداً”.
وتعطي الصحيفة تصوراً حول أوقات الأزمات في الأشهر الـ10 الماضية، “تجنبت فيها المنطقة نشوب حرب إقليمية شاملة، نظراً لردود الفعل المحسوبة للأطراف”.
ووصفت الصحيفة الأمر بأنه “قد يعطي إحساساً زائفا بالطمأنينة؛ بل إن كل حادث يزيد من المخاطر”.
وتقول الصحيفة إنه قبل عام، “نظم مركز أبحاث في تل أبيب، بمشاركة قادة سياسيين وعسكريين سابقين من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية، نموذج لحرب افتراضية انتهت بصراع إقليمي ضخم”.
وخلص أحد المنظمين إلى أنه “لا توجد آلية جيدة لإرسال الرسائل عبر القوة العسكرية”، ولكن مع انشغال الولايات المتحدة بقضاياها الداخلية، وانشغال أوروبا بأوكرانيا، أصبحت الجهود الدبلوماسية متعثرة أيضاً، وفق الصحيفة.
وتختتم الصحيفة قائلة إن اندلاع حرب إقليمية “ليس أمراً حتمياً”، مشيرة “يدرك الأطراف العواقب الكارثية التي قد تخلفها عليهم، أياً كان الفائز”.
وتؤكد الصحيفة “أنه يمكن ويجب تجنب مثل هذه الحرب، ولكن كل هجوم وهجوم مضاد يخلق مساراً جديداً نحو ذلك الصراع ويضع العقبات أمام الحلول”.
“شبح حرب إقليمية”
ونواصل مع القضية ذاتها وتحليل لعاموس هرئيل في صحيفة هآرتس بعنوان “الاغتيالات في إيران ولبنان تدفع الشرق الأوسط إلى حافة حرب إقليمية”.
ويقول الكاتب إن إسرائيل لم تعلن بعد مسؤوليتها الرسمية عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران، “ولكن من غير المرجح أن تسمح إيران بهجوم على أراضيها دون رد، كما أن مقتل هنية يقلل من فرص تحقيق تقدم في محادثات صفقة الرهائن”.
ويرى الكاتب أن ما وصفه “المحور الإيراني” في الشرق الأوسط “أصيب ليس بضربة واحدة، بل ضربتين شديدتين في غضون عدة ساعات. أولاً، قتلت غارة بطائرة بدون طيار في بيروت فؤاد شكر، ثم مقتل الزعيم السياسي لحماس، في طهران. وحتى مع عدم وجود بيان رسمي من إسرائيل حتى الآن، فمن الصعب أن نرى هذين الحدثين كمصادفة”.
ويشير الكاتب إلى أن شكر وهنية “هما أبرز شخصيتين في حزب الله وحماس قُتلتا منذ بداية الحرب، ويرى أن الهجومين يشهدان بمستوى ماهر من التخطيط وجمع المعلومات الاستخباراتية والتنفيذ؛ وكلاهما موجه إلى الدولة التي تدعم وتدير المنظمات خلف الكواليس: إيران”.
ويحذر الكاتب من “إننا قد نكون على وشك تصعيد آخر في الحرب، وهو ما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أكبر، وسوف تجد إيران صعوبة في عدم الرد على اغتيال على أراضيها. ولكن حتى الآن، بدا أن كل من إيران وحزب الله يسعيان إلى احتواء الصراع مع إسرائيل ومنعه من التحول إلى حرب شاملة”.
ويؤكد الكاتب أن هذه التطورات الأخيرة “كشفت عن ضعف المحور الإيراني، فبعد الاغتيالات الأخيرة والتي سبقتها أصبح زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار وحيدين تقريباً في القمة”.
ويتوقع الكاتب “أن يكون لمقتل هنية تأثير سلبي على المحادثات بشأن صفقة الرهائن، والتي وصلت إلى طريق مسدود تقريباً منذ شددت إسرائيل موقفها”.
ويرى الكاتب في استهداف ضاحية بيروت الجنوبية أهمية رمزية، “فهي القلب النابض لحزب الله ومعقل الشيعة في بيروت”. ويقول إن إسرائيل “فرضت على حزب الله ثمناً باهظاً باستهداف المنطقة، وهو ما لا يختلف كثيراً عن أحداث حرب لبنان الثانية في عام 2006”.
ويوضح الكاتب أنه منذ ما يقرب من الـ10 أشهر، “لم تتمكن إسرائيل من ضمان استقرار الأوضاع على طول الحدود الشمالية والسماح بعودة ستين ألف إسرائيلي إلى ديارهم. وحتى لو لم تؤد الضربة في بيروت إلى حرب شاملة، فإن استعادة الاستقرار إلى الحدود اللبنانية تبدو بعيدة المنال في الوقت الحالي”.
ويضيف أن تأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة “وصل أيضاً إلى طريق مسدود. فالحكومة والجيش الإسرائيلي بعيدان كل البعد عن حل المشاكل الاستراتيجية في الشمال، وقد فقد السكان صبرهم منذ فترة طويلة. ولم يعد إلى ديارهم سوى حفنة قليلة، وما زالت حياتهم في خطر، ولا أحد يعرف كيف ومتى سيعود الهدوء إلى الحدود”.
ويختتم مقاله “أنه في ظل هذه الظروف أصبح خطر الانزلاق في حرب شاملة حقيقياً أكثر من أي وقت مضى”.
“نتنياهو يريد أن يربح في لبنان بقوة أميركا”
وننتقل إلى صحيفة رأي اليوم، ومقال لطاهر باقر بعنوان “نتنياهو فشل في غزة ويريد أن يربح في لبنان بقوة أميركا”.
ويرى الكاتب أن الحرب في غزة “وصلت إلى نهايتها والكل ينادي بوقفها، حتى في إسرائيل”.
مضيفاً “غير أن رئيس وزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مصر على استمرارها، ويضع العراقيل أمام التوصل الى حلول” لأنه “سيظهر بأنه الشخص الوحيد الخاسر فيها، لكون جميع الأهداف التي وضعها للحرب لم تتحقق ومن بينها القضاء على حماس أو إخراج قادتها من غزة وكذلك تهجير الفلسطينيين من القطاع الى مصر أو غيرها وكذلك نزع اسلحة فصائل المقاومة الفلسطينية”، وفق ما جاء في مقال الكاتب.
ويشير الكاتب إلى أن “نتنياهو الذي أراد أن يكون بطلاً قومياً لليهود من خلال تحقيق هذه الأهداف هو الآن متورط في عملية فاشلة سيحاسبه عليها الاسرائيليون عاجلاً أم آجلاً، لأنه ليس فقط فشل في تدمير حماس بل فشل أيضاً في إطلاق سراح الرهائن الذين وقعوا بيد الفصائل الفلسطينية”.
ويوضح الكاتب أن المخرج الوحيد لنتنياهو من أزمته “سيكون من خلال إقحام الولايات المتحدة الأميركية في الحرب القائمة وهذا لن يحصل إلا بعد دخول إيران وحزب الله بشكل مباشر في الحرب”.
ويستطرد الكاتب “أن المحاولة الجديدة لنتنياهو هي جر حزب الله الى عمليات انتقام متبادلة من أجل توسعة الحرب وإقحام واشنطن فيها”.
ويعتقد الكاتب أنه لأجل تحقيق هذا الهدف “اتهم نتنياهو الحزب بتنفيذ عملية مجدل شمس وقام بضرب الضاحية الجنوبية في بيروت واستهدف القيادي في الحزب، فؤاد شكر، حتى يقول للولايات المتحدة إن إسرائيل تعمل على تحقيق الأهداف الأميركية في لبنان والمنطقة باعتبار أن شكر شخصية مطلوبة للإدارة الأميركية”.