غضب في الهند بعد غرق ثلاثة طلاب في قبو معهد تعليمي في دلهي
- Author, شيريلان مولان – تشاندين جاجوير
- Role, بي بي سي – الهند
أثار غرق ثلاثة طلاب في الطابق السفلي، بمعهد تدريب تعليمي على الامتحانات في العاصمة الهندية دلهي، غضبا واحتجاجات.
توفي الطلاب، وجميعهم في العشرينيات من العمر، في وقت متأخر من مساء السبت بعد أن حوصروا في القبو الذي غمرته المياه، حيث كانوا يدرسون.
وألقت الشرطة الهندية القبض على سبعة أشخاص، بمن في ذلك مالك المركز التدريبي، وسجلت قضايا ضدهم بتهمة التسبب في الوفاة عن طريق الإهمال.
يعد المركز التعليمي – ويسمى مركز “راو” لدراسات الخدمة الإدارية الهندية – واحدا من بين العديد من المعاهد في العاصمة حيث يلتحق الآلاف من الطلاب للتحضير للامتحانات الوطنية الصعبة، على أمل الالتحاق بوظائف الخدمة الإدارية الهندية.
كان الضحايا الثلاثة – شريا ياداف وتانيا سوني ونيفين دالويين – يدرسون استعدادا لامتحانات لجنة الخدمة العامة الاتحادية الهندية (UPSC)، التي تقرر من يصبح موظفا مدنيا، في وظائف حكومية مرغوبة بشدة في الهند.
لكن العديد من هذه المعاهد، التي تدار من مبان ضيقة في أحياء سكنية، متهمة بانتهاك معايير السلامة بشكل روتيني.
منذ يوم السبت، أغلقت السلطات في دلهي حوالي اثني عشر مركزا تدريبيا في المنطقة، لعقد دروس بشكل غير قانوني في أقبيتها (طوابقها السفلية).
وأثار الحادث أيضا خلافا سياسيا بين حكومة دلهي والسلطات الفيدرالية، حيث اتهم كل جانب الآخر بالإهمال.
ودلهي هي منطقة خاضعة للإدارة الفيدرالية، وليس لدى الحكومة المحلية – التي يديرها حزب “عام آدمي” – سلطات إدارية كاملة عليها.
ونظم مئات الطلاب احتجاجات في جميع أنحاء المنطقة، متهمين الإدارة بعدم القيام بواجبها وتجاهل الشكاوى.
وقعت المأساة مساء السبت، بعد أن هطلت أمطار غزيرة على العاصمة طوال اليوم.
تلقت إدارة الإطفاء في دلهي مكالمة حوالي الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي (14:30 بتوقيت غرينتش) بشأن دخول المياه إلى قبو مركز التدريب في منطقة “راجندرا ناغار القديمة”.
وقال مسؤولون حكوميون في وقت لاحق إن المعهد كان يدير مكتبة وغرفة قراءة في الطابق السفلي – بشكل غير قانوني – وكان حوالي ثلاثين طالبا وبعض أعضاء هيئة التدريس بالداخل في ذلك الوقت.
وقال بعض الطلاب لوسائل الإعلام إن بوابة عند مدخل مركز التدريب انهارت، ما تسبب في تدفق المياه المتراكمة على الطريق. لكن تقارير أخرى ذكرت أن خطا لمياه الصرف الصحي انفجر بسبب الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى حدوث طوفان.
وقال شهود عيان إن الطابق السفلي غمرته المياه بسرعة، ما أعطى الناس القليل من الوقت للهروب. وبينما تمكن البعض من القيام بذلك، كان لا بد من إنقاذ آخرين من قبل السلطات.
وليس من الواضح ما الذي تسبب في احتجاز الطلاب الثلاثة داخل الطابق السفلي.
وقال طالب يدعى راجان (الذي استخدم اسما واحدا فقط) لخدمة بي بي سي الهندية إنه قبل أيام من الحادث، تم استبدال أبواب مكتبة الطابق السفلي بأخرى بها نظام بصمة.
وقال: “يبدو أنه بسبب غمر المياه، تعطل نظام البصمة ولم يتمكن الناس من الخروج”.
ولم يتطرق المسؤولون عن المعهد إلى هذا الادعاء.
وفي بيان له، قال مركز “راو” لدراسات الخدمة الإدارية الهندية إنه “يشعر بحزن عميق” إزاء الوفيات، وإنه “يتعاون بشكل كامل” مع التحقيق. وقد تم انتشال جثث الطلاب الثلاثة من قبل غواصين فتشوا الطابق السفلي لعدة ساعات.
وقالت السلطات إن مركز التدريب كان لديه تصريح فقط لاستخدام الطابق السفلي كمخزن وموقف للسيارات، وإن المكتبة كانت تُدار بشكل غير قانوني.
وقالوا أيضا إن أنابيب مياه الصرف في المنطقة سُدت بالطمي، ما تسبب في فيضان المياه على الطريق.
ويوم الأحد، نظم العديد من الطلاب الذين يدرسون لامتحان لجنة الخدمة العامة الاتحادية الهندية (UPSC) احتجاجات، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن مأساة يوم السبت. كما انتقدوا البنية التحتية الرديئة في العاصمة.
وقال فيكرام (الذي ذكر اسمه الأول فقط) لخدمة بي بي سي الهندية إن الطامحين للالتحاق بالوظائف الحكومية دفعوا مئات الآلاف من الروبيات، كرسوم تدريب وإيجار.
وأضاف: “ولكن ماذا يقدمون لنا؟ الموت”.
وتذكر العديد من الآخرين حادثة العام الماضي، عندما اندلع حريق في مركز تدريب آخر في “موخيرجي ناغار” في دلهي. وأظهرت مقاطع فيديو الطلاب وهم يحطمون النوافذ وينزلون إلى أسفل المبنى باستخدام الأسلاك والحبال. وأصيب العديد من الطلاب بحروق.
وقد أشعلت حادثة يوم السبت خلافا بين حزب “عام آدمي” الحاكم في دلهي والحكومة الفيدرالية بقيادة حزب “بهاراتيا جاناتا”.
وقد ألقى حزب بهاراتيا جاناتا باللوم على حزب “عام آدمي”، لعدم تنفيذه عملية إزالة الطمي من أنابيب الصرف الصحي وسوء حالة الطرق.
في المقابل، اتهم حزب “عام آدمي” نائب حاكم دلهي – الذي عينته الحكومة الفيدرالية – بعدم اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين المقصرين، وزعم أن الموظفين البيروقراطيين لا يتبعون أوامر الوزراء.
تم القبض على زعيم حزب “عام آدمي” رئيس وزراء دلهي، أرفيند كيجريوال، في مارس/آذار الماضي بتهم الفساد التي نفاها – وتم إطلاق سراحه لمدة ثلاثة أسابيع خلال الانتخابات العامة للترويج لحزبه، ولكنه ظل في السجن منذ ذلك الحين.
كما نوقشت الحادثة في البرلمان يوم الإثنين، حيث سأل نواب المعارضة الحكومة الفيدرالية عن الخطوات التي تتخذها لضمان تقديم الجناة إلى العدالة.
وانتقد نواب حزب “بهاراتيا جاناتا” في البرلمان حكومة حزب “عام آدمي” في دلهي، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات ضدها لإهمالها واجباتها تجاه سكان المدينة.
وأشار عضو البرلمان، شاشي ثارور، إلى “انتهاكات واسعة النطاق لقواعد البناء والسلامة المتعلقة بالوقاية من الحرائق والفيضانات” في دلهي.