قتلى ومصابون في هجوم أمريكي على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغداد
قُتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون في انفجارات بقاعدة تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي جنوب العاصمة بغداد.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن واشنطن نفذت غارة في العراق يوم الثلاثاء، دفاعاً عن النفس، بسبب تهديد لقوات التحالف العسكري التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عسكري، طلب عدم كشف هويته، قوله إن القوات الأمريكية نفذت ضربة جوية على “مقاتلين” جنوب بغداد، كانوا يحاولون إطلاق طائرات مُسيرة تهدد القوات الأميركية وقوات التحالف التي تقودها.
وأشار إلى أنّ القيادة المركزيّة اعتبرت أنّ المُسيّرات “تشكّل تهديدًا للقوّات الأمريكيّة وقوّات التحالف”، مضيفًا “نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس ولن نتردّد في اتّخاذ الإجراء المناسب”.
وجاء في بيان للحشد الشعبي، الذي بات حالياً ضمن الجيش النظامي، إنه “في الساعة التاسعة والنصف مساء (18:30 بتوقيت غرينتش) تعرضت قوات من اللواء 47 ضمن الحشد الشعبي لانفجار” في محافظة بابل.
وقال الحشد الشعبي الذي تستهدفه القوات الأمريكية بشكل متكرر، إن عدة أشخاص قتلوا وجرحوا، مضيفاً في بيان آخر أن “المعلومات المتوافرة تُشير إلى أن دوريتين استُهدفتا بصواريخ أطلقت من طائرة مُسيرة”.
ولم يوجه بيان قوات الحشد الشعبي أي اتهامات بشأن المسؤول عن استهداف القاعدة العراقية.
وقال مسؤول من الحشد لوكالة فرانس برس إن “أربعة قتلوا وأصيب آخرون بجروح خطيرة في انفجارات ضربت قاعدة تابعة للحشد الشعبي”، وأكد مصدر أمني أن حصيلة القتلى قد ترتفع.
وأضافت الوكالة الفرنسية نقلاً عن مسؤول الحشد الشعبي أن الانفجارات نجمت عن “ضربة جوية بأربعة أو خمسة صواريخ أصابت القاعدة”.
ويعد الحشد الشعبي جزءاً لا يتجزأ من جهاز الأمن العراقي، ويقع تحت سلطة رئيس الوزراء.
هجمات في ضوء توترات إقليمية
يأتي الهجوم على قاعدة الحشد الشعبي العراقية بعد ساعات من شن إسرائيل غارة ضد حزب الله في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي 18 يوليو/تموز، وقع انفجار في مستودعات “للدعم اللوجستي” تابعة للحشد جنوب بغداد.
وفي أبريل/نيسان، أسفر انفجار بقاعدة كالسو العسكرية التي تضم قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي في محافظة بابل، عن مقتل شخص وإصابة ثمانية.
وفي الأسبوع الماضي، أُطلِقت طائرتان مُسيرتان ضد قاعدة عراقية يستخدمها التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، دون التسبب في أي أضرار.
واستُهدفت القوات الأمريكية بالصواريخ والطائرات المُسيرة لأكثر من 175 مرة في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا، خلال ثلاثة أشهر، مع تصاعد التوترات الإقليمية بشأن حرب إسرائيل وحماس في غزة.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف جماعات مدعومة من إيران، مسؤوليتها عن غالبية الهجمات، قائلة إنها كانت تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وفي يناير/كانون الثاني، أسفرت غارة للمقاومة الإسلامية بطائرة مُسيرة عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة بالأردن، ما دفع القوات الأمريكية إلى شن عشرات الهجمات ضد المقاتلين.
ومنذ ذلك الحين، توقفت الهجمات ضد القوات الأمريكية إلى حد كبير. وسعت بغداد إلى تهدئة التوترات، وانخرطت في محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، والذي طالب الحشد الشعبي بانسحابه.
وينشر الجيش الأمريكي نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا ضمن تحالف دولي ينشر قواته في العراق بناء على طلب من الحكومة في عام 2014 للمساعدة في مكافحة تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، الذي استولى حيئنذ على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.