حادث طعن ساوثبورت: إصابة 22 ضابط شرطة في اضطرابات بعد حادث الطعن
أصيب 22 ضابط شرطة بريطاني خلال احتجاج في ساوثبورت بعد ساعات من الوقفة الاحتجاجية لإحياء ذكرى ضحايا هجوم بالسكين قتل فيه ثلاثة أطفال.
وقالت شرطة ميرسيسايد إن ثمانية ضباط أصيبوا بجروح خطيرة بما في ذلك كسور وتمزقات ويشتبه في كسر في الأنف وارتجاج في المخ.
بدأ الاحتجاج على بعد بضعة شوارع فقط من موقع الوقفة الاحتجاجية يوم الأربعاء، بالقرب من مسجد على طريق سانت لوك في ساوثبورت.
وقالت الشرطة إن المتورطين ألقوا الطوب على المسجد وأضرموا النيران في سيارات وصناديق القمامة وألحقوا أضرارا بأحد المتاجر.
وجاء الاحتجاج بعد أن قضت ثلاث فتيات صغيرات جراء هجوم “وحشي” بالسكين في ساوثبورت يوم الاثنين الماضي أثناء حضور حفل رقص ويوجا كان يحمل عنوان “تايلور سويفت”.
وأعلنت الشرطة أسماء الضحايا؛ وهم بيبي كينغ البالغة من العمر ست سنوات، وإليسي دوت ستانكومب البالغة من العمر سبع سنوات، وأليس داسيلفا أغواير البالغة من العمر تسع سنوات.
وأصيب ثمانية أطفال آخرون، خمسة منهم في حالة حرجة، جراء الحادث الذي وقع في وقت متأخر من صباح الاثنين الماضي. وقالت شرطة ميرسيسايد إن شخصين بالغين أصيبا بجروح خطيرة أيضاً.
واعتقل ضباط شرطة مسلحون رجلاً وصادروا سكيناً كانت بحوزته. وقالت الشرطة في وقت لاحق إن شاباً يبلغ من العمر 17 سنة اعتقل للاشتباه في ارتكابه جرائم قتل والشروع في القتل، مرجحة أن الهجوم لم يحدث بسبب دوافع مرتبطة بالإرهاب.
كيف وقع حادث الطعن؟
أُبلغت الشرطة عن طعن في أحد العقارات في شارع هارت في ساوثبورت قبل الساعة 11:50 صباحاً بتوقيت غرينتش الاثنين الماضي.
وقالت كينيدي إن الضباط “صدموا” عندما اكتشفوا أن العديد من الأشخاص، كثير منهم أطفال، تعرضوا “لهجوم وحشي” ويعانون من إصابات خطيرة.
وتعتقد الشرطة أن مجموعة من الأطفال كانوا يحضرون حفلاً في مدرسة للرقص عندما اقتحم مسلح بسكين المبنى وهاجم من بداخله.
ورجحت تقارير الشرطة أن شخصين بالغين أصيبا بجروح خطيرة أثناء محاولتهما “بشجاعة” حماية الأطفال من الهجوم.
وقالت أيضاً إن فتاتين تبلغان من العمر ست وسبع سنوات توفيتا في يوم الحادث، فيما توفيت فتاة ثالثة تبلغ تسع سنوات في المستشفى في وقت مبكر من صباح الثلاثاء متأثرة بجروحها جراء الهجوم.
وقالت أيضاً إن بيبي كينغ البالغة من العمر ست سنوات، وإليسي دوت ستانكومب البالغة من العمر سبع سنوات البالغة من العمر سبع سنوات توفيتا في يوم الحادث الاثنين الماضي، فيما توفيت أليس داسيلفا أغواير البالغة من العمر تسع سنوات في المستشفى في وقت مبكر من صباح الثلاثاء متأثرة بجراحها جراء الهجوم.
وقالت أسرة بيبي كينغ “لا نجد تعبر عن مدى الدمار الذي حل بأسرتنا بينما نحاول التعامل مع فقد ابنتنا الصغيرة بيبي”.
وقالت عائلة أليس، التي ينحدر والداها من ماديرا في البرتغال ولكنهم يقيمون الآن في ساوثبورت، وفقا لوزير في الحكومة البرتغالية: “استمري في الابتسام والرقص كما تحبين يا أميرتنا، وكما قلنا لك من قبل، أنت أميرتنا دائما ولا أحد يستطيع تغيير ذلك. مع حبك من والدك ووالدتك البطلين”.
بالإضافة إلى الأطفال الذين قتلوا جراء الطعن، أصيب ثمانية أشخاص آخرون بجروح ولا يزال خمسة منهم في حالة حرجة.
وأعلن جهاز الإسعاف في شمال غرب البلاد أن طواقمه عالجت 11 ضحية للحادث من إصابات جراء الطعن.
ونقل المصابون إلى مستشفيات جامعة “آينتري”، ومستشفى “ساوثبورت” و”فورمبي”، ومستشفى “ألدر هي” للأطفال.
وأضاف الجهاز أنه أرسل 13 سيارة إسعاف وموارد متخصصة من فريق الاستجابة للمناطق الخطرة (هارت) وطائرة إسعاف جوية وأطباء.
وأعلنت مستشفى “ألدر هي” عن حالة تأهب للتعامل مع حادث كبير، وطلبت من الآباء إحضار أطفالهم إلى قسم الطوارئ فقط في حالة الضرورة القصوى.
وقدم أطباء الإسعاف الجوي “رعاية طارئة متقدمة” لأحد المصابين ورافقوه إلى المستشفى عن طريق البر، وفقاً لخدمة الإسعاف الجوي “غريت نورث”.
أين وقع الهجوم؟
وقع الحادث أثناء حفل يوغا ورقص يحمل عنوان “تايلور سويفت” في مدينة ساوثبورت في ميرسيسايد على بعد حوالي عشرة أميال شمال ليفربول.
وكان الحفل يُقام في استوديو “هارت سبيس” بالقرب من مرآب لإصلاح السيارات في شارع هارت على بعد ميل تقريباً شرق وسط المدينة.
وأعلن نادي العطلات أن هذا الحدث يتضمن ورشة عمل للرقص واليوغا بالإضافة إلى صناعة الأساور، ويستهدف أطفال المدارس الابتدائية من السنة الثانية إلى السنة السادسة.
ويرجح أن جميع الأماكن في هذا الحفل – البالغ عددها 25 مقعداً حُجزت بالفعل – وحضره 25 طفلاً بالفعل.
وعلمت بي بي سي أن ليان لوكاس، التي يُعتقد أنها تبلغ من العمر 35 سنة، كانت تدير النادي المخصص لحفلات وتجمعات العطلات. ولا تزال حالتها الصحية غير معروفة، لكنها تلقت الكثير من الإشادة بشجاعتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ووضعت الشرطة الزهور والدُمى بجانب الطوق الأمني الذي أقامته في موقع الحادث، وقالت إحدى الرسائل التي وُضعت مع الزهور: “حلقوا عالياً مع الملائكة أيها الصغار”.
وقال باتريك هيرلي، عضو البرلمان عن حزب العمال في ساوثبورت، لبرنامج “توداي” على راديو بي بي سي 4، إن المنطقة استيقظت على “صدمة وحزن”، معلناً عن وقفة احتجاجية سوف تقام في المنطقة مساء الثلاثاء.
وقد جمعت صفحة على موقع “JustGiving” تسمى “Swifties for Southport”، والتي أنشأها معجبو المغنية تايلور سويفت لجمع الأموال لصالح مؤسسة “Alder Hey Children’s Charity” الخيرية، ما يقرب من 120 ألف جنيه إسترليني في شكل تبرعات منذ الساعة الثالثة عصراً بتوقيت غرينتش، الثلاثاء.
ما الذي نعرفه عن المشتبه به؟
أكدت شرطة ميرسيسايد، أن ضباط شرطة مسلحون “اعتقلوا رجلاً وصادروا سكيناً كانت بحوزته” عقب وقوع الحادث، مؤكدة أنه لا وجود لأي شيء قد يشكل خطراً على نطاق أوسع لسكان المنطقة.
وقالت الشرطة في وقت لاحق إن شابًا يبلغ من العمر 17 سنة من قرية بانكس، وهي قرية في مقاطعة لانكشاير تقع شمال ساوثبورت، اعتقل للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل على صلة بحادث بالطعن. وأضافت أنه من كارديف في الأصل.
ولا يزال المشتبه به قيد الاحتجاز، إذ يخضع للاستجواب بشأن الحادث بينما تعمل الشرطة على تحديد دوافع الهجوم.
وعلمت بي بي سي أن المراهق، الذي لا يمكن ذكر اسمه لأسباب قانونية، انتقل إلى منطقة ساوثبورت في 2013، وأن والديه من رواندا ولديه شقيق أكبر ولد أيضا في كارديف.
وتحدثت هيلين، التي كانت جارة لأسرة المشتبه به عندما كانوا يقيمون في كارديف، لبي بي سي عن صدمتها عند سماع الأخبار من هجوم ساوثبورت.
وقالت إن الأسرة أخبرتها بأنهم انتقلوا من رواندا، مضيفةً: “كانا زوجين شابين رائعين، و كانا لديهما صبيان صغيران صاخبان. وكانت الأم ربة منزل وكان الأب لطيفاً ويذهب إلى العمل كل يوم بسيارة عائلية صغيرة”.
وأشارت الشرطة إلى أنها لا تتعامل مع الحادث حالياً على أنه مرتبط بالإرهاب، مؤكدةً أنه لا يتم البحث عن أي شخص آخر فيما يتعلق بالأمر.
وقال أحد شهود العيان إن الشخص الذي يعتقد أنه منفذ الهجوم وصل بسيارة أجرة مرتدياً قناعاً على وجه ورفض دفع الأجرة.
ماذا قال شهود العيان؟
تحدث شهود عيان عن مشاهد مروعة في أعقاب هجوم ساوثبورت، ووصفه أحدهم بأنه “أسوأ شيء رأيته في حياتي”.
وأفاد كثيرون أنهم شاهدوا أطفالاً صغاراً ينزفون في الطريق بعد تعرضهم للطعن.
ووصل الصحفي تيم جونسون، من “آي أون ساوثبورت”، إلى مكان الحادث بعد حوالي 20 دقيقة من استدعاء الشرطة.
وقال إنه رأى فتاة على نقالة مصابة بجروح خطيرة، مضيفاً: “لقد كان الأمر مروعاً، لم أر شيئا مثله من قبل”.
وأشار جونسون إلى إن المسعفين كانوا من بين “من كانوا يبكون في الشوارع”.
وذكر عدد من الشهود أيضاً إنهم سمعوا امرأة تركض في الشارع وتصرخ “لقد طُعنت ابنتي”.
وقال شاهد آخر إنهم نقلوا نحو عشر فتيات إلى مكان آمن في منزل قريب.
وأكدت ممرضة محلية، كانت تتحدث إلى أم أحد الضحايا، أن ابنتها سمعت “صراخاً مروعاً” في وقت الهجوم.
رد فعل تايلور سويفت وبعض السياسيين
قالت تايلور سويفت، عبر حسابها على موقع إنستاغرام، إن الرعب الذي سببه هذا الهجوم “يحاصرني باستمرار”، وأنها تعرضت “لصدمة مروعة”.
وأضافت “كان هؤلاء مجرد أطفال صغار في درس للرقص. أنا في حيرة تامة من أمري ولا أعرف كيف أعبر عن تعاطفي مع هذه الأسر”.
وزارت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر مدينة ساوثبورت صباح الثلاثاء، ووضعت الزهور بالقرب من مكان الحادث.
كما انتقل رئيس الوزراء كير ستارمر إلى المنطقة في وقت لاحق الثلاثاء. وأكد ستارمر أن هذا الهجوم “يمس عصباً حساساً” في البلاد بأكملها وكان “من المروع مجرد التفكير فيما حدث”.
وقال ملك بريطانيا تشارلز الثالث مساء الاثنين الماضي، إنه والملكة “أصيبا بصدمة شديدة”.
وفي بيان نشر على موقع”إكس”، تويتر سابقاً، قال الملك إنهم يرسلون “تعازيهم القلبية وصلواتهم وتعاطفهم الشديد” إلى كل من تأثر بـ “الهجوم المروع”.
كما أرسل أمير وأميرة ويلز “حبهم وتعاطفهم وصلواتهم” إلى ضحايا الهجوم “الشنيع”، قائلين: “كوالدين، لا يمكننا أن نتخيل ما تمر به أسر وأصدقاء وأحباء القتلى والجرحى في ساوثبورت”.